أرسل المتهم الأول فى قضية «حزب الله فى مصر» سامي هاني شهاب، أو محمد يوسف أحمد منصور، كما ذكر فى تحقيقات نيابة أمن الدولة معه، اعتذاراً إلى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله عن القبض على أعضاء التنظيم. قال المتهم اللبنانى، فى رسالة نقلها منتصر الزيات، رئيس هيئة الدفاع عن بعض المتهمين فى القضية: «قولوا للسيد نصرالله: لو خضت بنا البحر لخضناه وراءك، وأعتذر لك عما وقع من الكشف عن جنودك الذين يجب أن يكونوا على مستوى المسؤولية التى علمتنا إياها». وعندما سأله الزيات عن سر اعترافاته الكاملة التى تدينه قضائياً، قال شهاب: «دعم المقاومة ليس عيباً فى فلسفة حزب الله بل إنه شرف نقدمه للأمتين العربية والإسلامية، وقد تلقيت تكليفًا من الحزب بأن أقول كل شىء، لأنه لا يوجد شىء معيب فى القضية». وواجهت النيابة «شهاب» بباقى المتهمين الذين شاركوه الاعتراف بوجود «الخلية» أو التنظيم، إلا أن حسن السيد المناخيلى أنكر مشاركته، مما دفع شاباً لسؤاله: لماذا تنكر، وهل دعم المقاومة فى فلسطين عيب حتى تنكره؟!. وقال «شهاب» إنه طلب من قيادات حزب الله تنفيذ عمليات تفجيرية ضد السياح الإسرائيليين فى سيناء، رداً على عملية اغتيال «الحاج رضوان»، فى إشارة إلى اغتيال القيادي فى حزب الله عماد مغنية فى سوريا العام الماضي، لكنهم رفضوا، وطلبوا عدم تنفيذ أي عمليات فى مصر. وعلى صعيد التحقيقات، وجَّهت نيابة أمن الدولة تهم التخابر لصالح دولة أجنبية وحيازة أسلحة ومتفجرات ومواد لصنع القنابل إلى 7 متهمين آخرين فى القضية، ليصل إجمالي المتهمين الذين تم التحقيق معهم حتى إلى 13، فيما لا تزال أجهزة الأمن تبحث عن 24 آخرين، وسط تأكيدات بصعوبة القبض عليهم، لأنهم يستخدمون أسماء حركية. يأتي ذلك فى الوقت الذى تشهد فيه الساحة اللبنانية انقسامات حول القضية بين أنصار الحزب الذين يدافعون عنه وقوى «14 آذار»، وعلى رأسها تيار المستقبل، بقيادة النائب سعد الحريري، وهو الفريق الذى يدعم الموقف المصري بشكل مطلق، رافضاً المزايدة على موقف القاهرة الداعم للقضية الفلسطينية. فى السياق نفسه، اتفقت جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» فى فلسطين على تضامنهما مع حزب الله ضد الاتهامات الموجهة إليه. ووصف لاشين أبو شنب، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، الاتهامات الموجهة إلى حسن نصر الله بأنها نوع من الإفك والكذب، وادعاء مجاف للحقيقة، وأعلنت حركة «حماس»، فى بيان أصدره مكتبها الإعلامى فى العاصمة السورية دمشق، تضامنها مع حزب الله فى مواجهة الحملة المصرية التى وصفتها ب«القاسية».