أحداث الجلسة السرية بمعسكر الجلاء التي تم فيها النطق بالحكم بحبس مجدي حسين عامين، وغرامة خمسة آلاف جنيه بتهمة التسلل إلى أرض الرباط والجهاد ( غزة ) !؟ يوم 10 فبراير الساعة السابعة مساءا تم استدعاء مجدي حسين على عجل من محبسه في عنبر رقم 5 بسجن العريش حيث كان يعيش مع هموم أهالي سيناء من خلال معتقليها ، علم مجدي حسين بالتدريج أنه سيرحل في جنح الظلام إلى سجن الترحيلات بالاسماعيلية حتى يتم التحكم في وصوله مبكرا لمعسكر الجلاء صباح 11 فبراير ، وتم تفتيش مجدي حسين وأمتعته كتفتيش الارهابيين ، وتم وضع الكلابشات في يده طوال الرحلة الطويلة إلى الاسماعيلية ، وفي سجن الاسماعيلية كان تفتيشا آخر لايقل دقة ، وتم ايداعه في حجز خاص حيث بات مجدي منعماً بالحبس الانفرادي مع المصحف الكريم الذي حمله معه من غزة وهو هدية من حركة الأحرار بزعامة ياسر أبو هلال ، وَفر السجن احتياجات مجدي حسين من المياه والشاي ، في الصباح المبكر تم نقله إلى معسكر الجلاء خلال دقائق وكان سجن الاسماعيلية سعيدا ً بالخلاص من هذا الضيف الثقيل ، وشكرهم مجدي على حسن الضيافة . وفي معسكر الجلاء كانت الأمور مختلفة عن الجلسة الأولى ، فلا محامين لمجدي حسين ولا حتى محامين معينين من المحكمة ، وجرى كل شيئ بعجل شديد ، وتم ملئ القاعة ببعض الجنود تأكيدا لعلانية المحكمة ، وكان الصول كاتب الجلسة مكفهر الوجه ، وداعبه مجدي حسين قائلا : لقد تعودت على أن ألقاك كل أسبوع ! ولكنه لم يرد عليه إلا بتمتمات غير مفهومة ، ولم يدرك مجدي حسين بوادر الشؤم في هذا الاستقبال البارد . وسرعان ما خرج العميد رئيس المحكمة ، ونادى القاضي على قضية ما لم يكن صاحبها موجوداً . ثم نادى على مجدي حسين فقال أفندم ( بلغة الجيش حيث كان مجدي جنديا بالقوات المسلحة خلال حرب اكتوبر ) .. نطق رئيس المحكمة بالحكم بأسرع ما يمكن وقام سريعا الى خارج القاعة .. من سرعة النطق بالحكم لم يتأكد مجدي حسين من الحكم فسأل الصول الذي كان يلملم الأوراق بضيق أكبر من الأول : هل يوجد ايقاف في التنفيذ ، فرد لأ لايوجد ايقاف في التنفيذ. قال مجدي حسين : " اقضي ما أنت قاضي إنما تقضي هذه الحياة الدنيا " فاقترب أحد ضباط الجيش وسأله ماذا تقول .. قال : أردد آية قرآنية . وكانت الخطة هي نقل مجدي على عجل خارج المعسكر بل خارج الاسماعيلية بأسرع وقت ممكن في اتجاه سجن بورسعيد . وبين قاعة المحكمة وسيارة الترحيلات ألقى مجدي حسين كلمة في ضباط وجنود الجيش الثاني : إن ما يحزنني أن يصدر هذا الحكم من جهة عسكرية علماً بأن الموقف الشرعي أننا يجب أن نكون جميعا في جهاد كفرض عين طالما ظلت فلسطين محتلة ، ونحن أقرب البلاد الاسلامية لفلسطين ، فهل أصبحت مجرد زيارة غزة جريمة ، والله اننا نعيش في كارثة غير مسبوقة في تاريخنا ، ولم يكن يدور في أحلامنا أن مصر ستبيع يوما الغاز شبه مجاني لاسرائيل ، وتحرمه عن أهل مصر خاصة سيناء ، وعن غزة . إن هذا الحكم هدية لاسرائيل ولحكامها المجرمين ، فقد جاء اليوم الذي أصبحت مصر تحت أقدام عاهرة كليفني ، أو حقير كأولمرت ، إن موالاة أمريكا وإسرائيل جريمة لاتغتفر في حق ديننا ووطننا " ، وفي ختام كلمته وهو يصعد عربة الترحيلات قال مجدي حسين : لن تفلح هذه الفتنة ، فسنظل نقدر القوات المسلحة كهيئة وطنية ، وسأدعو الله أن يغفر للعميد رئيس المحكمة الذي حكم هذا الحكم الجائر .. لأنني أعلم أن الذي أصدر الحكم هو حسني مبارك ، ليس لزيارتي لغزة فحسب ولكن لكافة مواقفي المعروفة خلال السنوات الأخيرة ضد حكمه باعتباره صديق لأمريكا واسرائيل وليس ممثلا للشعب المصري الذي سامه سوء العذاب . كانت كل رتب وقيادات أمن محافظة الاسماعيلية على بوابة معسكر الجلاء كي تشرف على النقل السريع لمجدي حسين خارج الاسماعيلية قبل تجمع المحامين والأنصار والأصدقاء ، حتى أن سيارة الترحيلات عندما وصلت سجن بورسعيد رفض السجن استلام مجدي حسين لأنه لم تصله تعليمات بذلك ، واستمر مجدي حسين في الكلبشات التي لم تفارقه على مدار أكثر من أسبوع ، داخل سيارة الترحيلات لمدة ساعة حتى جاء الفرج .. وفتحت له أبواب سجن بورسعيد !!!