أعربت الهيئات المقدسية العاملة في الأردن عن انتقادها لعدم وجود موقفٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ ودوليٍّ فاعلٍ للضغط على سلطات الاحتلال الصهيوني لوقف مخططاتها الرامية لتهويد القدس وتهجير السكان المقدسيين من المدينة. جاء ذلك في البيان الختامي لأعمال الندوة الفكرية السنوية ل"منتدى الفكر العربي" والذي عقد بالعاصمة الأردنية عمان تحت عنوان "القدس في الضمير" وفي كلمة له حذر الأمير الحسن بن طلال ولي عهد الملك الأردني السابق من مخططات تفريغ القدس من السكان العرب، وعزل المدينة تمامًا عن محيطها العربي، مؤكدًا على ضرورة تقديم الدعم والمساندة للمقدسيين للحيلولة دون تهجيرهم. وحث الحسن رئيس "منتدى الفكر العربي" وراعيه في ختام أعمال الندوة على تشكيل لجنة لنصرة القدس تكون متعددة الأطراف والاختصاصات، حيث إن القضية حضارية وليست فقط دينية أو سياسية أو اقتصادية. وأكد على ضرورة "إنشاء جمعية قانونية عربية للقدس تسعى إلى بناء قاعدة معرفية ومعلوماتية موثقة تستفيد من الخبرات العالمية وتتواصل في تبادل الخبرات والمعلومات، إلى جانب الشروع في دراسات مدنية وأعمال ميدانية لحماية القدس وإدخال مناهجها الدراسية والاجتماعية في ضمير الأمة". وطالب بانتهاج الدقة في المصطلحات المتعلقة بالتعبير عن وضع مدينة القدس، وبشكل أخص في مجال القانون الدولي، مشيرًا إلى أن الإعلام العربي حوَّر كلمة "المستعمرة" وحوَّلها إلى "مستوطنة". من جانبه طالب أمين عام "منتدى الفكر العربي" حسن نافعة بضرورة "إيجاد ما يشبه شبكة معلوماتية تؤسس لدراسات بحثية متخصصة للتأريخ عن القدسالمحتلة والإحاطة بكافة الجوانب المرتبطة بها بالتنسيق والتعاون مع كافة المؤسسات والهيئات العاملة في المدينة المقدسة". فيما أشار المستشار السابق للرئيس السوري جورج جبور على ضرورة "استمرار المقاومة الفلسطينية للتصدي للعدوان الصهيوني"، داعيًا إلى "إقامة جمعية عربية للقانون الدولي وإنشاء محكمة عدل عربية، لتحقيق مرافعات قانونية في القضايا المتصلة بالقدسالمحتلة". وكانت ندوة "القدس في الضمير" اختتمت أعمالها بعد مناقشات تناولت على مدى يومين الجوانب التاريخية والقانونية والثقافية للقدس المحتلة، وبحثت في سبل التصدي للممارسات العدوانية الصهيونية المتوالية ضد المدينة المقدسة، وبحق الأوقاف والمقدسات الإسلامية باستمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وبناء جدار الفصل العنصري، بالتزامن مع تواصل الحفريات أسفل وحول محيط المسجد الأقصى بما يهدد أساساته ووجوده بالخطر. واستعرضت الندوة أوراق عمل متخصصة حول مخاطر الواقع "الديمغرافي" في القدسالمحتلة، في ظل مخططات صهيونية بتفريغ المدينة وتهجير سكانها الأصليين على غرار ما حدث في نكبة 1948 وعدوان 1967. كما قامت نخبة من الشخصيات الفكرية والثقافية المشاركة في الندوة، والتي زادت على 150 شخصية أردنية وعربية، بوضع تصور مستقبلي للمدينة المحتلة، مؤكدين على خيار المقاومة كسبيل لدحر الاحتلال وتحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة.