أعدت مجلة نيوزيويك الأميركية في آخر تقريرا عن الظروف القاسية التي يعيشها مسلمو الروهينجا في ميانمار. وحذرت المجلة في تقرير لمراسلها ن. دنلوب من أن الروهينجا يتهددهم خطر الإبادة من عدة جهات. وذكر التقرير أن أقلية الروهينجا المسلمة ظلت تعاني من الاضطهاد المنظم طوال العقود الماضية من قبل البوذيين في ميانمار، ومن عدم الاعتراف بأنهم مواطنون، ومن العمل القسري والقتل والاغتصاب. ونقلت المجلة عن الأممالمتحدة وصفها للروهينجا بأنهم أكثر أقليات العالم تعرضا للاضطهاد. وقالت نيوزويك إنه ورغم الإصلاحات السياسية التي بدأت في ميانمار والإفراج عن أونغ سان سوتشي المدافعة عن حقوق الإنسان وإجراء انتخابات ديمقراطية في عام 2011 بعد عقود من الحكم العسكري، فقد تعرض حوالي 280 شخصا من الروهينغا العام التالي للقتل كما تم تهجير 140 ألفا من مناطقهم في ولاية راخين. "سلطات ميانمار في أعلى مستوياتها تتحدث عن سياسات تجاه الروهينجا ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية" ومنذ ذلك الوقت، قالت المجلة، ظل حوالي 75 ألفا من الروهينغا يعيشون في تسعة مخيمات بضواحي سيتوي عاصمة راخين تحت رحمة مضطهديهم. وأوضحت أن سكان هذه المخيمات يعيشون في ظروف أسوأ من ظروف السجون، فهم يعانون من نقص الطعام وسوء التغذية والأمراض مثل الإسهال والسل والأمراض الجلدية ويموتون من أمراض يمكن علاجها بسهولة. وسرد التقرير حالات تعرض فيها أفراد الروهينغا للقتل بدون أسباب واضحة من قبل حراس المعسكرات التابعين لقوات الأمن الحكومية. ونقلت عن تقرير أعده يانغي لي المبعوث الخاص للأمم المتحدة أن أوضاع الروهينغا في تلك المخيمات مخيفة. وعدد تقرير يانغي المخاطر التي يتعرض لها سكان المخيمات ذاكرا القتل بدون محاكمات، التعذيب، العمل الإجباري، التهجير القسري والاغتصاب. قضية الهوية كما نقل التقرير عن فيل روبرتسون من منظمة هيومن رايتس ووتش قوله إن السؤال الأكبر هو: هل توافق الحكومة في ميانمار على أن يُعامل الروهينغا على قدم المساواة كمواطنين، مع مواطني البلاد. ووصف روبرتسون قضية الهوية بالنسبة للروهينجا بأنها قضية مركزية. وقالت المجلة إن الروهينجا ورغم عيشهم في ميانمار لأجيال عديدة لا يتم الاعتراف بأنهم مواطنون، وقد مُنعوا من التسجيل في الإحصاء السكاني الأخير هذا العام، إلا من وافق على تحديد هويته بأنه مهاجر من بنغلاديش. ونقلت المجلة عن بعض التقارير لمنظمات حقوق الإنسان أن سلطات ميانمار في أعلى مستوياتها تتحدث عن سياسات تجاه الروهينجا ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية، وقالت إن جميع شروط الإبادة ماثلة أمام الروهينجا في ميانمار.