رغم حملات الاعتقالات وتحويل الشوارع إلى ثكنات عسكرية نجح إضراب 6 إبريل في أن يؤتي ثماره، واستجابت الجماهير المصرية إلى دعوات القوى السياسية بإغلاق المحال ومقاطعة أعمالهم، كما امتنع عدد كبير من طلبة الجامعات عن التوجه إلى جامعاتهم، وشوهدت المواصلات العامة شبه خالية، مما حدا بمصدر أمني رفيع إلى التصريح بأن استجابات الجماهير المصرية للإضراب قد فاقت كل توقعاتهم. وقام الأمن بتحويل ميدان التحرير إلى ثكنة عسكرية وتم اعتقال أكثر من 500 ناشط، كما قام أمن مبارك باعتقال مجدي حسين أمين عام حزب العمل، ود. مجدي قرقر الأمين العام المساعد للحزب، وعدد من نشطاء الحزب بينهم ضياء الصاوي مسئول شباب الحزب، وأحمد الجيزاوي من نشطاء الحزب، ومحمد أبو المجد مراسل الشعب، وقد تم اعتقالهم من أمام مسجد الجمعية الشرعية بميدان الملك الصالح بمصر القديمة، كما تم التحفظ على سيارة مجدي حسين، وألقى الأمن القبض على العشرات من الجماهير التي حاولت الانضمام إلى التظاهرة أمام مسجد الجمعية. وكانت قوة أمنية بسيارة شرطة قد اعترضت طريق سيارة مجدي حسين وهو في طريقه لمسجد أبو جاموس بمصر القديمة وأجبرت مجدي حسين وضياء الصاوي ومحمد حمد المحامي ومحمد أبو المجد على النزول من السيارة، واقتادتهم إلى جهة غير معلومة، وأكد شهود عيان أن محمد عبد القدوس كان يحاول شراء جرائد في ميدان التحرير وتم جرجرته وخطفه في سيارة شرطة، وكما تم اعتقال عبد الرحمن لطفي أمين الحزب بالمنيا وحسين طه. وقد بدأت أمس حملة الاعتقالات حيث هاجمت قوة من زوار الفجر منزل سعيد كامل طنطاوي أمين حزب العمل بالسويس واختطفته من منزله فجر أمس الجمعة. ويأتي هذا في إطار حالة الرعب التي يعيشها النظام منذ الإعلان عن إضراب 6 أبريل، كما قامت قوات الأمن بإختطاف مصطفى خليل الناشط بحركة كفايه بالمنصورة، من محل لبيع الاقمشة بتهمة انه "ينوى كتابه لافتات لاضراب يوم 6 ابريل على هذا القماش!! واعتقلت قوات الأمن اثنين من النشطاء السياسيين؛ وهم محمد الأشقر منسق حركة كفاية في الجيزة، ومحمد الشرقاوي من منزليهما فجر اليوم، كان الأشقر قد دعا إلى مظاهرةٍ في أحد أهم ميادين الجيزة للاحتجاجِ على تدني المرتبات والارتفاع المستمر للأسعار ضمن فعاليات اليوم 6 أبريل. كما اعتقلت قوات الأمن سعيد كامل الطنطاوي أمين حزب العمل بمحافظة السويس وعضو اللجنة العليا، وأيمن حسن أمين الحزب في القنطرة غرب بالإسماعيلية. يُذكر أن قوات الأمن قامت باعتقال كلٍّ من أكرم الإيراني وحسن عبد الله وأحمد سعد دومة من شباب حزب العمل ومالك مصطفى، الناشطي بحركة كفاية؛ وذلك أثناء توزيعهم بعض البياناتِ في منطقةِ مصر القديمة. وقررت النيابة إعادة عرض كلٍّ من أكرم الإيراني وحسن عبد الله (حزب العمل) والمدون أحمد سعد دومة غدًا أمام النيابة فيما تمَّ تأجيل عرض مالك مصطفى على النيابة إلى أجلٍ لم يتحدد بعد. وكانت النيابة وجهت لهم تهم إحراز مطبوعاتٍ ومنشوراتٍ من شأنها تكدير الأمن العام، والدعوة إلى إضرابٍ عام في مصر، وتوزيع منشورات تدعو إلى مؤتمر جماهيري أمام الجمعية الشرعية بمصر القديمة. إضراب المحلة وفي المحلة شهدت شوارع المدينة حصارًا أمنيًّا مكثفًا، وخاصةً وسط المدينة، وكل المناطق المتخمة لمصانع الغزل والنسيج بالمحلة، وفُوجئ العمالُ أثناء دخولهم في الثامنة صباح اليوم بوجودٍ أمني كثيف داخل حرم المصنع ذاته؛ حيث انتشرت في أرجاءِ المصنع قوات الأمن بالزي المدني وضباط أمن الدولة، وأكد عدد من العمال اعتقال أكثر من 150 من قيادات العمال. ويتناقش عمالَ غزل المحلة فيما بينهم حول خيار الخروج إلى الشارع والتظاهر في شوارع مدينة غزل المحلة. من ناحيتها قامت أجهزة الأمن بالسماح للإعلاميين والصحفيين ووكالات الأنباء بالدخول للمصنع منذ قليلٍ للاطلاعِ على سيرِ العمل بالمصنع، كما قامت باختيار 150 عاملاً من الموالين للأمن ووضعتهم على البواباتِ الرئيسية للمصنع لإحباطِ أي تحركٍ من العمال الناشطين وقيادات الإضراب. وفي سياقٍ متصلٍ خلت شوارع المحلة تقريبًا باستثناء قوات الأمن وأفراد الشرطة وطلاب الجامعة الذين يذهبون إلى الجامعة وعمال المصنع، كما لُوحظ غلق المحلات لأبوابها حتى الآن باستثناء محلات المأكولات. هذا، وقد أعلنت القوى الوطنية المشاركة في إضراب 6 أبريل عن أماكن التظاهر المتفق عليها خلال اليوم للتعبير عن رفضهم لزيادة الأسعار والتعذيب في الأقسام والرشاوى والإتاوات والمطالبة بأجورٍ عادلةٍ وحياة كريمة للمواطن المصري. ففي محافظة القاهرة خلص قرار القوى على مظاهرة بميادين التحرير والعباسية وشبرا والمطرية في الحادية عشرة صباحًا، فضلاً عن وقفةٍ احتجاجيةٍ أمام الجمعية الشرعية بجوار نفق الملك الصالح في الثانية عشرة والنصف، وفي محافظة الجيزة تنظم مظاهرة حاشدة بشارع المحطة بعد مجمع المصالح أمام فرن المؤسسة في الثانية ظهرًا. أما محافظة المنوفية فتقرر تظاهر الجماهير بميدان شرف في الحادية عشرة صباحًا متزامنةً مع مظاهرةٍ أمام محكمة الحقانية بالمنشية بمحافظة الإسكندرية، ومظاهرة أخرى أمام مسجد سيدي عبد الرحيم القناوي بمحافظة قنا وأخرى أمام مبنى المحافظة بساحة الشهداء بمحافظة بورسعيد في تمام الحادية عشرة صباحًا. كما تمَّ الاتفاق على مظاهرة بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة في الثانية ظهرًا تسبقها مظاهرة بجوار جامع النصر بمحافظة المنصورة في الثانية عشرة ظهرًا، أما في محافظة دمياط فاتفقت القوى الوطنية على أن يقف المواطنون من الساعة الواحدة ظهرًا ولمدة نصف ساعة، كل أمام بيته أو مقر عمله رافعين لافتاتِ الاحتجاج والغضب.