أكد الأسرى في سجون الاحتلال أن المنخفض الأخير الذي ضرب المنطقة أثر بشكل كبير وقاسي عليهم بفعل استهتار مصلحة السجون وعدم اتخاذها أية إجراءات احترازية, حتى ولو على صعيد أبسط المطالب التي طلبها الأسرى استعدادا للمنخفض. وشدد الأسرى على أن ما فاقم معاناتهم إضافة لعدم تلبية مصلحة السجون لمطالبهم, هو عدم سماحها أيضا بإدخال المستلزمات التي وفرتها جهات متعددة في الخارج، وكذلك تعمدها التفتيش والتنكيل في ذروة المنخفض. المياه تغمر الأقسام وأشار المعتقل أحمد فريحات في سجن النقب أن المياه دخلت لأقسام المعتقلين, وأن ذلك أدى لتفاقم معاناتهم بالبرد الشديد, وأن استجابة الإدارة كانت بطيئة وتنم عن عدم مبالاة. وأكد فريحات أن تصميم غرف السجون لا يتلاءم مع المقاييس الأساسية للعيش الآدمي، فلا هي تراعي ظروف الصيف, ولا هي تراعي ظروف الشتاء. وأشار إلى أن أوضاع الغرف والخيام والتي تتسرب منها مياه الأمطار رديئة جدًّا؛ حيث بللت مياه الأمطار ملابسهم وأغطيتهم وأتلفت أغراضهم، في ظل تباطؤ شديد وتعمد الاستهتار من قبل الإدارة في التعامل مع تلك الأوضاع الطارئة في السجن. وأضاف إن جنود الاحتلال وحراس السجن يتمتعون بكل ظروف التدفئة فيما المعتقلون في البرد الشديد وتحت المطر, والجنود غير مبالين وبطيئو الاستجابة. وأردف: "نحن لم نطلب منهم شيئًا.. قلنا لهم أن يوافقوا فقط على إدخال ما يأتينا من الخارج, ولكنهم رفضوا إدخال شحنات البطانيات ومستلزمات الشتاء، فلا هم وفورها ولا هم سمحوا بإدخالها". سياسة عدم الاكتراث وقال الأسير المحرر فادي جميل سلامة (26 عامًا)، من مخيم جنين، والذي أفرج عنه الجمعة (13-12-2013): "إن واقع سجن النقب مأساوي للغاية خلال المنخفض الأخير". مضيفًا إن الأسرى في هذه الأجواء العاصفة والباردة والماطرة يفتقرون إلى التدفئة والأغطية الشتوية، في ظل إمعان الاحتلال في ابتكار أساليب قمعية جديدة في تعذيب الأسرى. وهو ما أكده المحامي كريم عجوة عقب زيارته لسجن عسقلان أمس؛ حيث قال إن مياه الأمطار تسربت إلى غرف الأسرى في سجن عسقلان، وإن كثيرًا من نوافذ الغرف مغطاة بالبلاستيك، إلى جانب النقص الكبير في الأغطية التي يحتاجونها، واصفًا أوضاعهم ب "غاية في الصعوبة". نقص المستلزمات وقالت مصادر في سجن عوفر إن إدارة السجن رفضت إدخال الأغطية الشتوية للأسرى، وإنها رفضت التفاوض على إدخال شحنة من 1500 غطاء شتوي "بطانيات", علمًا أنها كانت أعطت في وقت سابق موافقة أولية على إدخالها. وأشارت المصادر إلى أن رفض إدخال الشحنات كان سببه مزاجية مدير سجن عوفر, وليس أي سبب آخر, كإجراء عقابي مزاجي بحق أسرى عوفر، ما يدلل على عدم اكتراث إدارة السجن بمصير الأسرى رغم الظروف الجوية الاستثنائية. وأشار الأسير محمد جرادات في سجن مجدو إلى أن كافة مستلزمات الشتاء مفقودة داخل المعتقل أسوة بباقي المعتقلات؛ حيث يوجد نقص شديد في الأغطية والملابس الشتوية، وانعدام وسائل التدفئة، وحرمان الأسرى من الماء الساخن في مثل هذه الظروف. التنكيل بالأسرى وأشارت مصادر متعددة من داخل السجون لمراسلنا إلى واقع أكثر مأساوية في مراكز التوقيف سيما في سجني حوارة وعتصيون؛ حيث الأقسام أقل تأهيلا من باقي السجون، فقد قضى الأسرى الموقوفون أيامًا صعبة للغاية, تكاد تكون كمن قضى أيام المنخفض في العراء. وأضافت المصادر كذلك إلى أن وحدات القمع تعمدت التنكيل بالأسرى بشكل مكثف خلال أيام المنخفض، من حيث التفتيش الليلي وإخراج المعتقلين بالعراء والعبث بحاجياتهم في وقت متأخر من الليل, سيما في سجون النقب وعسقلان ومجدو.