ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن أجهزة الأمن المصرية اعتقلت نشطاء حزب الله وآخرين بعد حصولها على معلومات من جهاز الموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه". ونقلت الصحيفة عن فيليب فاسيه، وهو يرأس تحرير مجلة "إنتليجنس أون لاين" المتخصصة بالشؤون الاستخباراتية ونشرة "أفريكا إينيرجي إنتلجنس"، قوله، إن "معلومات مصدرها أجهزة مخابرات دولية وبينها الموساد وال'سي آي أيه' الأمريكي والتي تم تسليمها لأجهزة الأمن المصرية أدت إلى القبض على الشبكة التابعة لحزب الله في مصر". وأضافت هآرتس أن تقريرا تنشره "إنتليجنس أون لاين" في عددها الجديد يفيد بأن أجهزة الأمن المصرية عملت بناء على معلومات "تزودت بها من عدة أجهزة استخبارات أجنبية". وبحسب المجلة، فإن قائد المجموعة التي عملت في مصر، اللبناني سامي شهاب، كان على اتصال منذ وقت طويل مع الجهاز العسكري لحزب الله وأنه بعد اغتيال قائد هذا الجهاز، عماد مغنية، في دمشق في فبراير من العام الماضي، أصبح يدير الجهاز ثلاثة قياديين في حزب الله هم نواف الموسوي ووفيق صفا والشيخ علي دغمش، ويعمل الثلاثة من خلال التنسيق مع رئيس بعثة حرس الثورة الإيرانية في لبنان الجنرال فيصل باقرزادة. من جهة أخرى، نقلت "هآرتس" عن مسئولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى تقديرهم أن نشاط حزب الله في مصر كان يهدف إلى المس بنظام الرئيس مبارك وأن المواقع السياحية المصرية التي يرتادها السياح الإسرائيليون كانت هدفا ثانويا فقط بالنسبة للحزب. وقال أحد المسئولين الأمنيين الإسرائيليين إن "مبارك يدرك أن إيران حولت مصر وسيناء إلى قاعدة أمامية لها وليس مستغربا أنه قلق". وفي هذه الأثناء، رفع الجيش الإسرائيلي حالة الاستنفار في صفوف قواته عند الحدود مع مصر ونقل قوات أخرى إلى الحدود. ونقلت صحيفة "معاريف" عن مسئول أمني إسرائيلي رفيع قوله إن "حزب الله تجاوز خطوطا حمراء عندما حاول المس باستقرار نظام مبارك ونحن لا يمكننا المخاطرة ولذلك تم نشر قوات خاصة على طول الحدود بين إسرائيل ومصر من أجل الرد على أي تطور محتمل عند الحدود". وأضاف أن "ثمة احتمال بأن تحاول خلايا إرهابية التسلل لإسرائيل وستبقى حالة الاستنفار على حالها حتى تقبض أجهزة الأمن المصرية على الخلايا الإرهابية أو حتى تتوفر معلومات استخباراتية أخرى". وكانت السلطات المصرية أعلنت أنها اعتقلت مجموعة كان ينظمها قيادي من حزب الله يدعى سامي شهاب، واتهمتهم بتآمر ضدد مصر والتحضير للقيام بأعمال تخريبية ونشر التشييع في البلد، في حين رد أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، بحصر مهمة مسئول الحزب الذي ألقي القبض عليه بدور لوجستي وتهريب الأسلحة إلى غزة عبر الحدود المصرية.
هآرتس: تنسيق بين المخابرات المصرية والإسرائيلية وكشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن أن جهاز المخابرات المصرية يقوم بإطلاع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بتطور عملية التحقيق مع أفراد ما أسمتها "الخلية" التي اعتقلتها الأجهزة الأمنية المصرية، وقالت إنها تابعة ل "حزب الله" اللبناني. وأفادت صحيفة /هآرتس/ نقلاً عن متحدث أمني، أن هذه الخلية "خططت لارتكاب سلسلة من العمليات ضد أهداف مختلفة في القاهرة، وسيناء بما فيها مواقع يقيم فيها إسرائيليون". وأشارت الصحيفة إلى أن المخابرات المصرية تطلع أجهزة الأمن الإسرائيلية على تطور عملية التحقيق مع أفراد الخلية المعتقلين في مصر. وفي الوقت الذي أكد فيه مصدر أمني إسرائيلي أن "إسرائيل لم تفاجأ باكتشاف الخلية الإرهابية التابعة لمنظمة حزب الله في مصر، إذ إنها كانت قد نبهت أكثر من مرة إلى ضلوع الحزب وإيران بصورة مباشرة في عمليات تهريب الأسلحة والوسائل القتالية إلى قطاع غزة"؛ عادت وقالت إن "حزب الله كان يريد إرباك مصر والمس بسمعتها"، معتبرة أن ما قاله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أن حزبه لم يرد سوى مساعدة حركة "حماس" في مواجهة إسرائيل "لا يعدو كونه كذباً"، بحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية. وزادت المصادر في التحريض ضد حزب الله، فقالت إن الحزب "جزء من المؤامرة الإيرانية التي تستهدف الإطاحة بجميع الأنظمة المعتدلة في الشرق الأوسط، وتتخذ مختلف الوسائل لتحقيق هذا الهدف"، على حد زعمها.
ارتياح من اعتقال مصر عناصر من حزب الله وقد أعربت مصادر أمنية إسرائيلية عن ارتياحها من اعتقال مصر للخلية المشتبه بها بالانتماء لحزب الله. وحسب المصادر فالخلية خططت لضرب أهداف إسرائيلية في مصر، زاعمةً أن اعتقال قوات الأمن المصرية المصري الذي حاول تهريب 2 مليون دولار لحماس في قطاع غزة، ما هي إلا خطوة واحدة بمثابة نقطة من بحر. كما أشادت المصادر الأمنية بالجهود المكثفة التي تقوم بها مصر لمنع عمليات التهريب من مصر لسيناء.
نصر الله أمر بإيقاف استهداف السياح الإسرائيليين
وكان منتصر الزيات رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية خلية "حزب الله" قد فجر مفاجأة من العيار الثقيل، حيث كشف عن خطة ل "حزب الله" كلف بها سامي شهاب المتهم الرئيسي فى القضية ومعاونيه بالانتقام من الإسرائيليين عقب اغتيال عماد مغنية المسئول العسكري السابق ب "حزب الله" في تفجير سيارة بدمشق في عمل وجهت أصابع الاتهام فيه ل "الموساد" الإسرائيلي، لكنه قال إن الحزب تراجع عن تنفيذها. وأضاف الزيات أن "حزب الله" ألغى التكليف الذي أصدره لسامي شهاب بشن هجمات ضد السياح الإسرائيليين الذين يزورون سيناء في اللحظات الأخيرة ، حيث قال شهاب في التحقيقات إنه تلقى أوامر من قيادة "حزب الله" بعدم شن أية هجمات ضد الإسرائيليين في مصر، حتى لا يتسبب في أية أضرار لمصر أو التسبب في إحراجها بسبب اغتيال الإسرائيليين على أراضيها. وقال الزيات أن شهاب قال فى التحقيقات "جاءتنا التعليمات بأن مصر خط أحمر لا يمكن شن أي هجمات على أراضيها، والتركيز على وضع خطط لشن هجمات في العمق الإسرائيلي إلى جانب تهريب السلاح والمقاتلين لمساعدة الفلسطينيين والمقاومة في الأراضي المحتلة". وحسب الزيات فان شهاب يقيم في مصر منذ عام 2005م، ويتردد عليها بصفة مستمرة، بعدما قرر "حزب الله" إنشاء وحدة سياسية داخل الحزب باسم "وحدة فلسطين"، حيث كان يقوم بتوصيل المساعدات الإغاثية واللوجستية للفلسطينيين، ونفى أن يكون ضمن مهامه المكلف بها هو نشر المذهب الشيعي في مصر أو الترويج لأفكار سياسات "حزب الله"، مؤكدا أن هذه لم يكن من الأهداف التي كلف بها في مصر، وقال إن المتهم اللبناني قدم نفسه للمصريين الذين التقاهم في عامي 2005/2006 على انه فلسطيني يقيم في سوريا وإن مهمته في مصر توصيل المساعدات للفلسطينيين. وطلب الزيات من النيابة نقل المتهم اللبناني من محبسه في مقار مباحث أمن الدولة إلى أحد السجون التي تشرف عليها النيابة، خاصة وأنه يعاني أوضاعا سيئة في محبسه الحالي. وكانت نيابة أمن الدولة وجهت اتهامات بالتخابر لصالح دولة أجنبية للمتهمين في قضية خلية "حزب الله" بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد وحيازة مفرقعات وأسلحة للقيام بأعمال تخريبية. وأكد عبد المنعم عبد المقصود محامي المتهمين، أن النيابة وجهت إلى اللبناني سامي شهاب وثمانية آخرين تهمة الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون لتعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والتخابر مع جهة أجنبية هي "حزب الله" بغرض القيام بأعمال تخريبية داخل مصر. وأضاف أن المتهمين نفوا هذه الاتهامات، وأكدوا أنهم لم يبلغوا أي تكليفات للقيام بأعمال تخريبية ضد أهداف في مصر أو اغتيال شخصيات مصرية، في الوقت الذي كشف فيه عبد المقصود عن مقابلات كانت تتم في أحد الفنادق بمنطقة الحسين، لتنسيق توصيل المساعدات الإغاثية للفلسطينيين. لكنه مع ذلك أكد أن القضية سياسية من أولها لأخرها وستخضع للتطورات التي سيشهدها المناخ السياسي وتطور العلاقات بين مصر وحزب الله بالإضافة إلى التوازنات والمواءمات السياسية والعلاقات بين مصر وأمريكا وإسرائيل، وقال إن الجهات القضائية ليست صاحبة القرار في هذه القضية وان الموضوع كله يخضع للقرار السياسي. إلى ذلك، أجرى الرئيس حسني مبارك اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، تطرق خلاله إلى قضية الخلية التي جرى توقفيها في مصر بتهمة الانتماء ل "حزب الله"، حيث أكد أن مصر لا تسمح لأحد باستباحة حدودها أو زعزعة استقرارها، وأن القضية برمتها باتت في يد القضاء، على ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط. وفي السياق ذاته، استهل صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، اجتماع المجلس بحملة هجوم على "حزب الله" حيث توجه إلى زعيمه حسن نصر الله، بقوله: إن "مصر لن تكون حقل تجارب لفكر ومخططات حزبكم.. مصر ليست سداحا مداحا للمتآمرين من حزب الله أو غيرهم.. إن أمن مصر ليس مباحا لأحد.. حذرنا من هذا المجلس وحذرنا غيركم.. ولكن الصمم والغطرسة أعمت عيونكم". وأضاف الشريف في بيان تعليقا على طلب عدد من النواب فتح باب المناقشة حول هذا الموضوع "أن "حزب الله" وقادته من الضاحية يقف محرضا ومثيرا للفتن وداعيا للفرقة والتناحر وشق الصف الفلسطيني ومصدرا للمؤامرات ودسائس التخريب". وتابع: "إذا كان حزب الله حزبا للمقاومة كما يردد أمينه العام، فإن ذلك شأن داخلي يمارسه داخل بلده وعلى أرضها، وقد ارتكب جريمة شنعاء وتورط في عمل مدان وأعطى نفسه حقا يتنافى والقيم والمبادئ والأعراف، وعليه أن يتحمل نتائج جريمته وعلى الشعب اللبناني أن يقدر حجم التجاوز الذي ارتكب في حق مصر". وقال الشريف إن نصر الله اعترف بارتكاب الجريمة والتخطيط لها، و"هذا سيد الأدلة"، في إشارة إلى إقراره بأن المعتقل اللبناني في مصر ينتمي ل "حزب الله"، واعتبر أن جهاز الأمن المصري قد وجه ضربة قاصمة لمخطط "حزب الله"، ووجه إنذارا لكل من تسول له نفسه أن يتلاعب بأمن مصر، وختم بيانه، قائلا "تبا لكل لسان يتطاول على مصر زورا وبهتانا وتبا لكل قدم تطأ مصر رغبة في الاعتداء على أبنائها وتدمير اقتصادها". من ناحيته، قام الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للمجالس النيابية والشئون القانونية بتوزيع بيان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بشأن التحقيقات في قضية الانضمام والترويج ل "حزب الله" اللبناني. وقال شهاب، إن الحكومة المصرية ترفض أن تتحول مصر إلى دولة مستباحة، وأضاف وتابع: هل يمكن أن ينقل نصر الله الأسلحة من داخل الحدود السورية اللبنانية أو الأردنية إلى إسرائيل. واعتبر شهاب أن "حزب الله" يحظى باحترام في عام 2006، إلا أن أثر ما حازه من احترام ضاع بأفعاله، وقال إن أمن مصر خط أحمر، ونفى أن تكون الحكومة المصرية تسعى لنيل الرضاء الأمريكي والإسرائيلي، بدليل أن التطبيع مع إسرائيل لا يسير كما ينبغي، لأن الحكومة المصرية تضع حقوق الفلسطينيين كشرط للتطبيع. وقد انضم عدد من رؤساء الأحزاب الصغيرة إلى معمعة الهجوم على "حزب الله"، حيث تساءل النائب أسامة شلتوت رئيس حزب "التكافل": ما أهمية حسن نصر الله أنه عميل صغير في نظام أكبر للشيعة تلك الفئة الضالة، وأعرب عن أسفه لأن مشايخ "آل شلتوت" وهو منهم أعطوا الشيعة قوة بالاعتراف بهم. لكن الشريف رفض تحويل مجلس الشورى إلى منبر لتعميق الفتن بين السنة والشيعة، وطالب بحذف ما قاله شلتوت من المضبطة، فيما اتهم عدد من النواب حسن نصر الله بالإرهاب والجاسوسية. وطالب النائب الدكتور عبد المنعم سعيد بتوجيه رد مادي وآخر سياسي ل "حزب الله"، مشيرا إلى أن هناك من هم أدرى منهم بتوجيه الرد المادي، أما الرد السياسي فيجب أن يكون من خلال التوضيح للشعب اللبناني أن مصر ليست بالدولة التي تنتهك سيادتها. أما النائب الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية" فقد اعتبر أن "حزب الله" قد خسر كثيرا بهذه التصرفات الأخيرة، وعلى رأسها انتهاك السيادة المصرية، محذرا من أن تسبب الأزمة الحالية في إحداث فتنة بين السنة والشيعة في مصر. فيما اعتبر النائب محمد فريد خميس، أن هناك علاقة عضوية بين "حزب الله" وإيران وأن خطط الاثنين في رأيه تضمن السيطرة على العالم العربي، محذرا من خطورة تهديد الأمن القومي في ظل وجود رجال أعمال شيعة يمتلكون شركات في محافظة البحر الأحمر، في حين وصف النائب معوض خطاب حسن نصر الله بأنه رجل غير مسئول. وتحدث النائب الدكتور علي الدين هلال، قائلا إن "هناك جريمة مكتملة الأركان ونحن نثق في نزاهة النائب العام ونرفض أي تشكيك في النيابة العامة ويجب محاكمة كل من اشترك في هذه الجريمة". من ناحيتها، أصدرت لجنة الشئون العربية برئاسة السفير محمد بسيوني بيانا مطولا عقب اجتماعها حول إلقاء القبض على تنظيم ل "حزب الله" اللبناني "قبل تنفيذه لعمليات تخريبية ضد أهداف ومواقع حساسة داخل مصر". وتلخص بيان اللجنة في الإشادة بجهود أجهزة الأمن واعتراف حسن نصر الله بأن المعتقل اللبناني سامي شهاب هو عضو في "حزب الله"، ما اعتبره دليلا دامغا على ضلوع الحزب وزعيمه في المؤامرة، وقال إن ما قام به حسن نصر الله دون التشاور مع مصر يعتبر انتهاكا للسيادة المصرية، واتهم زعيم "حزب الله" بأنه يتاجر بفتح معبر رفح.