أكد نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن حركته مع المقاومة والمصالحة وعلاقات متوازنة مع الجميع؛ مشددًا على ضرورة الإسراع فى إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية . وقال "هنية"، خلال خطبة العيد، صباح اليوم، فى ملعب اليرموك وسط غزة: "كما صنعنا النصر بهمتكم واحتضانكم يا أبناء شعبنا، سنعيد الأعمار أيضا، ولن نتخلى عنكم"؛ مضيفًا: "و والله لو تخلى كل الناس عنكم ما تخلينا نحن عنكم يا أصحاب البيوت المدمرة والجروح الغائرة". وأشار إلى أن حركته ستتبع استراتيجية من أربعة اتجاهات، خلال المرحلة المقبلة، بعد النصر العظيم خلال معركة العصف المأكول الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى. وأوضح: "أول هذه الاستراتيجيات، هى استحضار النصر، وتعزيزه، وبقاؤه قويا وواضحا لا لبس فيه ولا غموض؛ لأنه نصر لا يشك فيه إلا حاقد، وسنعزز هذا النصر، وسنقوى من ثقافته وسنحمى المكتسبات، وعلى رأسها المقاومة، التى سنستمر فى بناء قوتها، وتطوير أدواتها، حتى نحرر الأرض، وتصل إلى أبعد مدى برا وبحرا وجوا". أما الاتجاه الثانى من استراتيجية حركة حماس، وفق هنية " تتبلور فى ترتيب البيت الفلسطينى، ومواصلة طريق المصالحة والوحدة؛ داعيا لاستكمال ملفات المصالحة، واحترام الاتفاقيات الموقعة وتعزيز مبدأ الشراكة. وأكد أن حماس تتبنى استراتيجية الانفتاح على الجميع من الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولى؛ مشددا على أن حركته بما تملك من القوة توجه سلاحها للعدو فقط، وليست موجهة لأحد من أبناء شعبنا أو أمتنا؛ نظرا لحرص الحركة على علاقات متوازنة مع كل أشقائنا العرب والمسلمين. وجدد هنية مطالبته بتقديم قادة الاحتلال الإسرائيلى لمحكمة الجنايات الدولية؛ موضحا أن حماس وقعت على الوثيقة المطالبة بذلك، حتى لا يفتلوا من عدالة الأرض قبل عدالة السماء. وتابع "تشرق شمس هذا اليوم بالتكبير والتهليل، وعاد السؤال نفسه "بأى حال عدت يا عيد"، فتجيب حرائر غزة، ومقاومو غزة، ورجال غزة يجيبون بالنصر والكرامة والعزة"؛ لافتا إلى أن المجاهدين قاتلوا العدو قتال الصابرين، وألحقوا بهم هزيمة نكراء على حدود غزة الأبية. وذكر أن الحجاج يلبون لبيك اللهم لبيك فى الحجاز، أما أهل فلسطينوغزة فقال الله –تعالى-: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"، فقالت غزة لبيك اللهم لبيك. وأشار نائب رئيس المكتب السياسى لحماس إلى أن هذا العيد، هو عيد النصر والعزة والكرامة والشهادة والشهداء الأبرار وعوائل الشهداء، الذين يزينون الصلاة فى الصف الأول، رغم المجازر فى بيت حانون، وخزاعة، ورفح، والوسطى، ورغم العائلات التى أبيدت. وقال: "فى هذا العيد نستحضر معركة العصف المأكول، التى أنزل الله فيها النصر والعزة لغزةولفلسطين والأمة، هذا عيد المقاومة التى أطلقت صواريخها، فأصابت حيفا، وقاتل المجاهدون من تحت الأرض ومن فوقها وهم يخرجون من البحر فى "زيكيم"، ويقتحمون مواقع العدو على حدود غزة، ويصنعون أول طائرة تحلق فى سماء فلسطين، ويخطفون، ويقتلون، ويأسرون، ويفتحون الباب أمام الأجيال". ولفت "هنية" إلى أن المقاومة تدشن مرحلة جديدة من مراحل الصراع مع العدو؛ مشيدا بصمود الشعب الفلسطينى الذى احتضن المقاومة، ودفع الثمن؛ من أجل أن تبقى الراية، وألا تنكسر الإرادة، والصمود السياسى لقيادة المقاومة فى وجه الضغوط التى حاولت أن تحرم غزة من قطف ثمار الصمود. وأوضح أن تلاحم المقاومة، والاحتضان الشعبى، والصمود السياسى والحاضنة الأمة العربية كانت سببا فى هذا النصر العظيم التاريخى والاستراتيجى؛ مشيرا إلى أن هذا النصر يؤكد حقائق الدين والإيمان، ولأول مرة نصر يرسخ حقائق الإيمان من منطلق القوة الذى صنعته غزة الأبية وفلسطين. ولفت "هنية" إلى أن هذا النصر بدأ بالانسحاب من غزة، ولبنان، ومعركة الفرقان، وحجارة السجيل، وصفقة وفاء الأحرار، ثم جاءت معركة العصف المأكول؛ ليكون نصرا تراكميا من خلال المسار الطويل من صراعنا مع العدو ولمقاومتنا التى بدأت منذ 100 عام. وأضاف: "هو رسالة للعدو وحلفائه بعد مئة عام من وعد بلفور لا أمن لكم على أرض فلسطين، ولا شرعية لكم، فالأرض لنا والقدس لنا والله معنا"؛ مبينا أن هذا النصر أسقط المشروع الذى يهدف لإسقاط إرادة المقاومة وسلاحها، ثم أعاد التوزان فى المنطقة بأن الصراع الرئيسى مع الاحتلال الإسرائيلى. ونبه إلى أن "الصراع ليس طائفيا بل صراع رئيسى مع العدو والأمة؛ مطالبًا بأن تستلهم الدرس من هذا النصر، ونقول لأبناء أمتنا: "توحدوا واعتصموا بحبل الله جميعا، ويجب أن يتوقف نزيف الدماء فى شوارع أمتنا العربية، وألا تنشغل الأمة عن العدو الذى يحتل الأرض ويهجر الشعب". واستطرد: "الناس يضحون بالإبل والشاه، وهنا شعب يضحى بأبنائه، وماله؛ من أجل فلسطين وعزة الشعب وكرامة الأمة".