* الأوناش تفشل في الوصول إلى مكان الحادث حتى ساعة متأخرة من مساء أمس تطورات جديدة تكشفت في الكارثة التي استيقظت عليها القاهرة صباح أمس بانهيار صخور صخمة من جبل المقطم فوق عشرات البيوث بمنطقة الدويقة الشعبية، فقد كشفت التحقيقات الأولية أنه قد يكون من أسباب الانهيار الصخري هو قيام مقاول بأعمال تكسير في الجبل بالاتفاق مع حي "منشية ناصر" بغرض تهذيب الجبل، هكذا دون أن يتم وضع دراسة للمخاطر الجانبية التي قد يمكن أن تحدث أو التبيه على السكان مثلا. الحقيقة الثانية التي تكشفت أيضًا يطل من خلالها الفساد الحكومي الكريه ليزكم أنوفنا مختلطًا برائحة جثث الكارثة، فقد قامت الحكومة منذ فترة بمحاولة نقل الأهالي إلى شقق سكنية بمنطقة النهضة إبان تولي الوزير محمد ابراهيم سليمان حقيبة الإسكان، غير أن عمليات الفساد الحكومي حالت - كالعادة - عن إتمام هذا الإجراء بعد أن ذهبت الوحدات السكنية إلى المحاسيب!!، مما اضطر سكان المنطقة المنكوبة للعودة إلى "عششهم" وبيوتهم البسيطة أسفل الجبل. ومن ناحية أخرى أدلى خبراء الجيولوجيا وعلوم الأرض بدلوهم في الكارثة، حيث أكد الدكتور سمير عبدالتواب، أستاذ مساعد الجيولوجيا الهندسية في جامعة عين شمس، أن ما حدث من انهيارات بمنطقة الدويقة هو نتيجة خطأ قديم في استخراج الصخور منها، بالإضافة إلي ما سماه "تجاهل الدولة لهذه المنطقة". وفي تصريح لجريدة "المصري اليوم" قال عبد التواب: إن هذه المنطقة تعد منطقة محاجر قديمة تم تقطيع الصخور بها بطريقة عشوائية وغير سليمة مما أدي إلي تكوين قطاعات غير ثابتة شبه رأسية بارتفاعات عالية تزيد علي 50 متراً في بعض الأحيان. وأضاف: "هذه القطاعات بها صخور منفصلة عن الكتل الرئيسية موصولة بمجموعة من الفواصل الطبيعية والتي تتخلخل بسبب تسرب المياه من الصرف الصحي وعوامل التعرية وأي اهتزازات بسيطة علي حافة المحجر فتؤدي إلي هبوط هذه الكتل هبوطاً مفاجئاً". وأشار عبدالتواب إلي أن أقل كتلة من الكتل المتساقطة تزن 10 أطنان مؤكداً وجوب عمل دراسات فورية لحماية هذه الأسطح بربط الصخور القابلة للانزلاق بمجموعة دعامية هندسية تؤمن سكن العائلات في هذه المناطق. وحذر من تكرار هذه المأسة في منطقة شمال المقطم وليس فقط بمنطقتي منشية ناصر والدويقة ناصحاً القاطنين تحت المحاجر في منطقة المقطم "بالخروج"، وداعياً الدولة إلي أن تتصرف في أسرع وقت "لأن الناس ستنسي الحادثة مثلما حدث في السابق وستتكرر المأساة". وأكد أن الدولة تجاهلت الوضع منذ عشرات السنين تاركة الناس تقطن تحت المحاجر التي تعد قنابل موقوتة يمكن تكرار انهيارها في أماكن أخري في المقطم وقال إن دعم هذه الصخور "سهل للغاية ولكنه في حاجة إلي دعم الدولة نظراً لتكلفته العالية وحاجته إلي مقاولين ذوي خبرة عالية". وأكدت مصادر مطلعة أن كارثة جديدة تهدد بتدمير عدد من المرافق الحيوية، حيث كان المهندس محمد إبراهيم سليمان، نائب مجلس الشعب عن الدائرة، طلب من مركز بحوث البناء في وزارة الإسكان دارسة عن كتلة صخرية مساحتها 500 متر بنيت فوقها مجموعة من المساكن، تقع فوق مركز شباب منشأة ناصر والمسرح والمركز الصحي، وجاءت النتائج لتؤكد أن هذه المساحة تجري عمليات الصرف الصحي فيها بطريقة بدائية في الجبل، مما قد يؤدي بمرور الوقت إلي سقوط هذه الصخرة، مما يستوجب علاج هذه الكارثة قبل وقوعها. ومن ناحيته، زعم محافظ القاهرة أنه صدرت عدة قرارات إزالة لعدد من المنازل والعشش العشوائية بهذه المنطقة منذ أكثر من عام وأن السكان كانوا يرفضون الإخلاء ويقاومون السلطات. وعلى الصعيد الميداني للكارثة، توصلت أجهزة الحماية المدنية إلي شارع "عزبة بخيت"، الذي يقع جنوب المنطقة التي شهدت الحادث والذي يسمح بعبور الأوناش والمعدات الثقيلة التي تساعد في رفع الصخور، إلا بعد هدم 5 منازل ورفض الأهالي إخلاءها إلا بعد حصولهم علي ضمانات بحصولهم علي شقق جديدة، ولجأت إدارة الحماية المدنية إلي قطع جزء من شريط السكة الحديد والدخول بعد هدم عدد بسيط من المنازل، وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس لم تتمكن الأوناش من الدخول إلي مكان الحادث!! وقبل ساعة من مدفع الإفطار توافدت إلي مكان الحادث مساعدات غذائية وزجاجات مياه الجمعيات الخيرية والشركات الغذائية والأهالي، حيث حضرت جمعية الهلال الأحمر بثلاث شاحنات محملة بالوجبات وقامت بتوزيعها علي أهالي المنطقة والشباب الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ. وأرسلت نوادي الشرطة إلي أفراد الزمن والدفاع المدني وجبات غذائية، وانطلق أهالي المنطقة بعد وقوع الكارثة وانهيار الجبل علي قرابة 70 منزلاً يضم أكثر من 250 أسرة بها حوالي ألف شخص يوجد منهم المئات تحت الأنقاض ومئات الأطنان من الصخور، وأهالي المنطقة تكاتفوا في محاولة منهم لإخراج الجثث من تحت الأنقاض، بعد أن انتشرت بينهم شائعات أن هناك بعض الناجين الذين اتصلوا بذويهم من خلال التليفون المحمول من تحت الصخور وقالوا لهم إن هناك أحياء تحت الأنقاض.