أكد المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" محمد مهدي عاكف "أننا مُقبِلون على معركة اعمار ربما لا تقل شراسةً- من الناحية السياسية- عن معركة العدوان؛ لأن توفير الدعم المادي والعيني للاعمار لا يعني أن المشكلةَ أصبحت سهلةً"، مشددًا على ضرورة العمل على توفر أفق سياسي يرتقي إلى مستوى المسئولية الأخلاقية والإنسانية والشرعية والوطنية، والتي تصطف مع المقاومة في خندقٍ واحد، ولا تنتقص من رصيدها الذي تحقَّق على الأرض. وناشد في رسالته الأسبوعية بعنوان "تحيةً لصمود غزة"، الشعوبَ العربيةَ والإسلامية أن تظلَّ مستيقظةً وساهرةً؛ لأن المعركة بدأت ولم تَنْتَهِ بعد، وحجم المؤامرات كبير ومحاولة إجهاض نصر المقاومة العظيم الذي تحقَّق تجري على قدمٍ وساقٍ، ومحاولة النيل من "حماس" وقدرتها وتشويه صورتها لا زالت تجري عبر الأبواق الإعلامية لما يُسمَّى بمحور الاعتدال العربي. وحذَّر عاكف من المؤامرة التي تجري الآن على قدمٍ وساقٍ لمنع السلاح عن أبطال المقاومة في غزة وحرمانهم من وسائل الدفاع عن أنفسهم، ومحاولة تحويل انتصار غزة إلى هزيمة؛ حيث اجتمعت وزيرة الخارجية الصهيونية مع نظيرتها الأمريكية وأصدرتا وثيقة تفاهم لمنع السلاح عن غزة، ثم أعقبتها قمة "شرم الشيخ" المصرية الأوربية؛ حيث عرضت بعض الدول المشاركة- مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا- في إرسال سفن حربية إلى الشرق الأوسط للمساعدة في منع "حماس" من تلقِّي شحنات الأسلحة. وطالب الأنظمة والحكومات العربية بأن تُعيد قراءة الأحداث، وأن تُراجع إستراتيجيتها من جديدٍ، وأن تراهن على المقاومة والصمود؛ حيث إنها هي وحدها القادرة على حسم المعارك ضد الطغيان والاستكبار؛ فإن أداءهم في أية مواجهة قادمة إذا ما امتلكوا الحد الأدنى من الأسلحة الدفاعية سيكون مفاجئًا؛ فالجيل القادم من أبناء القطاع الذي سيتكوَّن من أطفالٍ شاهدوا مجازر آبائهم وأمهاتهم وأشقائهم وشقيقاتهم سيكون الأشرس والأكثر شجاعةً وإقدامًا واستيعابًا لطبيعة المرحلة، والأقدر على التعامل مع عدوٍّ لا يفهم سوى لغة القوة. وأوضح فضيلته, أن "حماس" في معركة غزة كانت الطليعة ورأس الحربة التي أوقفت العدوان؛ دفاعًا عن الأرض والمقدسات، ودفاعًا عن كرامة الأمة وشرفها، وعلى الأمة العربية والإسلامية أن تُعِدَّ العُدَّة علميًّا وتقنيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وحضاريًّا لمعركةٍ قادمةٍ مع هذا العدو، والذي سيحاول فيها أن يستعيد هيبته وثقته في المؤسسة العسكرية، سواءٌ أمام مواطنيه أو أمام العالم. وأكد المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" أن القضيةَ لم تَنْتَهِ، وسيظل أهل الحق مرابطين ومستعدين لدحر الباطل ودمغه حتى يزهق.