اشتكى الأسرى في سجن "إيشل" في بئر السبع من حرمان إدارة السجن لهم من الملابس الشتوية والأغطية، وإجبارهم على شرائها بأسعار مضاعفة من "كنتينة" السجن (البقالة) للمتاجرة والربح، محذرين من تحرك جدي خلال الشهر المقبل إذا لم تحل مشاكلهم جاء ذلك في إفادة عدد من أسرى سجن "إيشل" البالغ عددهم 288 أسيرًا لمحامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين (وزارة الأسرى والمحررين سابقا) المحامي رامي العلمي، خلال زيارته للسجن في الثلاثين من شهر (أكتوبر) الماضي. وبحسب تقرير رفعه المحامي العلمي عن زيارته لهيئة الأسرى، فقد التقى خلال الزيارة أربعة أسرى وهم: محمد زواهرة، ومعمر الشحروي، ونضال زلوم، ومعتصم سمارة، وقد أطلعوه على أوضاع الأسرى في السجن واحتياجاتهم، ومشاكلهم وطالبوا بحلها. وأكد الأسير زواهرة، وهو موجه عام قسم 10 في السجن في إفادته، أن مشكلتهم الملحة في السجن هي إدخال الحرامات (أغطية الشتاء الثقيلة)، حيث ترفض إدارة السجن إدخالها عبر الأهل أو إدخالهم بشكل جماعي، وهم متشددون على أن يتم شراء الحرامات من "الكنتينة". وقال: "المطلوب توفير مبلغ مالي، وإلا فإن الأمور سوف تتدهور وتذهب إلى المجهول، حيث استحملنا برد شتاء السنة الماضية لكن السنة الحالية لن يتم السكوت على هذا الحال، المسألة بحاجة لعلاج من قبل الوزارة (هيئة شؤون الأسرى والمحررين)، وليس بحاجة لتكرار ذلك في كل زيارة". وأشار إلى أن الموجودين في السجن موقوفون (بانتظار المحاكمة) وليسوا محكومين، والعدد فيه متقلب، وكل يوم هناك أسرى جدد، وهذا يعني أن هناك الكثير من المطالب والاحتياجات لهؤلاء الأسرى، منوهًا إلى أن ما تصرفه الهيئة في هذا المجال غير كاف. وأكد أن الأكل المقدم من قبل إدارة السجن سيئ للغاية من حيث النوع والكم، مشيرًا إلى أن من يقوم بالطبخ هم الأسرى المدنيون اليهود، منوهًا إلى أن البديل عن ذلك الطعام هو التوجه إلى الكنتينة لشراء الطعام. وأشار إلى أنه يوجد لديهم في القسم حوالي 20 أسيرا من قطاع غزة، وقد تم الاتفاق مع الإدارة مؤخرًا على إدخال ملابس لهم عبر أهالي أسرى الضفة، مطالبًا بتأمين ملابس لهؤلاء الأسرى في أسرع وقت ممكن. أما الأسير معمر فتحي أبو الشيخ "الشحروري"، ممثل أسرى حركة "حماس" في قسم 10، فقال إنهم قدموا مؤخرًا العديد من المطالب إلى إدارة السجون بخصوص الحياة اليومية للأسرى، وتشمل الزيارات والمحطات الفضائية وموضوع الكنتينة وإدخال الحرامات الشتوية. وأضاف بأن الأسرى ينتظرون إجابة إدارة السجون، وعقب ذلك سيقررون شكل التحرك، وقد يكون هناك تحرك في شهر (ديسمبر) المقبل إذا ما كان الرد سلبيًا. من جهته، أكد الأسير معتصم سمارة، أنه يوجد في سجن إيشل إدارة متشددة، وهي تضيق على الأسرى بشكل كبير، ولا يوجد تعاطي مع مطالب الأسرى اليومية. وقال في إفادته، بأن إدارة السجون بشكل عام أصبحت تستغل الموضوع الأمني لتحقيق مكاسب ربحية، ضاربا على ذلك مثالا في منع إدخال الحرامات من قبل إدارة السجون تحت حجج وأسباب أمنية، حيث تقوم بإجبار الأسرى على شراء حرامات رديئة بسعر 120 شيكلا، مع أن سعرها بالخارج لا يتعدى الثلاثين شيكلا، وهي حرامات خفيفة جدًا. وأضاف أنه يوجد ارتفاع في أسعار الكنتينة بشكل عام، مشيرًا إلى كيلو التمر الممتاز يباع في الخارج بخمسة وعشرين شيكلا، ويباع إلى الأسرى من خلال الكنتينة بخمسة وخمسين شيكلا. وأما نضال زلوم، وهو أحد محرري صفقة شاليط، والذي أعيد اعتقاله في 18 (يونيو) الماضي، بعد أن كان قد أمضى في الأسر سابقا مدة 22 سنة (من تاريخ (3-5-1989) حتى (18-10-2011)، فقال بأنه ومنذ اعتقاله لم يجر التحقيق معه، ولم يخرج إلى المحكمة سوى مرة واحدة. وأضاف في إفادته أنه قد علم مؤخرًا فقط وعبر وسائل الإعلام، بأن الحكم السابق الذي كان محكوم عليه قبل التحرر في صفقة شاليط (السجن المؤبد) قد أعيد عليه، مشيرًا إلى أن الحكم أعيد كذلك على ابن قضيته أيضا الأسير وهيب أبو الرب، وهو موجود حاليا في سجن نفحة. وبسؤال الأسير زلوم عن أسرى صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم والمتواجدين معه في نفس القسم، قال إن عددهم 18 أسيرًا. من جهة أخرى، طالبت عائلة الأسير علام نصير محمود نصار (32 عاما) من قرية مادما قضاء نابلس من جميع المؤسسات الحقوقية والمختصة بشؤون الأسرى بضرورة إدخال ملابس للأسير المعتقل حاليا في سجن النقب، ويقضي حكما مدته 14 عاما في سجون الاحتلال. وخلال حديثها مع مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، أشارت العائلة أن الأسير علام يعاني من نقص في الملابس، لا سيما في فصل الشتاء الذي يشكل معاناة بالنسبة للأسير حين لا يملك ما يحتاجه من أغطية وملابس، كما أن الأسير يعاني من مشكلات صحية في عينيه. ونوهت عائلة الأسير نصار أنهم يواجهون مشكلات عديدة في زيارة الأسير علام، خصوصا وأن الاحتلال يمنع معظم أفراد العائلة من الزيارة منذ فترات طويلة، وذلك لأسباب أمنية أو عدم وجود صلة قرابة كما تتذرع سلطات الاحتلال، الأمر الذي يحول دون تمكن العائلة من تلبية احتياجات ابنهم، وإدخال الملابس له. ولفت مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش، أن الأسير نصار اعتقل بتاريخ (10-11-2005)، وقد أتم عامه التاسع في سجون الاحتلال ودخل في عامه العاشر. وحث الخفش المؤسسات الحقوقية الدولية بممارسة دور حقيقي نحو الأسرى الفلسطينيين والوقوف على مطالبهم واحتياجاتهم الأساسية.