في خطوة اعتبرت مفاجئة، بدلت وزارة الحرب الصهيونية موقفها، وقررت استيراد المنظومة المدفعية "فالانكس Phalanx" لفحص مدى قدرتها على اعتراض قذائف الهاون والصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، ولو بشكل جزئي على الأقل. ولم يستبعد مراقبون أن هذه الخطوة مرتبطة بضغوط الشارع الصهيوني، وسكان البلدات الصهيونية التي تمطرها المقاومة بصواريخها في الشريط الحدودي لقطاع غزة، خصوصاً بعد ازدياد مديات هذه الصواريخ، وارتفاع معدلات إطلاقها بوتيرة ملحوظة، وإلحاقها المزيد من الإصابات وحالات الهلع في الجانب الصهيوني، في الأشهر الأخيرة. ومنذ أكثر من سنة يحاول خبراء مستقلون، ضمنهم ضباط كبار في جيش الاحتلال سابقاً، إقناع وزارة الحرب، ووزيرها إيهود باراك، ونائبه متان فيلنائي، باقتناء هذا المدفع، الذي يعتقدون أنه يمكن أن يوفر الحل لمواجهة الصواريخ والقذائف التي تطلقها المقاومة من غزة، كما ينصحون باستيراد المدفع من الولاياتالمتحدة، وفحص أدائه هنا، إلا أن وزارة الدفاع كانت ترفض الاقتراح. وتعتمد وزارة حرب حكومة الاحتلال على استكمال نظامي "القبة الحديدية" و"العصا السحرية"، واللذين سيستغرقان عدة سنوات، لمواجهة الهجمات الصاروخية لفصائل المقاومة، واعتراض صواريخها. وكان المدير العام لوزارة الحرب الصهيونية بنحاس بوخريس، وخلافا للموقف السابق للوزارة، قد توجه قبل عدة أسابيع إلى الجيش الأمريكي، وطلب الحصول على مدفع من أجل فحص أدائه، وقد صادقت الولاياتالمتحدة على ذلك، وإن كان لم يتضح بعد موعد الحصول على المدفع المذكور. وسبق ذلك قيام وفد صهيوني يتألف من عدد من الخبراء في وزارة الدفاع وسلاح الجو الصهونيين، بالتوجه إلى الولاياتالمتحدة في بداية مارس الماضي، لفحص أداء المدفع المذكور، وقد ترك انطباعا لدى الوفد بأن المدفع قد يصلح لاعتراض الصواريخ وقذائف الهاون. وجاء في التقارير الصهيونية أن "فالانكس" والذي تنتجه شركة "رايتون" من الممكن إدخاله إلى المجال العملي خلال فترة زمنية قصيرة، وأشارت إلى أنه يفترض أن يوفر الرد الأولي، إلى حين استكمال نظامي "القبة الحديدية" و"العصا السحرية" لاعتراض الصواريخ، واللذين سيستغرقان عدة سنوات. وكان الناطق بلسان وزارة الدفاع الصهيونية، وكبار المسؤولين في دائرة تطوير الوسائل القتالية والتكنولوجيا والبنى التحتية فيها قد ادعوا أنه تم فحص "فالانكس" بشكل أساسي، وتبين أنه ليس مناسباً، في حين قال الناطق بلسان الجيش الصهيوني إنه يجري فحص المدفع المذكور، كما تجري اتصالات مع مصممي المدفع في الولاياتالمتحدة للحصول على معلومات مختلفة عنه، وعن التطوير الذي أدخل على أدائه. تجدر الإشارة إلى أن الجيشين الأمريكي والبريطاني يستخدمان "فالانكس" للدفاع عن قواعدهما العسكرية في العراق وأفغانستان المحتلين، وبحسب التقارير الأمريكية فإن نسبة نجاحه تصل إلى 80%، إلا أن حجم الخسائر التي تقع في صفوف الجيشين في العراق يعطي نجاح هذه المدافع نسبة أقل بكثير.