- شعرت بالقهر من مظاهرة “شارلي إيبدو”ومشاركة حكامنا العرب لم تقنعني -استخفوا برسولنا وعندما ثرنا لمحمد نبينا، قالوا قتلنا دينكم وإسلامكم أرهبنا قال الكاتب الفلسطيني خالد الجيوسي أنه شعر بالقهر في الحقيقة وزادت حالته سوءًا بعد مشاهدته للمظاهرة التضامنية الباريسية التي شارك فيها العديد من الحكام والمسؤولين العرب وتسابقهم على عدسات الكاميرات لتلتقط سترتهم الفاخرة إلى جانب ابتسامة "نتنياهو" الماكرة في مشهدية تمثيلية هزلية منافقة، تنديدًا بالحادثة الدموية الهجومية. وتساءل مستنكرًا عبر مقالة نشرتها رأي العربي كيف وقف "عربنا" الزعماء صفًا واحدًا متراصين إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قاتل كرامتنا قبل أن يقتلنا وأطفالنا. وأضاف بأننا نرفض بشدة الإهانات المتكررة والمتوالية لشخص نبينا الكريم محمد كذلك، والحس الديني والوطني يدفعنا للتعاطف دائمًا مع رأس دولة الإسلام الحق محمد عليه الصلاة والسلام. وإليكم نص المقال: لا زالت علامات الاستغراب والدهشة تعتلي وجهي من إدانة دولنا "العربية الإسلامية" لعملية "الدولة الإسلامية" ضد الصحفيين بفرنسا القاتلة لحرية الكلمة بالتوصيف العالمي والمنتقمة منها لتعديها "علينا" بنظري وإن كنت لا أحبذ طريقتها الدموية وأسلوبها الوحشي وأرفضه، لكن كما قلت هنا في نفس هذه الزاوية السبت 10 يناير يقابل هذه الإدانة كما العادة صمت "متقع" على "ظلمنا" في أي بقعة من بقاع العالم الأخرى، وهنا تكمن المصيبة ويزداد انذهالي ! شعرت بالقهر في الحقيقة وزادت حالتي سوءًا بعد مشاهدتي للمظاهرة التضامنية الباريسية و"بحلقتي" على التلفاز بوجوه كل الحاضرين فيها على اختلاف ألقابهم ودرجاتهم ومستوياتهم ولم تقنعني صراحة الأسباب التي ذكرت أو بررت لتواجد بعض رؤسائنا وملوكنا "العرب"، وبعضًا من مسؤولي الصف الأول في دول شقيقة "إسلامية" للمشاركة في مظاهرة يتقدمها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ويتسابق مهرولًا إلى صفها الأول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على عدسات الكاميرا تلتقط سترته الفاخرة إلى جانب ابتسامة "نتنياهو" الماكرة في مشهدية تمثيلية هزلية منافقة، تنديدًا بالحادثة الدموية الهجومية "الانتقامية" على أسبوعية "شارلي إيبدو" تلك الصحيفة اليسارية الساخرة التي نشرت على صفحاتها الهزيلة رسومًا كاريكاتورية مسيئة لنبي الإسلام محمد . تلك المشاركة وإن كانت رمزية من باب "التسامح" يصعب علينا تقبلها كعرب ومسلمين، فإن نظرنا إليها من الجانب القومي العربي فسنرى جيدًا كيف وقف "عربنا" الزعماء صفًا واحدًا متراصين إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قاتل كرامتنا قبل أن يقتلنا وأطفالنا، ولو تأملناها أي المشاركة في جانبها الإسلامي لوجدنا أنها جاءت على وقع أصوات نادت بالموت للمسلمين وحملت يافطات للرسومات المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في نفس تلك التظاهرة "السلمية"، ويقال حماية لسمعة الإسلام الوسطي ذهبنا، ودرءًا للمخاطر عنه وقفنا، وللقتل باسمه أدنا، فهذا إرهاب لا مثيل له قلنا، وكأن الذين قتلوا فيه أول من يقتلون على وجه الأرض بتلك البشاعة والوحشية، أجل ففي الأمس علكم لا تذكرون أننا من طيبة "نتنياهو" صافحناه خجلنا سخروا استخفوا برسولنا، وعندما ثرنا لمحمد نبينا، قالوا قتلنا دينكم؛ إسلامكم أرهبنا، كلنا "شارلي" كنا ومازلنا، يا لعجبي سنبكي يومًا بعد أن أضحكناهم علينا ! لا أدري إن كان المشاركون "العرب" من الزعماء وغيرهم قد سمعوا بقصة السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، وأنا على يقين أن رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو المشارك يعرفها بحكم أن رئيسه بإسطنبول رجب أردوغان عثماني جديد يتمنى عودة أمجاد أجداده، الحكاية تقول حسب جمع من المؤرخين إنه كان هناك مؤلف فرنسي يستعد لعرض مسرحية مسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك في جميع مسارح فرنسا وأوروبا، فقام السلطان ردًا على الاستعداد فقط لعرضها بتجهيز جيشه الكبير العظيم المهاب وتعبئته، كما أمر حاشيته بالقصر أن تلبس لباس الحرب، وارتدى شخصيًّا زيه الحربي العسكري "جلالته"، وأمر بإحضار القنصل الفرنسي فورًا . القنصل كان يعتقد أن السلطان يريد تسليمه رسالة استنكار للحكومة الفرنسية، وأن موضوع المسرحية سيتم مناقشته ولكنها ستعرض في النهاية، وعند دخوله قصر سلطان العالم تفاجأ بارتدائهم الزي العسكري، وصعق عندما رأى السلطان نفسه يرتديه، فقال للسلطان "وصلت رسالتك سيدي" وعلى الفور أرسل القنصل للحكومة الفرنسية رسالة مفادها "هذه الدولة مستعدة لدخول الحرب من أجل مسرحية"، أوقفوها فورًا، وبالفعل تم إيقافها، فما قول "زعمائنا" حول القصة وعبرتها، وهل كان سيشارك السلطان عبدالحميد معهم يا ترى في المظاهرة ؟! نحن هنا بالطبع لا ندعو إلى تبني نهج "الدولة الإسلامية" وأسلوبها الدموي والوحشي في هجماتها "الانتقامية" التي جاءت كردة فعل كوسيلة من الوسائل القليلة المتاحة أمام ذلك الاستخفاف كله بدماء العرب والمسلمين وإهانة دياناتهم ومقدساتهم، لكننا نرفض بشدة الإهانات المتكررة والمتوالية لشخص نبينا الكريم محمد كذلك، والحس الديني والوطني يدفعنا للتعاطف مع رأس دولة الإسلام الحق محمد عليه الصلاة والسلام، وندعو ونتمنى أن يكون لدينا دولة وجيش مستعدة لدخول الحرب لأجل أي منا سواء نحن عمومًا أو نبينًا، عل صرامة ذلك الجيش وقوته تمنع أمثال منفذي الاعتداء على "شارلي إيبدو" من أصول جزائرية أن يغيروا رأيهم، ويتركوا لغيرهم مسؤولية استرداد "كرامتنا".