أبْحَر قراصنة صوماليون بفرقاطة ألمانية مختطفة وبها أفراد طاقمها تجاه قارب إنقاذ قبالة ساحل الصومال؛ حيث يُحتجَز قبطان أمريكي رهينة، في محاولة لمساعدة رفاقهم في مواجهة مثيرة مع البحرية الأمريكية. وفي يوم غير عادي في المياه الدولية قبالة شرق إفريقيا اقتحمت قوات فرنسية خاصة يختًا يوم الجمعة وحرّرته من قبضة قراصنة في هجوم عسكري قتل فيه أحد المحتجزين الفرنسيين وأطلق سراح أربعة آخرين. وقال مصدر من القراصنة: إنّ القراصنة الأربعة، الذين يَحْتَجِزون ريتشار فيليبس القبطان الأمريكي لسفينة شحن في قارب إنقاذ، يطالبون بمليوني دولار من أجل الإفراج عنه وضمانًا لسلامتهم. وصرّح مسئول أمريكي بأن المدمرة الأمريكية بينبريدج، التي تقف في مكان قريب، على اتصال باللاسلكي مع القراصنة سعيًا للتوصل لنتيجة سلمية للمواجهة بمساعدة خبراء مكتب التحقيقات الاتحادي. وقال مصدر القراصنة لوكالة رويترز: إنّ مجموعة أخرى كانت قد خطفت السفينة الحاوية الألمانية هاسنا ستافانجير قبل أسبوع توجهت إلى مكان المواجهة في المحيط الهندي. ويوجد على ظهر هذه السفينة- التي خطفت قبالة جنوب الصومال بين كينيا وسيشل- طاقم مُؤلَّف من 24 فردًا منهم خمسة ألمان. وصرّح مسئول أمريكي بأنّ القبطان فيليبس قفز في المياه أثناء الليل وحاول الهروب من القراصنة، ولكن قرصانًا واحدًا على الأقل لحق به بسرعة وأعاده إلى قارب الإنقاذ. وظلت عصابة القراصنة التي تحتجز فيليبس بعيدًا عن الساحل الصومالي في المحيط الهندي منذ يوم الأربعاء على تحديها رغم وصول سفينة حربية أمريكية وسفن حربية أخرى إلى المنطقة. وقال أحد القراصنة لرويترز خلال اتصال بهاتف يعمل بالأقمار الصناعية: "لا نخشى الأمريكيين". وأضاف: "سندافع عن أنفسنا إذا هوجمنا". وفي واشنطن لم يكن لدى وزارة الدفاع (البنتاجون) تعليق على خطة القراصنة لتحريك السفينة الألمانية أو أي طلب لدفع فدية. وأكّد مسئولون أمريكيون وجود تعزيزات في مكان قريب، وأضافوا: إن سفينة حربية أمريكية أخرى هي الفرقاطة هاليبورتن المزودة بصواريخ موجهة وطائرات هليكوبتر وفرقاطة ألمانية وصلتا بجوار مكان المواجهة. وصرح مسئول أمريكي بأنّ سفينة الهجوم البرمائية بوكسر في طريقها إلى منطقة تواجد قارب الإنقاذ وذلك بصفة أساسية في حالة الاحتياج لمنشآتها الطبية. وأضاف: إن البحرية الأمريكية تستخدم أيضًا طائرة بلا طيار لمراقبة قارب الإنقاذ. وفيليبس ضمن 270 رهينة يحتجزهم حاليًا القراصنة الصوماليون الذين يتلاعبون بالممرات البحرية المزدحمة بخليج عدن والمحيط الهندي على مدى سنوات. ويحتجز القراصنة 18 سفينة في أو بالقرب من ملاذات على الساحل الصومالي منهم خمس سفن اختطفت منذ مطلع الأسبوع. ورغم ذلك فحقيقة أن فيليبس هو أول مواطن أمريكي يحتجز والأحداث الدرامية لإحباط طاقمه الأمريكي المؤلف من 20 فردًا أثارت اهتمام العالم. كما سببت للرئيس الأمريكي باراك أوباما مشكلة أخرى في السياسة الخارجية في منطقة يرغب معظم الأمريكيين نسيانَها. ويتذكر الأمريكيون بخوف الفشل المفجع للولايات المتحدة والأمم المتحدة هناك في عام 1993 عندما قتل 18 جنديًا أمريكيًا خلال 17 ساعة من قتال بالأسلحة وتَمّ فيها سحل بعض الجنود وتعليقهم على الكباري.