دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل العرب والفلسطينيين إلى إستراتيجية موحدة لمواجهة إسرائيل، واعتبر أن التغيير الذي بشر به الرئيس الأميركي باراك أوباما "ما زال تحت الاختبار". وقال مشعل في خطاب ألقاه من العاصمة السورية دمشق "ندعو الزعماء العرب إلى اعتماد إستراتيجية عربية فلسطينية" لمواجهة إسرائيل "تفتح كل الخيارات وتجمع بين المقاومة والسياسة". وأعرب –في خطابه الذي رد فيه على الخطاب الذي ألقاه من القدس منذ أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- عن استعداد الحركة للمساهمة في إعداد وبناء هذه الإستراتيجية و"العمل من أجل تنفيذها" بالتعاون مع الدول العربية. الأرض قبل السلطة وأشار مشعل إلى أن "نتنياهو وأركان حكومته قلبوا الطاولة في وجوه الجميع"، متسائلا "فلماذا تبقى عروضنا المستهلكة ومواقفنا المكرورة على الطاولة؟ ولماذا تبقى خياراتنا مكشوفة بلا أي هامش في المناورة أو رصيد من أوراق القوة؟". وعبر عن رفض حماس لما جاء في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أعلن فيه قبوله بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، ورفضه عودة اللاجئين الفلسطينيين وتشبثه بالاستيطان وبالقدس عاصمة لإسرائيل، التي دعا نتنياهو العرب للاعتراف بها دولة يهودية. وقال مشعل "الأرض عندنا أهم من السلطة والتحرير قبل الدولة"، وأكد أن الحد الأدنى هو القبول بدولة فلسطينية كاملة السيادة على أراضي خط الرابع من يونيو 1967 عاصمتها القدس، مجددا رفض حماس لفكرة الوطن البديل وتشبثها بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم "فالأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين". وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس تمسكها بالمقاومة "خيارا إستراتيجيا لتحرير الوطن واستعادة الحقوق"، وقال إنه ليس من حق أي دولة في العالم أن تحرم الفلسطينيين من حقهم في المقاومة، معتبرا أنها "وسيلة وليست غاية"، وأن الشعب الفلسطيني لم يجد بديلا عنها. اختبار أوباما ومن جهة أخرى اعتبر مشعل أن التغيير الذي وعد به الرئيس الأميركي لم يتجاوز بعد حدود اللغة والوعود، مؤكدا أن أوباما نهج خيار التغيير "لحماية مصالحه وليس مصالحنا". وأكد مشعل أن سياسة أوباما "ما زالت تحت الاختبار"، وقال "نلمس تغييرا في النبرة والخطاب الأميركيين تجاه المنطقة العربية والعالم الإسلامي، ورحبنا بذلك بكل شجاعة، ولكننا لا نسحر بالخطابات بل نبحث عن التغيير في السياسات على الأرض وهذا معيار الحكم لدينا". وأضاف أن قدرة أي إدارة أميركية على "كبح جماح إسرائيل" لن تتحقق قبل "كبح جماح النفوذ الصهيوني في المؤسسات الأميركية"، متهما الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بأنهما "يتحملان مسؤولية كبيرة في التطرف والعناد الإسرائيلي". واعتبر المسؤول في حماس أن الذي فرض هذا التغيير في اللغة الأميركية هو "الصمود العنيد لشعوب المنطقة الحية في فسطين ولبنان والعراق وأفغانستان، التي أحبطت سياسة الإدارة السابقة ومحافظيها الجدد وحولت سياستها إلى فشل ذريع وغرق في وحل المنطقة". عقبة أمام المصالحة وفي موضوع المصالحة الفلسطينية، قال مشعل إن "العقبة الأكبر" أمام تحقيقها هي ما يجري في الضفة الغربية من اعتقالات تنفذها أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في صفوف حماس وبعض فصائل المقاومة الأخرى. كما دعا مشعل أوباما إلى سحب الجنرال الأميركي كيث دايتون الذي يشرف في الضفة الغربية على تدريب القوات الأمنية الفلسطينية وعلى التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي وعلى تنفيذ "خطة استئصال المقاومة"، حسب تعبير مشعل. واعتبر أن ما يجري في الضفة "خطة عملية وحملة شاملة لاستئصال المقاومة" بالتنسيق مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن مثل هذه الحملة "لم يحدث لها مثيل منذ 1967". وطالب مصر -التي ترعى الحوار الوطني الفلسطيني- وكل العرب بالعمل على "إزالة هذه العقبة الرئيسية التي تعيق المصالحة"، داعيا إلى "إبعاد الاشتراطات والتدخلات الخارجية" في هذا الحوار.