قُتل وجُرح نحو خمسة عشر صهيونيًّا على الأقل، معظمهم جنود، في عملية نفَّذها فلسطيني في مدينة القدس بسيارة خصوصية قبل أن يُستشهد بعد رميه بالرصاص من قِبل المغتصبين والشرطة الصهيونية مساء أمس الإثنين وقالت الشرطة الصهيونية: إن سائقًا فلسطينيًّا كان يقود سيارةً خصوصيةً دهس بسيارته مجموعةً من المغتصبين الصهاينة، معظمهم جنود، في ميدان جيش الاحتلال بالقدسالمحتلة في شارع يافا المركزي في القدسالمحتلة، وهو الشارع نفسه الذي شهد في السابق عمليتي الجرافتين اللتين أديتا إلى مقتل وجرح عشرات الصهاينة. وذكر المتحدث باسم الشرطة الصهيونية أن عملية الدهس التي وصفها بأنها تمت على "خلفية قومية" أسفرت عن إصابة 15 صهيونيًّا على الأقل بينهم اثنان في حالة الخطر، وتحدثت بعض وسائل الإعلام أن عدد الجرحى قد يصل إلى 36 جريحًا وأن هناك قتلى. وهرعت سيارات الإسعاف الصهيونية وعملت على نقل الجرحى فيما وصلت تعزيزات كبيرة من شرطة وقوات الاحتلال للمنطقة. وأقدم عددٌ من المغتصبين الصهاينة الذين وُجدوا في مسرح الحادث بإطلاق النار تجاه السائق الفلسطيني وإعدامه؛ حيث استشهد على الفور وبينما قالت سلطات الاحتلال إن ما جرى كانا هجوما، أكدت عائلة السائق أن الحادث ليس أكثر من مجرد حادث سير عادي. وقال مصدر من عائلة قاسم محمود المغربي -وهو من سكان جبل المكبر- أنه لا ينتمي إلى أي تنظيم سياسي أو عسكري، وكان أخذ السيارة من والده بدون إذنه، ما يرجح أن السائق القتيل ربما لم يتمكن من التحكم في السيارة. واتهمت عائلة المغربي السلطات الإسرائيلية بقتل ابنها بدم بارد، وقالت إنها تنوي التوجه إلى القضاء حتى لا تحول سلطات الاحتلال القضية إلى عملية فدائية وتفلت من المساءلة القانونية عن قتل فلسطيني لارتكابه حادث سير. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد إن عددا من الجنود كانوا يقفون على رصيف وصدمتهم السيارة التي اندفعت نحوهم بصورة متعمدة حسب رواية الشهود. وأكد قائد شرطة القدس أهارون فرانكو للصحفيين أن "الشرطة تحقق لتعرف ما إذا كان لمنفذ الهجوم شركاء، لكن العناصر الأولى للتحقيق تشير إلى أنه عمل بمفرده". وأضاف أن تعزيزات للشرطة ستنشر في القدس لضمان أمن عدد كبير من الزوار الذين يتوجهون إلى المدينة من نهاية سبتمبر/أيلول إلى منتصف أكتوبر/تشرين الأول بمناسبة عيد المظلات اليهودي. هجومان سابقان ووقعت العملية بعد ثلاث ساعات فقط من تكليف وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بمهمة تشكيل حكومة جديدة خلفا لإيهود أولمرت الذي استقال تحت ضغوط اتهامات بالفساد، وهي تعيد إلى الذاكرة هجومين سابقين نفذهما فلسطينيان بجرافتين في القدس خلال الأشهر القليلة الماضية. ففي 2 يوليو/تموز الماضي نفذ فلسطيني يقود جرافة حادثا مشابها أدي إلى قتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة العشرات، ثم تكرر الأمر بعد نحو ثلاثة أسابيع مما أدى إلى إصابة عشرة إسرائيليين. وبعد وقوع الحادث مباشرة قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إنه ينبغي "بأسرع وقت تدمير منزل مرتكب الهجوم لردع غيره من الإرهابيين المحتملين". وعلى الجانب الفلسطيني قالت حركة الجهاد الإسلامي إن ما وصفتها بالعملية تمثل ردا على ممارسات الاحتلال، في حين اعتبرتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استمرارا لنهج المقاومة.