يومًا بعد يوم تنهال علينا وقائع تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأمن المصري تفرغ "بالكامل" لحماية الرئيس وعائلته وحاشيته، إضافة إلى الاستئساد على أبناء الشعب المصري المسكين ولعب دور الذراع الأيمن للصهاينة في إحكام الحصار على غزة. ففي الوقت الذي يمنع فيه الأمن المدنيين من فك حصار غزة وتوصيل المساعدات لاهلنا في القطاع ويعترض قوافل فك الحصار "بيقظة تامة" نجده يتغافل عن انتهاك حرمات الناس داخل المدن المصرية، فقد تكررت حادثة التحرش الجنسي الجماعي، مساء الخميس الماضي ثاني أيام العيد في شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين، إذ تجمع ما يزيد علي مائة وخمسون شاباً علي رصيفي الشارع، وهاجموا الفتيات والنساء المارات، ووصل الأمر إلي حد تمزيق ملابس بعضهن. ومن جهة أخرى، أعلنت "اللجنة المصرية لفك الحصار عن غزة" عن تنظيم قافلة ثانية لكسر الحصار عن غزة بعد غد الاثنين الموافق السادس من أكتوبر الجاري الساعة الحادية عشرة صباحا وتنطلق من أمام نقابة الصحفيين عقب صلاة الظهر مباشرة. فقد قام مجموعة من الشباب غير المسئول بإثارة الفزع بشارع جامعة الدول العربية, عندما هاجموا عددًا من الفتيات وطرحوهن أرضا محاولين التحرش بهن جنسيًا وتسبب ذلك في توقف حركة المرور لأكثر من ساعة, وقد أمكن إنقاذ الفتيات ونقلهن إلي داخل أحد المحال التجارية, بينما شنت أجهزة الأمن التي وصلت متأخرًا حملة اعتقالات عشوائية طالت كل الموجودين في المكان, وطلبت النيابة سماع أقوال الفتيات. وقد ألقت أجهزة الأمن القبض علي 38 شاباً، وتحفظت علي 3 فتيات من ضحايا التحرشات للاستماع إلي أقوالهن، وأمر المستشار هشام الدرندلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة بحبس32 متهما أربعة أيام ووجه لهم تهمة هتك العرض والفعل العلني الفاضح كما قرر تسليم6 أحداث إلي أسرهم. وكانت أجهزة أمن الجيزة قد تلقت إخطارات من شرطة النجدة المتواجدة في شارع جامعة الدول العربية، تفيد تجمع أعداد كبيرة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 15 و22 سنة علي أرصفة الشارع، وأنهم يرتكبون أفعال تحرش جنسي بالفتيات. وانتقلت 4 من سيارات الشرطة إلي الشارع، وتمكن الأمن من القبض علي 38 شاباً فيما هرب الباقون، وذكرت فتيات من ضحايا التحرش - إحداهن منتقبة - إن الشباب هاجموهن بالأيدي ومزقوا ملابس البعض ونزعوا حجاب واحدة، وأن تجمعات من الشباب كانت تحاصر فتيات في مواقع متفرقة من الشارع. في غياب الأمن.. معاكسات بالجملة وفي نفس السياق، ضبطت أجهزة الأمن في القاهرة 53 حالة تحرش ومعاكسة وقضية تسهيل بغاء خلال حملاتها أمام دور السينما والحدائق العامة ووسط البلد في أول أيام العيد. تحررت المحاضر اللازمة وأحيل المتهمون إلي النيابات المختصة للتحقيق. وقد ألقي القبض علي 53 متهماً بالتحرش الجنسي والمعاكسات طاردوا الفتيات في مناطق الزحام، خاصة في وسط البلد. قافلة جديدة لفك الحصار ومن ناحية أخرى، أعلنت "اللجنة المصرية لفك الحصار عن غزة" عن تنظيم قافلة ثانية لكسر الحصار عن غزة بعد غد الاثنين الموافق السادس من أكتوبر الجاري الساعة الحادية عشرة صباحا وتنطلق من أمام نقابة الصحفيين عقب صلاة الظهر مباشرة. ووجهت "اللجنة المصرية لفك الحصار عن غزة" دعوة لجموع الشعب بكافة فئاته للمشاركة ولمناصرتها والوقوف معها كلا بحسب استطاعته لإنجاح القافلة المتجهة لكسر الحصار عن إخواننا في غزة. وأكد أحد منسقي قوافل كسر الحصار عن غزة أنه تم اختيار هذا اليوم لما يحمله من دلالات تاريخية يؤكد أن حملة النضال والمقاومة مستمرة، وأن قدرةَ الشعوب على الانتصار لحقوقها غلاَّبة، ولا يحول دونها قهر أو قمع أو استبداد، مشددًا على أن التحرك لنصرةِ الشعب الفلسطيني المستضعف والمحاصر في ذكرى انتصار السادس من أكتوبر يُشير إلى أن دماء الشهداء التي سالت لتحرير الأرض واستعادة العزة والكرامة لم تَضِعْ هباءً في مواجهة حملات التركيع والتطبيع والاستسلام. كان موقع لجنة الإغاثة الإنسانية الإلكتروني قد نشر بيانًا مجهول المصدر بعنوان (تأجيل موعد القافلة الثانية للحملة الشعبية لفك الحصار)؛ أشار إلى تأجيل القافلة إلى موعدٍ غير معلوم، وهو الأمر الذي أثار حالةً من الارتباك بين صفوفِ المنظمين والمشاركين في الحملة. وقد نفى الدكتور عبد الفتاح رزق أحد منسقي قوافل كسر الحصار عن غزة صحة البيان المنشور على موقع الإنترنت التابع للجنة الإغاثة الإنسانية، وأكد أن القافلةَ سوف تنطلق في موعدها المقرر له يوم السادس من أكتوبر الجاري من أمام نقابة الصحفيين المصرية. يُذكر أن القافلةَ الثانيةَ لفك الحصار عن غزة كان من المقرَّر لها أن تتحرك من أمام نقابة الأطباء التي وافقت على المشاركة في القافلة، لكنها اعتذرت عن استقبالها؛ مما اضطر القائمين على الحملة إلى تغيير مكان الانطلاق إلى نقابة الصحفيين. .. وتضامن من نقابات الأردن وعلى الصعيد نفسه تبحث لجنة فلسطين النقابية ثلاثة خيارات لتسيير رحلة لكسر الحصار البحري على قطاع غزة؛ حيث قرر مجلس النقباء تكليف اللجنة لدراسة إمكانية تسيير الرحلة البحرية من النواحي التنظيمية والمالية. ومن بين الخيارات المطروحة: الإبحار من قبرص باتجاه القطاع، أو الإبحار من العقبة باتجاه القطاع مرورًا بقناة السويس، أو الإبحار من مصر باتجاه القطاع. وتمكَّنت النقابات المهنية خلال حملة "أغيثوا غزة هاشم" التي أطلقتها بهدف جمع التبرعات لصالح قطاع غزة، من إيصال 13 شاحنةً محملةً بمواد إغاثة إلى القطاع، كما قامت بشراء أجهزة طبية لمستشفيات القطاع بنصف مليون دينار. وقال الدكتور وصفي الرشدان رئيس مجلس النقباء: "إن الفكرة تأتي لتأكيد أهمية كسر الحصار، خاصةً أن استمراره فاقم من معاناةِ الشعب الفلسطيني، وأصبح رفعُه حاجةً إنسانيةً ووطنيةً".