حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    محمد الباز ل«كل الزوايا»: هناك خلل في متابعة بالتغيير الحكومي بالذهنية العامة وليس الإعلام فقط    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يواصل اجتماعته لليوم الثاني    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة وفقاً للمعايير الدولية    التعليم العالى المصرى.. بين الإتاحة والازدواجية (2)    10 سنوات إنجازات.. 3 مدن جديدة و10 آلاف وحدة سكنية لأهالي قنا    خبير اقتصادي يتوقع خفض الفايدة 2% في اجتماع لجنة السياسة النقدية سبتمبر القادم    حماس تطالب أمريكا بالضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف القتال في غزة    مجلس الأمن يعتزم التصويت اليوم على وقف حصار الدعم السريع لمدينة ‬الفاشر السودانية    أرمينيا تعلن نيتها الانسحاب من معاهدة أمنية تقودها روسيا    اندلاع حريق كبير بمصفاة نفط في كردستان العراق    الفيفا يصدم اتحاد الكرة في أزمة إيقاف الشيبي    "تحذير وانتقاد".. بيراميدز يصدر بيانا بخصوص أزمة رمضان صبحي (صورة)    "دوري مصري ونهائي السلة".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    بث مباشر افتتاح يورو 2024 بين ألمانيا واسكتلندا    عاجل.. تصريح مفاجئ من ضياء السيد حول انتقال يزن النعيمات إلى الأهلي    مصرع 4 أشخاص وإصابة اثنين في حادث تصادم ميكروباص بسيارة ملاكي بصحراوي المنيا    مصرع وأصابة 6 أشخاص فى حادث تصادم بالمنيا    الحج السياحي 2024.. وزارة السياحة والآثار توجه تحذيرا للشركات    هشام عاشور:"نيللي كريم عمرها ما رشحتني لدور وزواجي منها كان معجزة".. فيديو    بعد ساعات من تحديد جلسة محاكمته، عمرو دياب يطرح أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    24 صورة من عقد قران الفنانة سلمى أبو ضيف وعريسها    أستاذ تراث ب«افتح باب قلبك»: العيد في مصر حاجة تانية وتراثنا ظاهر في عاداتنا وتقاليدنا    عيد الأضحى 2024.. ما المستحب للمضحي فعله عند التضحية    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    سعر السبيكة الذهب الآن وعيار 21 اليوم الخميس 13 يونيو 2024    عاجل.. صدمة مدوية ل "اتحاد الكرة" وراء رفع إيقاف الشيبي    «نط من فوق السور».. محمد عبد الوهاب يكشف كواليس مثيرة بشأن تعاقد الأهلي مع نجم الإسماعيلي    «الأهلي» يزف نبأ سارًا قبل مباراة الزمالك المقبلة في الدوري المصري    بعد ارتفاعه في 9 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 13 يونيو 2024    إعلام فلسطيني: ارتفاع أعداد ضحايا العدوان على منزل في النصيرات إلى 3 شهداء    فلسطين تعرب عن تعازيها ومواساتها لدولة الكويت الشقيقة في ضحايا حريق المنقف    الداخلية تكشف حقيقة تعدي جزار على شخص في الهرم وإصابته    «الإدارية العليا» ترفض مجازاة مدير اختصامه جهة عمله.. وتؤكد: «اجتهد ولم يرتكب مخالفات»    المشدد 10 سنوات وغرامة 3 ملايين جنيه ل«مسؤول سابق بالجمارك»    انتشال جثمان طفل غرق في ترعة بالمنيا    صواريخ «حزب الله» تدك أهدافًا عسكرية ومدنية في إسرائيل (فيديو)    اعتقال شخصين في السويد على خلفية إطلاق نار قرب السفارة الإسرائيلية    أحمد لبيب رئيسًا لقطاع التسويق ب«عز العرب»    أخبار × 24 ساعة.. الزراعة: مصر من أكبر مصدرى الفول السودانى للاتحاد الأوروبى    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 13 يونيو: انصت للتعليمات    صور.. دار الكتب تحتفل بمسار العائلة المقدسة    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    «رئيس الأركان» يشهد المرحلة الرئيسية ل«مشروع مراكز القيادة»    «الصحفيين» تعلن جوائز دورة هيكل الثانية في «تغطية النزاعات والحروب» (تفاصيل)    قبل عيد الأضحى.. طريقة تحضير وجبة اقتصادية ولذيذة    هيئة الدواء: توفير جميع الخدمات الدوائية خلال العيد.. وخط ساخن للاستفسارات    احذري تخطي هذه المدة.. أفضل طرق تخزين لحم الأضحية    خزين العيد.. أطعمة يجب شرائها قبل يوم الوقفة    وكيل صحة سوهاج يعقد اجتماع لمناقشة خطة التأمين الطبي أثناء العيد    صاحبة فيديو جرعة العلاج الكيماوي تكشف تفاصيل الواقعة    الاتصالات: الحوسبة السحابية واحدة من التكنولوجيات الجديدة التي تؤهل للمستقبل    المزاد على لوحة سيارة " أ م ى- 1" المميزة يتخطى 3 ملايين جنيه    مسئول سعودى : خطة متكاملة لسلامة الغذاء والدواء للحجاج    حكم ذبح الأضحية ليلا في أيام التشريق.. «الإفتاء» توضح    هل يجوز للأرملة الخروج من بيتها أثناء عدتها؟ أمين الفتوى يُجيب    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما بين فقه السياسة وساطور الجزارة!!
نشر في الشعب يوم 10 - 06 - 2008

إننا نشاهد اليوم فيلمzombie return و(الزومبي) هو العائد من بعد الموت.. وهي فكرة ربما استحوذت على أذهان الكثير في الغرب.. فعملوا من نسجها الكثير من الألعاب الكومبيوترية للأطفال ناهيك عن العديد من أفلام الرعب.. إننا ندرك إسلاميا ونعتقد انه لا عودة للأموات.. ولا نشر إلا يوم البعث.. يوم يقوم الناس لرب العالمين.. فما بالنا اليوم على موعد مع فرعون وهامان وقارون وابو لهب.. اجل إنها نسخ كربونية.. تحمل النمطية نفسها من التفكير ناهيك عن الجينات الوراثية.. او الإرث الحضاري.. للاستبداد.
فما زال البعض يحمل الجينات الوراثية لأبي لهب.. وما زالت منهجية فرعون يعالج بها فراعنة القرن العشرين الحكم.. ومازالت ضوضاء جيش النمرود: حرقوه وانصروا آلهتكم.
وكانت الروعة إن كتاب المجد (القران الكريم).. أن ما عليك إلا أن تقرا وتسحب على الواقع.. ذلك لان التاريخ يجري بالسابقين جريه بالآخرين. ستجد نمطية التفكير لقارون وفرعون وابو لهب وعاد وثمود وقوم لوط..
وكان التساؤل في سورة القمر.. أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر.؟ هل انتم حال استثنائية من مصارع السابقين.
ان مجد القران.. انه يعالج البشرية المتفلته والساقطة على مر العصور.. انه القرآن (كتاب المجد) بكل معنى الكلمة من مفردة وظلال ومغازي ومضامين وزخم لمفردة (المجد) قال تعالى ق والقرآن المجيد، إنها الروعة الفائقة لكلام الله تعالى.. فقط اقرأ أخي المسلم وما عليك إلا أن تقرأ وتسحب على ارض الواقع.
كان مؤلما أن بني يعرب سقطوا.. ولم يطهروا ارض الإسراء والمعراج من ذلك النجس وهذا العار.. والله سائلهم عنه.. وكأن لسان حال يدعوت احرنوت في بعض مقالاتها بالامس.. حول أضخم مهرجان للشواذ في القدس بما يفيد: يا لوطيو العالم اهبطوا القدس فان لكم ما سألتم.. أيعقل أن يحدث هذا في ارض الأنبياء؟ أين نخوة بني يعرب ومجد الإسلام ليغسلوا هذا العار؟
*****
فقه السياسة من المنظور الغربي اختصرها أرسطو أن الإنسان حيوان سياسي بطبيعته:
Man is by nature a political animal. ARISTOTLE
وقالت آن رتشاردز: لقد قلت دوما انه في عالم السياسة لن يستطيع أعداءك إيذاءك.. ولكن أصدقاءك هم من سيقتلوك.
I've always said that in politics, your enemies can't hurt you, but your friends will kill you.
ANN RICHARDS

تعرض الفيلسوف ريمون بولان في جامعة السربون في كتابه السياسة والأخلاق وهو موضوع اثار حوله العديد من الجدل.. وكان الغرب وما يزال يعتمد على الإرث الفكري لكتاب الأمير لميكافيللي.. إلى سياق العلاقة بين الحاكم والرعية.. والمنحى الذي يتكيء عليه الحاكم.. انه لا مانع من انتهاج أي وسيلة إلى الغاية سواء أخلاقية أو إجرامية، عادلة كانت ام ظالمة لا مانع من الدخول في حروب خسيسة للاستحواذ على مقدرات العالم كما فعلوا في العراق.. لا يمانع من إبادة أكثر من مليون شخص في العراق من اجل برميل نفط.. هذا هو الغرب الخسيس التصرفات.. ذلك لأنه استبعد عنصر الأخلاق.. أو (التقوى ومخافة الله).. فمفردة التقوى غير موجودة في القاموس الغربي.. كما قال احد الغربيين اعتقد أن هناك آلهة.. ولكن لا يعبئون بهذا العالم.. لهذا كان الإجرام الغربي بدون كوابح من التقوى ومخافة الله بينما كان الأمر إسلاميا يرتكز على التقوى.. كما أن التقوى هي المعيار الأساسي وعليها يتم الحساب والجزاء في الدنيا والآخرة. إضافة إلى بعد الأخلاق كنتاج وإفراز طبيعي للتقوى.. فالمصطفى قال إنما بعثت لكي اتمم مكارم الأخلاق.. الغرب لا يعرف هذا الكلام.. إسلاميا.. ينشأ عن التقوى.. منظومة من الأخلاق.. تتشعب في كل أمور الحياة.. صغيرها وكبيرها..
والحكاية معروفة.. في التراث الإسلامي.. يوم أن دخل علي بن أبي طالب في مبارزة مع عمرو بن عبد ود.. ويومها بصق بن عبد ود في وجه الإمام علي كرم الله وجهه.. فتمهل الإمام.. ساعتها.. وبعد أن انتهت المبارزة.. سألوه لم تمهلت عليه؟!! قال خشيت ان اقتله ثأرا لنفسي وليس لله.. انه يريد أن يخلص النفس من حظها.. ويكون كل شيء لله. بالرغم ان الموقف لا يستدعي تمهلا.. لان في التمهل الموت.. أثناء المبارزة ودقة الضربات..
كان باختفاء الخلافة الإسلامية. واتكاء الحكام العرب في أنظمة سايكس بيكو إلى مفهوم التراث الغربي.. ومعالجاته.. التي لا تتواءم مع السياق الإسلامي من قريب أو بعيد.. كانت فيها آليات الحكم العلماني نوع من العلاج المستورد.. وكان علاجا سياسيا يتلخص في ذبح وجزر الشعوب لتعود بنا إلى منهجية فرعون.. تذبيح الذكور واستحياء الإناث.
كان هناك منطق للعديد من الكتاب والمفكرين على منحى الليبراليين الجدد وممن يعملون لأميركا من الباطن أن يكون موقفهم.. كما قال نيشته انه علينا أن نحمي أنفسنا من الحقيقة..
"We have art to save ourselves from the truth."
ولقد قال تشرشل على زاوية الأكاذيب والحقيقة.. أن الكذبة قد تمر إلى منتصف الطرق في العالم قبل أن تأخذ الحقيقة فرصتها في لبس سروالها. ولا اعرف مادخل السراويل في السياسة.. اللهم إلا إذا كان الغرب قضيته الخلع منذ تشرشل حتى لوينسكي.. ان دعارية الغرب ليست بنت كلينتون ولوينسكي.. بل منذ تشيرشل.. وهكذا الجاهلية واحدة المغرس.. أما مفهوم الجزارة سياسيا على الساحة العربية فهي كما قال الشاعر:
تراه ضاحك السن وفي**** أثوابه دماء العباد
وهو عرف مألوف لدى القتلة والمجرمين وإخفاء الجرائم.كما قال تشرشل أيضا.. إذا أردت أن تقتل رجلا فكن على أعلى درجات التهذيب..
قالوا في الغرب.. في النظرية لا فرق بين النظرية والتطبيق أما في التطبيق يوجد الاختلاف..
In theory, there is no difference between theory and practice. But in practice, there is."
Yogi Berra
اما في في القوانين التي نزلت من السماء.. وصل المسلمون إلى قمة المجد.. وسيطروا على الكون في وقت قياسي.. وحققوا العدل بمعايير السماء.. على كافة أرجاء الكون.. فلقد كان أقباط مصر يعانون من تسلط الكنيسة الرومانية.. ووجدوا في الإسلام العدل الذي لم يجدوه فى كنيسة الغرب لاختلافهم في المذهب.. كانت تتلخص المعادلة في إرساء قواعد العدل.. العدل الذي ذهب فيه قبطي من مصر الى مجلس الخليفة نفسه بالحجاز ليشتكي ضربة عصا.. ويقول الخليفة للقبطي ان يضرب ابن عمرو بن العاص.. ويقول اضرب ابن الأكرمين.. وتلاها بقوله.. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء : 135 )
الا أن أسباب انتكاس الأمة بشكل عام.. هو أن يتخلي المسلمون عن منظومة قوانين السماء ويتبعون الهوى.. وهو الذي حذر منه المولى تبارك وتعالى داوود..
(يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (ص : 26 )
ولكن انتهى بنا السياق ليس في حدود إتباع الهوى بل صارت السياسة في أزمنة الاستبداد نوعا من الجزارة ومعالجات الذبح.
وما على فرعون إلا أن يحول العرش إلى مذبح ويشحذ السكين والساطور على نحو جيد.. وهات يا ذبح.
والأصل في الأمر أن سنن الله لا تحابي.. فالملك يبقى على العدل والكفر ولا يبقى مع الإسلام والظلم.. وقد يتساءل احدهم هل هناك علاقة ما بين مهنة الجزارة والسياسة، اعتقد من الماثل للعيان لا يحتاج إلى تأكيد وقد قال الإمام علي وضح الصبح لذي عينين أننا نعاني من تلك المعضلة وهي علاقة رصدها الشاعر نزار: والعالم العربي إما نعجة مذبوحة أو حاكم قصاب..
وكانت الرؤية ثرية على الساحة الغربية حيث قال كوتراد أديناور أول مستشار ألماني، حول الشعوب والطغاة: إن العجول الغبية من الشعوب هي من تختار جزاريها. ولقد عالجها اللورد باريون كشاعر حساس وكثائر في نفس الوقت: إذا كان لدينا طاغية فدعوه على الأقل أن يكون( جنتلمان) رجلا مهذبا، قد ربوه على نحو جيد لكي ينجز عمله، حينما يذبحنا فدعوه يذبحنا بالساطور بدلا من سكين.. ولقد وجدت نفس المرئيات لدى ماكسميلان روبسبير.. الجريمة تذبح البراءة للاستبقاء على العرش والبراءة تقاوم بكل مالديها ضد محاولات الجريمة..
ولقد قال كوناللي.. من المفترض أن يتحول ساديو القمع رجال شرطة الى جزارون وأولئك ممن يخافون الخوف غير المبرر من الحياة أن يكونوا كتابا.. ولذلك نرى أن ثمة عداء قائم ما بين الجزارين من الحكام والكتاب الثائرين..
ولا مانع أبدا.. أن يذبحوا الثوار الذين قاتلوا في أفغانستان أو البوسنة في حجرة مظلمة..
قال الشاعر ..
وكم من دم أعيا الكماة مرامه ***يوم الوغى وأراقه الحجام
ومن المفترض ان يكون الشطر الأخير وأراقه الجزار..
ومهنة الجزارة.. فن وعلم له أصول.. على الساحة السياسية وعرفت جيدا انه (علم وفن وأصول).. عندما أهدى لي صديق نصف خروف مذبوح في العيد.. وكان علي أن أقوم ببعض مهام الجزارة مجبرا لا بطل.. فوجت أنني فاشل في هذا المضمار.. لا استطيع أن أعالج الموقف جزاريا.. فيخرج العظم بالرتوش وأجزاء من اللحم.. بعد عملية(التشفية) بعكس ما تخرج العظام بيضاء ناصعة من تحت يد الجزار.. ولا اعرف..هل نقص خبرة.. أم الأسباب تتعلق بنوعية المعالجة وحدة السكين..
الجزارة في بلاد اليمن مهنة ليس لها احترامها وأيضا في جنوب الجزيرة العربية.. ولكن لها هيبتها في مصر.. هل هى عملية إسقاط سياسي على الواقع الاجتماعي ؟!!
وليس كل الجزارين سواء.. ولهذا وجدنا محمد سعد في الفيلم الكوميدي بوحة يقوم بالسلخ قبل الذبح على طريقة الحكام العرب.. فالشاة لا يضيرها السلخ بعد ذبحها إلا أن السلخ قبل الذبح يضرها ويضيرها وتكون مأساة للمسلوخ.
الجزارة في العالم في العربي.. لها سياقها المتميز.. ونحن.. كما قال الشاعر ما أسوا أن تركب فرسا في زمن يعشق ذبح الفرسان.. وكان لبني اسرائيل تراث دامي في قتل وذبح الأنبياء.. اما العرب فذبحوا أبناء الأنبياء، وما ذبح الإمام الحسين كثائر ومن قبله يحي عليه السلام منكم ببعيد.
وكانت مهمة الطغاة هي الذبح.. ذبح الشعوب الذين بمثابة الوليمة الكبرى.. وفي العادة لابد أن يكون هناك مشهيات أولية ومقبلات قبل الوليمة الكبرى.. وهي عادة ما تبدأ بذبح الثوار والأحرار على نصب الطغيان بالرغم ان الله تعالى قد حرم (وما ذبح على النصب) المائدة 3
إلا انه لا مانع أن يذبح الطغاة الثوار على نصب الصهيونية اليوم.. وإرضاء لعين كونداليزا بنت أبي رايس.
ولقد أدركها العديد من الشعراء العرب كما قال هاشم الرفاعي:
ولقد علم الدهر أني الغداة**** على مذبح المجد قربانه
ولقد سقناها في مقال منذ سنة تقريبا.. أن من يخرج عن طاعة الطغيان في بلاد العرب يذبحونه كالبعير وفي بلاد الغرب يذبحونه كالخنزير وما بين البعير والخنزير كان المصير.
وإذا تتبعتا تاريخ الشرق الأوسط مع الذبح فسنجده طويل فنحن ذو تاريخ قديم وارث حضاري لا يستهان به.. نظرا لان الاستبداد ضارب الجذور ومتوارث حضاريا منذ فرعون وهامان إلى مبارك وحبيب العادلي..
فلقد تناول رب العزة.. في كتابه الكريم.. موضوع فرعون ومعالجة السياسة من خلال الذبح:
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (القصص : 4 )
ومن الايه تلاحظ أن سياق الذبح مرتبط بالفساد.. (انه كان من المفسدين) ولا يتورع فرعون عن القتل (وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ )
(قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) (الأعراف : 127 )
ولاحظ هنا مفردة فوقهم قاهرون.
وكان يعتبر هذا نوع من البلاء العظيم ( فهو من سوء العذاب)
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ) (البقرة : 49 )
وكانت مهمة الأنبياء كموسى وهارون.. الوقوف في وجه الجزارين.. ومحمد عليه السلام كانت مهمته الوقوف في وجه أبي لهب وأمية ابن خلف فراعنة الأمة.. الذي قتل سميه.. في بلاد الدنيا يكون الذبح للجوع.. وفي بلاد العرب.. القتل للمتعة.. انه يستشعر المتعة والبهجة في لون الدماء وتدفقها..
*****
التصهين ..!!
لقد قال هرتزل اذا عزمت لن يكون هناك أسطورة .."If you will, it is no legend." Theodor Herzl, "Altneuland," 1902.
وقال شارون انا لا اعرف شيئا اسمه مناديء القانون الدولي اقسم إنني سأحرق كل طفل فلسطيني يولد في هذه المنطقة المرأة والطفل أكثر خطرا من الرجل لان وجود الطفل الفلسطيني يرمز إلى استمرار الأجيال ولكن خطر الرجل محدود.

علينا أن نقتل كل الفلسطينيين مالم يذعنوا ويعيشوا كعبيد
We have to kill all the Palestinians unless they are resigned to live here as slaves
علينا أن نستعمل الإرهاب والاغتيال والتخويف وقطع الخدمات عن سكان العرب في الجليل حتى نتخلص منهم.
We must use terror, assassination, intimidation, land confiscation, and the cutting of all social services to rid the Galilee of its Arab population.
شاهدنا في المنطقة العربية وقد أثرناها في مقال سابق أن الحاكم العربي أخ لشارون في الرضاعة.. لم يكن لإسرائيل أن تتضخم وتكون على هذا النحو إلا بتآمر عربي ورغبة منهم في بقاءها.. إنهم يحبون إسرائيل.. ذلك لسبب بديهي.. بقاء أنظمة سايكس بيكو مرتهن ببقاء اسرائيل.. واذا رحلت ستزول هذه الأنظمة.. وستتغير المفاهيم نحو الوطنية والقومية والإسلامية.. إلى ارتقاء في المفاهيم.. نحو التماسك والتكتل والمجد والعزة بدلا من السياق المطروح حاليا تقسيم المقسم وتجزئة المجرأ.. بين إسرائيل والحكام العرب من قطر إلى موريتانيا ثمة ميثاق.. ألا وهو القبول بها.. ولا مانع أن تتعاون كل الدول العربية امنيا مع إسرائيل ضد أي عناصر وطنية أو قومية أو إسلامية ترفض بقاء إسرائيل..
مبارك لا مانع عنده أن يخطط ويلتقي علنا مع اليهود ولا مانع أبدا أن يقتل امن الدولة المصري شابا تحت التعذيب لأنه كان يوزع منشورات مناهضة لإسرائيل.. لان ثمة اتفاق غير معلن ولكن من تصرفات القوم تتبدى الأمور بوضوح سافر.. وهو كيف يتعامل الأمن المصري مع أعضاء من حماس.. ويسألهم عن شاليط.. كي يمرروا المعلومات إلى إسرائيل..
لقد قالها شارون.. نحن نتحكم في أميركا أليس من الموضوعي والطبيعي التحكم في العرب.. ولا مانع أن نشاهد حقبة إسرائيل الكبرى.. وكيف ان النيل سيصل إلى إسرائيل والغاز مجانا.. لقد تهودت مصر مافي ذلك شك.. وعليه كانت الأجندة السياسية.. فمصر تتعامل مع القضايا على الساحة السياسية داخليا وخارجيا بمنحى إسرائيلي النزعة والافكار وفيما يرضي هوى اولمرت اليوم وشارون من قبل..
ولقد فهمها الإسلاميين.. منذ حرب 1948زمن بعيد.. أي منذ قيام إسرائيل أنهم الطرف المذبوح على نصب الصهيونية.. وأنهم الطرف المطلوب.. لان الجسور العلمانية متواجدة بالفعل بين العرب وإسرائيل.. منذ زمن بعيد.. ولقد كتب رابينوفيتش الدبلوماسي الإسرائيلي في واشنطن بحثا نشره في كتاب بعنوان the road not taken كتابا حول العلاقات العربية الإسرائيلية في مراحل ما قبل ديفيد بزمن بعيد.. إن ما نراه اليوم من تصفية للمعارضة الإسلامية في الدول العربية.. هو ذبح لأجل عيون الصهيونية.
ارتبطت الصهيونية بالمجازر.. مجازر صبرا وشاتيلا ودير ياسين.. وقانا..الخ. ولا مانع أن يخوض الحكام العرب ضد الإسلاميين هذا النوع من المجازر – راجع ما كتبه جابر رزق عن المجازر التي تعرض لها الإخوان.. وما كتبه الأديب احمد رائف في كتابه الشهير البوابه السوداء وما كتبته السيدة الفاضلة زينب الغزالي في كتابها ايام من حياتي.. فالعقبة التي تقف أمام المشروع الصهيوني.. هم الإسلاميين.. والعديد من القوميين العرب..
ما يتعلق بعنوان مجازر الحاكم العربي.. من هذا النوع.. فان الجزارة على الوضع السياسي.. تختلف عن مهنتها على الساحة الاجتماعية.. فسياسيا مرتكزاتها الخيانة وتفتقد إلى الأخلاق.. وإلا لما طالبهم بايرون أن يكون لديهم حس من الأخلاق.. او يكون الطاغية (جنتلمان ) كما أوردنا أعلاه..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.