شهد سجن أسيوط العام أمس أحداثًا ساخنة بين المسجونين وإدارة السجن، بعد وفاة زميل لهم داخل العنبر رفضت إدارة السجن نقله إلى المستشفى للعلاج، وفور وفاته اندلعت اعمال شغب دامية بين زملائه المسجونين وعدد كبير من ضباط السجن أدت إلى إصابة أكثر من 15 سجينًا و5 جنود وضابط واحد، وقامت قوات الأمن بالتعامل مع المسجونين باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي مما أدى إلى إصابة هذا العدد الكبير من السجناء. أما عن تفاصيل تلك الأحداث، فقد بدأت مساء أمس حين اشتكى السجين "هاني الغندور" من ألمٍ شديدٍ فأخذ يستغيث بإدارة السجن لنقله إلى المستشفى، وهو ما لم تستجب له الإدارة وأدَّى ذلك إلى إثارة السجناء معه في العنبر، وأخذوا يضربون أبواب الزنازين حتى يستجيب لهم أحد، وهو ما لم يحدث فتطور الأمر إلى ترديد هتافات مثل: "يا حكومة يا ظالمة.. حد يعبّرنا"، تلتها شتائم من المساجين لضباط السجن الذين توعدونهم بردٍّ قاسٍ. وعاد الأمر للاشتعال مرةً أخرى حين اقتحم في الواحدة من ظهر اليوم عدد من أفراد الشرطة في حملةٍ تفتيشيةٍ زنزانةَ الغندور، وقام أفراد الشرطة بضرب كلِّ مَن في الزنزانة بمَن فيهم الغندور عقابًا لهم على الشتائم التي رددوها بحقِّ الضباط، وقاموا بنقل الغندور إلى المستشفى إلا أنه كان قد فارق الحياة قبل الوصول إليها!!. وأدَّى انتشار نبأ وفاة الغندور (من قرية غرب البلد بأسيوط) إلى حالة شديدة من الهياج وسط بعض أبناء قريته من نزلاء السجن فبدءوا في إثارة الفوضى داخل حوش السجن وتحطيم أجزاء كبيرة من العنابر، وقاموا بخلع أبواب زنازين الحبس الانفرادي، والتي تضم مسجلي خطر استعانوا بهم في الاحتجاج، كما اقتلعوا "مراوح" السقف وطفايات الحريق وأنابيب الغاز واستخدموها في الاحتجاج، ثم قاموا باحتجاز 12 من أفراد الشرطة داخل إحدى الحجرات ولم يُنقذهم من أيديهم إلا استغاثة أفراد الشرطة بمعارفهم المساجين من بلدانهم!. وبعد 5 ساعاتٍ من الفوضى طوَّقت عناصر من الأمن المركزي أسوار السجن، كما اعتلى أفراد من الأمن أبراج السجن وقاموا بإلقاء القنابل المسيلة للدموع داخل حوش السجن، وهو ما لم يستجب له السجناء فبدأ أفراد الأمن في إطلاق الأعيرة النارية؛ ما أدَّى إلى إصابة 12 سجينًا أُصيب 3 منهم بأعيرة نارية، وتم نقلهم إلى مستشفى أسيوط الجامعي، ثم خرجت جثة الغندور من السجن في الخامسة والربع عصرًا!!.