القافلة الشعبية اللي رايحة غزة رجعوها من نص السكة، رغم إنها واخدة – زي ما فهمت – تصاريح. السبب اللي قالوه (الجيش يعني) إنهم ميقدروش يأمنوها بقية الطريق، قالوا ده بينما كانت عربيات نقل وركاب بتعدي من جنب القافلة. نفهم من كده إن سينا – الطريق الدولي الواسع – بقت أحراش وما ينفعش الجيش يأمن حد معدي فيها. ولا نفهم إن القافلة دي بالذات، دونا عن كل العربيات والناقلات المعدية، مستهدفة من جانب الإرهابيين في سينا. ولا نفهم إن الجيش بيكذب وبيقول أي حاجة غير السبب الحقيقي. مثلا الضباط – أمن دولة على مخابرات على جيش – كلموا بعض في التليفونات وقالوا “إيه الهبل ده؟ مين اللي إدى تصريح للقافلة دي؟ إحنا متعودين نمنع كل حاجة. لو سمحنا بدي.. ممكن العيال يتغروا في نفسهم ويتهيأ لهم إن قوتهم زادت.. وإحنا شغلتنا دلوقتي نكسرهم تماما، ونخليهم يسحفوا على الأرض”. أو مثلا اللي اتقال في التليفون: “إيه ده؟ لا يمكن نسيب قافلة تروح المعبر وتدي حاجات لحماس. يعني إيه ندي شرعية لحماس ونخلليها تستلم معونات على المعبر؟ خصوصا بعد ما شهروا بينا وقالوا على معوناتنا مسوسة”. أو يمكن الكلام كان “يعني إحنا نخللي العيال دي تعدي وتشوف أهالي رفح وفلسطينيين على الحدود، ويسمعوا منهم مباشرة اللي بيحصل؟ وإحنا أصلا قافلين عليهم ومانعين تسريب أي معلومة؟ طب افرض الناس – وده أكيد – اشتكت من كل اللي بنعمله فيهم؟ يبقى فيه كده خط مباشر بين دول ودول؟ ده لا يمكن أبدا”. أو يمكن المكالمة كانت متواضعة أكتر: “الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح. يعني نسيب العيال تروح.. وبعدين يقابلوا الأهالي والفلسطينيين، فتحصل هتافات، ومشادات، ونبقى في حيص بيص.. لأ.. يروحوا من دلوقتي أحسن”. بحاول أتمشى في مخ أبو دبورة اللي خد القرار عشان أعرف بيفكر – أو مش بيفكر – إزاي. وأظن – وربما ظني اثم – إنه – ببساطة – ماشي على قديمه: كلمة لأ بتريح.. بتريح السلطة يعني!!