اتهمت مصادر صحفية بريطانية المخابرات الباكستانية بالضلوع في العصيان الدامي الذي شهدته بنجلاديش، الأسبوع الماضي، وأودى بحياة 140 شخصًا على الأقل. وقالت صحيفة جارديان: إن التحقيقات الجارية في هذه القضية لمعرفة "الجهات النافذة" التي تقف وراء هذا التمرد، تشير إلى أن التخطيط له تم خارج البلاد. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن بعض المعلومات التي بدأت تتكشف بالهند وبنجلاديش تتحدث عن مؤامرة تم الإعداد لها بباكستان، تستهدف زعزعة الحكومة الجديدة برئاسة الشيخة حسينة واجد. وتطرقت الجارديان إلى ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إنديا" الهندية من أن مصادر قريبة من هذا التحقيق صرحت لها بأن بعض مَن اعتُقلوا مِن المتمردين كشفوا عن اسم رجل أعمال بنجالي كبير يعتقد أن له صلات قوية بالمخابرات الباكستانية. وأشارت الصحيفة الهندية كذلك إلى أن اعترافات الجنود أظهرت أنهم قد حصلوا على ما يناهز 150 ألف دولار لتمويل تمردهم. وكان مسئول بلجنة التحقيق الخاصة بهذا التمرد قد صرح لإحدى الصحف البنجالية بأن ما حدث لم يكن بالإمكان وقوعه دون دعم "جهات نافذة". تغلغل الإسلاميين في قوات حرس الحدود: وبحسب توقعات الصحيفة البريطانية، فإن المحققين في قضية التمرد سيبدءون في سبر مدى تغلغل المسلحين الإسلاميين المشتبه في صلاتهم بتنظيم القاعدة وجماعة المجاهدين البنجاليين في جهاز قوات الحرس الحدودي البنجالي. وألمحت إلى أنهم سيحققون كذلك في الصلة المحتملة لهذا التمرد مع خطط حسينة واجد لإقامة محكمة جرائم حرب خاصة بمحاكمة الضباط البنجاليين الذين تعاونوا مع الجيش الباكستاني إبان حرب استقلال بنجلاديش عن باكستان. ونقلت جارديان عن ضباط بالجيش قولهم: إن قادة التمرد المذكور بمن فيهم الستة الذين التقوا رئيسة الوزراء, سيتم إعدامهم شنقًا إذ ثبتت إدانتهم بالضلوع في هذه القضية. توجيه الاتهام ل1000 من المشاركين بالتمرد: من جانب آخر، أعلنت الشرطة في بنجلاديش أنها وجَّهت التهم إلى أكثر من 1000 عنصر من قوات حرس الحدود، وذلك على خلفية وجود صلات لهم بالتمرد. وأضافت الشرطة: إن التهم تشمل التآمر على قتل ضباط وعناصر الشرطة والمدنيين واستخدام السلاح والمتفجرات والتسبب بنشر الفوضى والذعر في البلاد، بالإضافة إلى ارتكاب أعمال السلب والنهب وإخفاء جثث الضحايا. وقد سمَّت الشرطة ستة من المتهمين بتنفيذ التمرد، وقالت: إن الأشخاص الستة كانوا منخرطين بالمفاوضات التي أجرتها رئيسة الحكومة الشيخة حسينة مع قادة المتمردين من أجل استسلام المشاركين في العصيان,وفقا للبي بي سي. يٌُشار إلى أن جثث أكثر من 70 من ضباط وعناصر الشرطة ما زالت مفقودة، وذلك بعد مضي عدة أيام على اندلاع أعمال العنف في العاصمة داكا. وكانت قوات الجيش في بنجلاديش قد عثرت في الثامن والعشرين من الشهر الماضي على مقبرة جماعية في مجمع حرس الحدود في دكا، وكانت تلك هي ثاني مقبرة يتم العثور عليها في أعقاب التمرد المذكور الذي انتهى بعد أن هدَّدت الحكومة بسحق المشاركين فيه بالقوة. ومنحت الحكومة المتمردين عفوا إن هم استسلموا، لكنها عادت وقالت: إنها سوف تعاقب المسؤولين عن التمرد، وذلك بعد أن تكشَّف حجم "المجزرة التي ارتكبها المتمردون".