الخارجية الروسية تعتبر أن تصرفات الغرب أثناء الأزمة الأوكرانية تعارضت مع مبادئ مذكرة "بودابست" الموّقعة في عام 1994 حول الضمانات المعطاة لأوكرانيا بشأن سيادتها ووحدة أراضيها، وقوات الدفاع الشعبي تسيطر على مقر البحرية الأوكرانية في القرم من دون مواجهات. الخارجية الروسية تعتبر ان الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي ساهما في انقلاب أوكرانيا شدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة وضعِ حدٍّ لاستفزازات المتطرفين ضدَّ السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا. جاء موقف لافروف في مكالمةٍ هاتفيةٍ مع نظيرِه الأميركي جون كيري، كما شدّد لافروف على أن العقوبات المفروضة على روسيا غير مقبولة ولن تبقى من دون رد. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أنّ تصرفات الغرب أثناء الأزمة الأوكرانية تعارضت مع مبادئ مذكرة بودابست الموقعة في عام 1994 حول الضمانات المعطاة لأوكرانيا بشأن سيادتها ووحدة أراضيها. وجاء في بيان نشرته الوزارة الأربعاء "ساهمت الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي في الانقلاب بكييف، إذ كانت خطواتهما موجهة ضد الاستقلالية السياسية لأوكرانيا وسيادتها، وذلك ما شكّل انتهاكا لمذكرة بودابست". وذكرت الوزارة أن بعض الشركاء يذكّرون موسكو بالالتزامات التي أخذتها على عاتقها وفق مذكرة بودابست التي وقعت عليها إلى جانب أوكرانيا وبريطانيا والولاياتالمتحدة، وهي تقدّم لكييف ضمانات سيادتها مقابل تخليها عن السلاح النووي. وتابعت الوزارة قائلة: "نريد أن نعيد إلى الأذهان في هذا السياق أن .. روسياوالولاياتالمتحدة وبريطانيا التزمت في مذكرة بودابست بأن تكون دول ضامنة للحقوق الملازمة لسيادة أوكرانيا". وأردفت: "نريد أن نتساءل: كيف تتفق هذه الضمانات مع التهديدات بفرض عقوبات على قيادة أوكرانيا التي أطلقها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة مرارا أثناء الإضطرابات في كييف؟ أليست ضغوطا اقتصادية على دولة ذات سيادة؟ ما الذي يجب أن نراه في مناوبة المبعوثين الغربيين شبه الدائمة في "الميدان" (ميدان الاستقلال في كييف حيث كان معقل المحتجين؟). وتساءلت الخارجية الروسية أيضا: "كيف نقيّم تصريحات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن عدم رؤية شريك ذي شرعية في رئيس الدولة المنتخب، على عكس اعترافهما بالحكام الجدد الذين تم تعيينهم في الميدان مع انتهاك جميع الإجراءات الدستورية". وكان بعض السياسييين الغربيين قد اتهم موسكو بأنها خرقت التزاماتها النابعة من مذكرة بودابست عندما اعترفت باستقلال جمهورية القرم عن أوكرانيا ووافقت على انضمامها لروسيا الإتحادية. وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن تعليق عمل السفارة السورية في واشنطن يعارض الاتفاق الروسي الأميركي حول العمل المشترك من أجل التسوية السلمية للأزمة السورية. وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية الأربعاء، أن الخطوة التي قام بها الجانب الأميركي تثير قلق موسكو وخيبة أملها. ودعا الجانب الروسي الولاياتالمتحدة إلى تبني موقف أكثر توازنا وموضوعية من الوضع في سورية بما يخدم وقف القتال بأسرع وقت والتوصل إلى تسوية سياسية سلمية في هذا البلد من خلال مواصلة مفاوضات جنيف. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت الثلاثاء 18 إيقافها لأنشطة السفارة والقنصليات السورية في البلاد وطلبت من الدبلوماسيين والعاملين من غير الأميركييين مغادرة البلاد.