فى الوقت الذي دعا المكتب الإعلامي لعملية "فجر ليبيا" مساء أمس أنصاره إلى التظاهر أمام مقر بعثة الأممالمتحدةبطرابلس، وحسب بيان المكتب الإعلامي فإن التظاهر هو بمثابة رفض تام للحوار الأممي الساعي إلى إحياء روح "المهزومين السياسيين والعسكريين"، معتبرا أنه حوار مجهول الأطراف والبنود. أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة "برناردينو ليون" أن أطراف النزاع في ليبيا اتفقوا على بدء عملية سياسية لمناقشة كل القضايا بصورة سلمية. وقال ليون إن المشاركين اتفقوا أيضا خلال اجتماعهم اليوم في مدينة غدامس على الحدود مع الجزائر على وقف فوري لإطلاق النار في جميع أرجاء البلاد. وشارك في الحوار، الذي رعاه المبعوث الأممي، اثنا عشر من النواب الليبيين المقاطعين لجلسات النواب في مدينة طبرق، يقابلهم اثنا عشر نائباً من المشاركين في جلسات النواب المنعقدة في طبرق، وذلك بهدف التوصل لاتفاق ينهي الأزمة السياسية التي جعلت البلاد تعيش بحكومتين وبرلمانيْن. وكان ليون التقى الأحد عددا من النواب الليبيين في طبرق ثم غادر إلى طرابلس للاجتماع مع البرلمانيين الذين يقاطعون جلسات مجلس النواب، تمهيدا لجمع شمل الليبيين. وجاء في بيان صادر عن مكتب ليون أن "الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا تابع جهوده الرامية إلى تمهيد الطريق أمام انعقاد الحوار السياسي بين الأطراف الليبية". وحسب مصادر برلمانية من طبرق فإن ليون رفض في اجتماعه بالنواب في طبرق أي شروط مسبقة للحوار. وكانت بعثة الأممالمتحدة أعلنت الاثنين الماضي أن الحوار سيركز على "شرعية المؤسسات" وخصوصا البرلمان وعلى رفض "الإرهاب" واحترام حقوق الإنسان. وأفادت البعثة بأن اللقاء يجب أن يؤدي إلى اتفاق على تسوية داخلية في مجلس النواب "ومسائل أخرى مرتبطة بحكم البلاد". ومن المفترض أن يتوصل المتحاورون إلى اتفاق على مكان وموعد تسليم السلطات بين المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) ومجلس النواب المنتخب. ويعقد مجلس النواب الليبي الجديد منذ الرابع من أغسطس/آب الماضي جلساته في مدينة طبرق، مما اعتبره المؤتمر الوطني العام خرقًا للإعلان الدستوري المؤقت، الذي يلزم مجلس النواب بتسلم السلطة في طرابلس وعقد جلساته في مدينة بنغازي بشرق البلاد. وبرر مجلس النواب انعقاد جلساته في طبرق بأنه جاء بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في كل من طرابلسوبنغازي. واستطاعت غرفة ثوار ليبيا -وهي تجمع لكتائب ثوار أغلبها إسلامية منضوية تحت رئاسة أركان الجيش الليبي، ومدعومة من تنظيم "أنصار الشريعة"- السيطرة على طرابلس بعد عملية "فجر ليبيا" التي خاضتها منذ 13 يوليو الماضي ضد كتائب ثوار مدعومة من البرلمان الليبي في طبرق وحكومة الإنقاذ التي يرأسها عبد الله الثني.