حتى منشورات "الفيس بوك" تلاحقها قوات الاحتلال بادعاء أنها تحرض على العنف، ففي محاولة من سلطات الاحتلال الصهيوني لقمع الاحتجاجات في القدسالمحتلة بعدة طرق ووسائل مختلفة؛ راحت تلاحق ناشطي ال"فيس بوك" من سكان مدينة القدس، وتحاسبهم وتعتقلهم على خلفية كتاباتهم وتعبيرهم عن رأيهم؛ بحجة أنها تحرض على العنف، كما تدعي. ويقول المقدسيون، إن سلطات الاحتلال تبتكر كل يوم حجج وذرائع واهية لملاحقة واعتقال الشبان؛ وكل ذلك بهدف التضييق على المقدسيين، وحملهم على ترك مدينتهم. ويؤكد أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم، ل"المركز الفلسطيني للإعلام"، أن سلطات الاحتلال تحاول من خلال اعتقال المقدسيين، على خلفية كتابة آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، التخفيف من شدة الاحتجاجات والعمليات في القدسالمحتلة؛ إلا أن ذلك لا ينجح، حيث جرت يوم أمس عملية طعن شرطيين في البلدة القديمة بالقدس. اعتقال بسبب الآراء ووفقاً لمعطيات نشرتها مؤسسات حقوقية مقدسية، فإن قوات الاحتلال اعتقلت مؤخّرًا ثمانية شبّان من القدسالمحتلة، على خلفية كتابات على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وزعمت المصادر، أن الشبان الثمانية، حرّضوا العنف من خلال كتاباتهم. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مصادر في جهاز الأمن الصهيوني العام (شاباك) القول، إن "المعتقلين بثّوا عبر الفيسبوك مشاهد مصورة، تمجّد الشبان المقدسيين الذين نفذوا عمليات دهس وطعن بحق "الإسرائيليين" بالقدس". خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، استنكر اعتقال المواطنين الذين يُعبرون عن آرائهم وأفكارهم على صفحات "الفيسبوك"؛ وقال في خطبة صلاة الجمعة، أمس في المسجد الأقصى: إن "سلطات الاحتلال استغلت هذه الصفحة لتعتقل وتحاكم من يعبر عن أفكاره وآرائه ومشاعره على صفحة الفيسبوك"، مضيفًا أنه "تم فعلاً اعتقال عدد من المواطنين في مدينة القدس، بحجة التحريض على العنف". ووصف خطيب الأقصى هذه الخطوة "بالظلم الفاضح، أن يحاسب الإنسان على فكرة أو رأيه، في حين أن أحزابا وجماعات يهودية تكتب على صفحات الفيسبوك ما يحلو لها دون أية محاسبة"، مشيرًا إلى أن من اليهود من يكتب عبارة "اقتلوا العرب"، ومع ذلك فإن سلطات الاحتلال لم تعتقل أحدًا منهم، ولكن العنصرية والتعصب في ذلك وفي غيرها واضحة.