في حصيلة قياسية جديدة، كشفتها المفوضة العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، لعام 2014، عن غرق قرابة 3419، مهاجرًا غير شرعي، في البحر المتوسط، في عام واحد، أكثرهم من العرب؛ ما تسبب في قلق القوى الدولية والعربية. فتلك المغامرة المرعبة التي يخوضها المهاجرين غير الشرعيين، إلى أوروبا، والتي تودي بحياتهم، تتجاهلها الأنظمة الحاكمة، خاصة في الدول العربية والأفريقية، التي يعاني شعوبهم من الفقر والقمع. المراقبون رأوا أن عام 2014، أكثر الأعوام كارثية، تجاه البشر، فالموت يحيط بالجميع، فالقمع الذي يمارسه الحكام والرؤساء، هو الذي يدفع الشعوب، إلى الهجرة غير الشرعية، هربًا من جحيم تلك الأنظمة، وتشبثها بالحكم. البلدان العربية وأفادت، غالبية قوات خفر السواحل للبلدان العربية، بأنها انتشلت من مياه المتوسط، جثث مهاجرين من دول أفريقية، وعربية، وتمكنت من إنقاذ الآلاف، ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام الحدود العربية.وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن نحو 3419 مهاجرًا غير شرعي غرقوا في البحر المتوسط منذ يناير الماضي، في حصيلة قياسية تجعل من هذه الرحلة "الطريق الأخطر في العالم". وحاول أكثر من 207 آلاف مهاجر عبور المتوسط منذ مطلع السنة، وهو عدد يفوق بحوالي ثلاثة أضعاف الرقم القياسي السابق الذي سجل عام 2011، حين فر 70 ألف مهاجر من بلادهم في خضم الربيع العربي. رحلات الموت وقال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين، إداريان إدواردز: "هذه الأرقام تشكل محطة جديدة نشهدها هذه السنة، إننا نواجه قوسا من النزاعات وأوروبا كانت في مواجهتها مباشرة". وتشكل أوروبا القبلة الأولى للمهاجرين الذين هربوا من النزاعات في جنوبها بليبيا وشرقها بأوكرانيا وإلى جنوب شرقها في سوريا والعراق، إلا أن الآلاف منهم يواجهون الموت غرقًا خلال رحلات محفوفة بالمخاطر بواسطة قوارب تفتقر لأبسط معايير السلامة. وينطلق80 % من المهاجرين من السواحل الليبية متوجهين إلى إيطاليا أو مالطا، ومعظم المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا هذه السنة سوريون (60051)، وأريتيريون (34561). الأرواح البشرية وانتقدت المفوضية طريقة تعاطي الدول الأوروبية مع مسألة الهجرة، إذ قال المفوض الأعلى للاجئين، انتونيو غوتيريس: "إنه خطأ، وتحديدًا رد الفعل السيء في فترة يهرب فيها عدد قياسي من الأشخاص من الحرب". وأضاف: "الأمن وإدارة الهجرة مسألتان تهمان أي بلد، لكن ينبغي وضع السياسات بحيث لا تصبح الأرواح البشرية في نهاية المطاف أضرارا جانبية". الناشط الحقوقي الدكتور عادل عبد الله، قال إن الهجرة غير الشرعية، أزمة كبيرة تواجه أوربا، خاصة مع تزايد نسب المهاجرين إليها، في عام 2014، مضيفًا أن غالبية اللاجئين للهجرة غير الشرعية أكثرهم من العرب. حكام العرب وأوضح الناشط الحقوقي أن القمع الذي تعيشه، الشعوب العربية والأفريقية، من حكامهم، ما يدفعهم لاختيار طريق الموت والهجرة من أوطانهم، قائلًا إن النزاعات داخل البلدان العربية والصراعات السياسية، أيضًا دفعتهم للهجرة. وتابع: "إن غرق قرابة الأربعة آلاف شخص في المتوسط، رقم قياسي، شهده العالم في الآونة الأخيرة، وبالتالي يجب على المجتمع الدولي الوقوف، للحد من تلك الظاهرة، ومعالجتها من جذورها، بمحاربة الأسباب التي تدفع الشعوب لترك أوطانهم بحثًا عن الحرية ولأمن".