رحبت حماس بالدعوة التي أطلقها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للحوار معها، واعتبرتها بداية لتصحيح الأوضاع وإعادة الوفاق الوطني الفلسطيني، وقال القيادي فيها محمود الزهار إن حماس ترحب بحوار غير مشروط مع فتح مطالبا بتشكيل لجنة من الحركتين وجميع الفصائل للتمهيد لهذا الحوار وعقده في أي دولة من الدول. ودعا الزهار خلال حديثه إلى تشكيل لجنة تمهيدية من أجل ضمان ونجاح الحوار الوطني الفلسطيني والعمل على إنهاء حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية. كما رحب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية الشرعية في غزة "طاهر النونو" بالدعوة واعتبرها خطوة إيجابية. وكان عباس دعا قبل ذلك وفي اجتماع للحكومة الفلسطينية في رام الله إلى جهد عربي ينهي حالة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع عزة. ورحَّب الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة بما جاء في خطاب عباس واعتبره "تطورًا إيجابيًّا يمكن أن يكون بدايةً لإطلاق حوار فلسطيني داخلي سريع لرفع المعاناة عن أبناء شعبنا الفلسطيني"، ودعا حركتَي حماس وفتح لبدء حوار وطني فلسطيني شامل بناءً على ما جاء في اتفاق القاهرة ووثيقة الحوار الوطني واتفاقية مكة وإعلان صنعاء، كما أبدى استعداده لتبنِّي الحوار الوطني الفلسطيني بما يضمن إعادة اللُّحمة لشطري الوطن سريعًا. وأكد مصدر مطلع أن إسماعيل هنية رئيس حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية سيُلقي مساء اليوم كلمةً مهمةً للشعب الفلسطيني؛ يضمِّنها الموقف الرسمي للحكومة من خطاب رئيس السلطة محمود عباس الذي دعا فيه لحوار وطني شامل، وأنه سيوجه كلمة مهمة للشعب الفلسطيني بمناسبة ذكرى "النكسة" التي وقعت في حرب يونيو عام 1967م، لافتًا إلى أن الكلمة ستتضمن موقف الحكومة وحركة المقاومة الإسلامية حماس من خطاب رئيس السلطة محمود عباس الذي أعلن موافقته على الحوار الشامل الذي طالما كانت تنادي به حركة حماس. بدورها رحَّبت حركة الجهاد الإسلامي بأية خطوة من شأنها إعادة اللحمة وإنهاء الانقسام على قاعدة رعاية مصالح الشعب الفلسطيني وأولوياته والحفاظ على حقوقه وثوابته الوطنية، وقالت في بيان لها: "فيما يغرق أعداؤنا في خلافاتهم وفضائح قادتهم الأخلاقية والسياسية؛ الأمر الذي ولَّد حالةً من الإحباط واليأس داخل مجتمعهم المأزوم.. يؤكد شعبنا أن صاحب الحق المقدس أقوى من كل التحديات وأكبر من كل المؤامرات". وعلى الفور رحب سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مقابلة هاتفية مع وكالة رويترز، بدور سياسي عربي يساهم في تحقيق مصالحة فلسطينية بين حركتي حماس وفتح. وكان عباس قد دعا أمس الأربعاء إلى حوار وطني فلسطيني شامل لتحقيق مصالحة بين حركة التحرير الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وفي خطاب توجه فيه إلى الشعب الفلسطيني قال عباس "انطلاقا من الحرص على وحدتنا وتجاوبا مع العديد من الدعوات الصادرة من الدول العربية والأطراف العربية والصديقة التي تدعو لإنهاء الاقتتال وإعادة الأوضاع في غزة إلى ما قبل 13 يونيو/حزيران 2007، أدعو إلى حوار وطني شامل لتنفيذ المبادرة اليمنية". وأضاف "سأتحرك على المستويين الدولي والعربي لضمان نجاح جهد إعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وأتمنى أن يستجيب كل غيور على المصلحة الوطنية لهذه المبادرة". وأوضح الرئيس الفلسطيني أنه في حالة نجاح هذا الحوار فإنه سيدعو إلى انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة.