اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مطالبة "إسرائيل" الجانب الفلسطيني بالاعتراف بالدولة اليهودية، بمثابة عقبة جديدة "مستعصية الحل" تضعها "إسرائيل" أمام مسار عملية السلام مع الجانب الفلسطيني لإفشال المحادثات. وشككت الصحيفة في التزام نتنياهو بحل الدولتين الذي من شأنه إنهاء الصراع الطويل الذي تشهده المنطقة منذ عقود، واصفة مطالب "إسرائيل" بأنها "حبة السم" التي تهدف لإفشال محادثات السلام.
وأشارت الصحيفة، إلى أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ركز في تصريحاته خلال الأسابيع الأخيرة على إثارة قضية الاعتراف بالدولة اليهودية، ووصفها بأنها "المفتاح الحقيقي للسلام"، و"شرط أساسي" لنجاح محادثات السلام.
ورأت الصحيفة أن تأكيد نتنياهو أن الاعتراف بالدولة اليهودية يدعم كل أطراف محادثات السلام، غير منطقي بالنسبة للجانب الفلسطيني الذي يرفض بشدة قبول هذا الاعتراف، معتبرة أن الاعتراف بالدولة اليهودية بمثابة نزاع تاريخي بين الجانبين الصهيوني والفلسطيني يستحيل قبول الجانب الفلسطيني له.
وأعادت إلى الأذهان تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرارًا وتكرارًا، على أنه لن يعترف أبدًا بالدولة اليهودية، وكان آخرها في رسالة بعث بها للرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر الماضي.
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل" رفعت سقف مطالبها السابقة، مثل الإبقاء على المستوطنات الصهيونية وضمان أمن "إسرائيل"، إلى طبقة جديدة قد تحول دون نجاح محادثات السلام مع بدء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارته العاشرة خلال أقل من عام إلى "إسرائيل" وفلسطين، بهدف دفع محادثات السلام بينهما.
وأشارت الصحيفة في ختام تقريرها، إلى أنه عقدت منذ 30 يوليو 2013 نحو عشرين جولة تفاوضية كانت نتيجتها محبطة للطرف الفلسطيني، حيث تابع الطرف الصهيوني جهوده الاستيطانية بشكل محموم، ولم يدخل في جوهر العملية السلمية، ولم يقدم رؤيته النهائية للحل، وما زال يضغط بشأن الترتيبات الأمنية وتفصيلاتها، كما أنه بشأن الاعتراف "ب"إسرائيل"" دولة للشعب اليهودي، لم يقبل بعد فكرة الدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967، ولم يدخل في التفاوض على رسم الحدود.
وفي المقابل هناك رفض فلسطيني معلن للاعتراف بيهودية ""إسرائيل"" أو أنها دولة "للشعب اليهودي"، على أساس أن الاعتراف السياسي بها تم عام 1993، وأنه لا يمكن الاعتراف بها اعترافا أيديولوجيا، كما أن ذلك لم يطرح في معاهدتي التسوية المعقودتين مع مصر والأردن.