قال مسئول في حركة طالبان الأفغانية يوم الثلاثاء: إن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، على قيد الحياة وبصحة جيدة. وفي وقت سابق هذا الأسبوع رجحت مصادر فرنسية أمنية أن وثيقة المخابرات الفرنسية "المسربة" التي تحدثت عن وفاة بن لادن الشهر الماضي، ونشرت صحيفة فرنسية مقتطفات منها مطلع الأسبوع الجاري، مجرد "إشاعة" سربتها عن عمد مخابرات إحدى دول الخليج بهدف الإيقاع بزعيم القاعدة.
وذكر مراسل قناة "العربية" الفضائية في إسلام آباد أن مكتب القناة في العاصمة الأفغانية كابول تلقى مكالمة هاتفية من مسئول في طالبان لم يذكر اسمه قال خلالها: إن بن لادن على قيد الحياة، وإن التقارير التي تقول إنه مريض غير صحيحة.
وأضاف المسئول في طالبان: تقصيت الأمر مع أعضاء مقربين في تنظيم القاعدة، وتبين أن تلك التقارير لا أساس لها.
مسئول في المخابرات الأمريكية، طلب عدم نشر اسمه، علق على تقرير قناة "العربية" بقوله: إن واشنطن تعتقد أن بن لادن ما زال حيًّا.
وأضاف المسئول أنه لا يوجد سبب لاعتبار أن تقرير "العربية" يعتد به أكثر من تقرير الصحيفة الفرنسية الذي تحدث عن وفاة زعيم تنظيم القاعدة المحتملة، بحسب ما أوردته وكالة رويترز للأنباء.
وقال: "بصراحة ليس لدينا أي شيء يعطي مصداقية لأي من الروايتين... وتقييمنا هو أنه ما زال حيًّا".
وقبل يومين قالت السعودية: إنها لا تملك دليلاً على وفاة بن لادن، فيما صرح فيليب دوست بلازي، وزير الخارجية الفرنسية، بأن زعيم تنظيم القاعدة حي على حد علمه.
ونقلت صحيفة "لو ريبوبليكان" المحلية الفرنسية في عددها الصادر السبت 23-9-2006 عن وثيقة لجهاز مخابرات فرنسي قولها: إن المخابرات السعودية تعتقد أن بن لادن تُوفِّي لإصابته بالتيفود في باكستان الشهر الماضي.
غير أن مصادر فرنسية من جهاز "إدارة مراقبة الأراضي" (المخابرات المكلفة بمكافحة الإرهاب على الأراضي الفرنسية) رجحت في تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت"، "أن موت بن لادن قد يكون مجرد إشاعة سربتها مخابرات دولة خليجية، وتحديدًا السعودية، بناء على تكتيك تقليدي تتبناه العديد من أجهزة المخابرات، خصوصًا تلك المهتمة بمحاربة تنظيم القاعدة".
وعن الهدف من استخدام مثل هذا التكتيك، قالت المصادر نفسها: إنه بمثابة "مصيدة تهدف لدفع الخصم إلى الخروج، وبث إشارات بطريقة من الطرق لنفي الخبر، وربما في هذا الإطار يندفع ويرتكب أخطاء من خلال أدوات التواصل والاتصال التي يعتمدها لإثبات أمر أو تكذيب خبر".
وشوهد بن لادن آخر مرة في شريط مصور بث بالتزامن مع انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر عام 2004.
ووجّه زعيم تنظيم القاعدة عدة رسائل صوتية خلال العامين الماضيين كان آخرها في يوليو 2006، وتعهد فيه بأن تقاتل القاعدة الولاياتالمتحدة في أي مكان بالعالم.
ويعتقد أن بن لادن، السعودي الأصل، يختبئ في المنطقة الجبلية على الحدود بين أفغانستانوباكستان.
وبن لادن هو المطلوب الأول للولايات المتحدة ضمن ما تطلق عليه "الحرب على الإرهاب" والتي شنتها بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وشملت إلى الآن غزو بلدين إسلاميين، هما: أفغانستان في أكتوبر من العام نفسه، والعراق في مارس 2003.