في تحد واضح لقانون الفسق والفجور والاستبداد الذي يجرم الجهر بكلمة الحق في المساجد والذي وافقت عليه أغلبية الحزب الحاكم بمجلس الشعب بشكل نهائي أمس، نظم حزب العمل مؤتمرًا جماهيريًا حاشدًا في مسجد عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة بمدينة القاهرة، حضره حشد ضخم من المصلين وتحدث فيه للجمهور مجدي أحمد حسين الأمين العام للحزب، وذلك وسط حصار أمني مشدد وغير مسبوق وتحرشات أمنية بشباب الحزب وناشطيه بالمسجد حال التفاف الجماهير حولهم دون تطورها. كما نظم الحزب مؤتمره الأسبوعي بالجامع الأزهر وتحدث فيه محمد محمود أحد شاب الحزب ووعد الجماهير باستئناف التقاء قادة الحزب بالجماهير بداية من الأسبوع القادم بمشيئة الله. كتب: محمد أبو المجد [email protected]
ارتباك حكومي وقد بدا من اليوم الارتباك الحكومي في التعامل مع الجماهير بعد انتشار الدعوة للإضراب العام الأحد القادم، وفى محاولة للسيطرة الأمنية على كرة اللهب المنطلقة بين جموع المصريين، وضعت السلطات الأمنية خطة بهدف إجهاض العصيان المدني العام، وتشمل الخطة اعتقال ناشطين بارزين قبل موعد الاعتصام لإحباط العصيان الذي يعد الأول في تاريخ مصر الحديث. وصدرت تعليمات لأمناء الحزب "الوطني" بالنزول للشارع وحشد المواطنين للذهاب لأعمالهم وعدم المشاركة في العصيان المدني، وسيتم تسيير سيارات بمكبرات الصوت عشية العصيان في مختلف أنحاء الجمهورية لحث المواطنين على الذهاب لأعمالهم في ذلك اليوم. كما سيتم شن حملة إعلامية في الصحف الحكومية لتشويه صورة رموز الداعين للعصيان، وإظهارهم بمظهر العملاء الذين يعملون لصالح جهات أجنبية.
لا لقانون الاستبداد وقد أكد مجدي حسين في بداية كلمته بمسجد عمرو بن العاص أن الحزب وكافة القوى الوطنية الشريفة لن ترضخ لأية قوانين يضعها رموز الطغيان والفساد والاستبداد لتكميم الأفواه والقضاء على دور المسجد كمنارة للحق تلتف حولها الأمة لمقاومة الباطل، فدور المسجد يحدده الله ورسوله وليس مجلس الشعب.
دعوة للجماهير وجدد حسين دعوته لجماهير الشعب المصري بأن يجعلوا من يوم 6 أبريل القادم يومًا للعزة والكرامة والحق، مطالبًا بأن يكون الإضراب الشعبي العام منظمًا ومؤثرًا في النظام قدر الإمكان، وفي هذا الإطار وجه حسين الدعوة للجماهير بالاحتشاد بعد غد الأحد 6 أبريل في ميدان أبو جاموس أمام مسجد الجمعية الشرعية بمصر القديمة للتعبير عن رفضهم لنظام مبارك المزيف، مضيفًا أنه لو تم منع الوقفة في ميدان أبو جاموس فسيتم التوجه إلى ميدان التحرير بشكل فردي للاجتماع هناك مع باقي القوى السياسية والوطنية الأخرى. الحاكم في الإسلام وتطرق أمين عام حزب العمل في كلمته إلى قواعد الحكم في الإسلام، حيث أوضح أن مبدأ الشورى في اختيار الحاكم هو مبدأ ضروري، بل عده الإسلام من ضرورات العقيدة والحياة، ومن هذا المنطلق فإن الانتخابات النزيهة والصادقة أساس لاختيار الحاكم في الإسلام وليس التوريث أو حكم العسكر كما يحدث في مصر والبلاد العربية. وأكد حسين أن الإسلام اشترط أن يكون الحاكم مسلمًا نظيف اليد طيب السمعة حاكمًا بالحق والعدل ملتزمًا بشرع الله وجعل طاعته مرتبطة بالتزامه بهذه الأمور، إما إذا حاد عن الطريق المستقيم وأفسد في الأرض وأهلك الحرث والنسل كما فعل بنا مبارك ونظامه، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. أساس طاعة الحاكم.. طاعة الله وشدد حسين أن المسلمين لا يسيروا وراء أي حاكم إلا إذا كان ملتزمًا بالشريعة الإسلامية، وعلى هذا فإن مقاومة نظام مبارك ضرورة دينية وحياتية بعد أن تجاوز هذا النظام كل الحدود بجرائمه في حق شعبه الذي يعيش الآن في مجاعة حقيقية في ظل هذا الحكم، علاوة على خيانته لله ولرسوله عندما والي الأعداء من حلف الشيطان الصهيوأمريكي ضد أبناء جلدته وحاصر المسلمين إرضاء للكافرين ولا زالت جرائمه علينا تترى. وفي ختام كلمته، أكد مجدي حسين أن جميع الطرق الشرعية والديمقراطية للإصلاح والتغيير علاوة على التعبير عن الرأي باتت مسدودة في وجوهنا ووجوه كل من يريد الإصلاح وآخر وأوضح مثال على هذا انتخابات المحليات الأخيرة التي بطش النظام فيها بجميع معارضيه من الإخوان المسلمين والمستقلين ولم يسمح لأحد بمنافسته، وعلى هذا فليس أمامنا إلا وسائل العصيان المدني للجهر بكلمة الحق والوقوف مع هذا الشعب حتى استرداد حقوقه المنتهكة من زبانية مبارك وأسرته وجلاديه.
لنجعل 6 إبريل يوما للشرف والكرامة.. والغضب
وقال الأمين العام للحزب في البيان الصادر عن حزب العمل للجماهير: ماذا ترك هؤلاء الحكام لم يفعلوه فينا ؟ قالوا لنا فى البداية اتركوا شرع الله واتبعوا الشريعة الدولية شريعة أمريكا والصهيونية فصمتنا والصمت علامة الرضا. تركنا الأشقاء العرب والمسلمين يذبحون على يد الأعداء فى فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان والصومال والسودان وقال حكامنا مالنا وهؤلاء دعونا نعيش عيشة هنية مع اليهود والأمريكان. بل تطورت مواقفهم إلى قتل الأشقاء بأيدينا المصرية عن طريق خنق وحصار مليون ونصف مليون فلسطينى بغزة.
ثم قتلونا بالسرطان والفشل الكلوى والكبد الوبائى بمواد غذائية مسمومة من أمريكا واسرائيل وأصبحت مصر الدولة الأولى فى العالم المصابة بهذه الأمراض القاتلة.ثم باعوا القطاع العام الذى تم بناؤه بدم الشعب باعوه برخص التراب. ولم يتم استعواضه بمصانع كافية من القطاع الخاص. البطالة وصلت 29 % . العنوسة 13 مليون . شقة الزواج أصبحت مستحيلة بسبب أسعار الحديد والأسمنت. فرص العمل فى الخارج تقلصت إلى أبعد حد. سافر الشباب إلى أوروبا بصورة غير شرعية وغرق المئات فى قاع البحر.طردوا الفلاحين من أرضهم ومساكنهم التى عاشوا فيها عشرات السنين. جف الزرع والضرع . وانعدمت البركة. واكتوينا جميعا بالغلاء الفاحش لكل السلع الضرورية.وأصبحنا فى بلد يستورد كل شىء ولايكاد ينتج شيئا. أصبحنا كالسائمة الحائرة التى لاتجد مرعى أو ماءا بينما نحن خلفاء الله على الأرض. قالوا إن رسالتنا فى الحياة أن نكون حيوانات تأكل وتشرب وتتناسل وحين قبلنا خطة الحكام جاء اليوم الذى لانجد فيه عيش حاف أو شربة ماء نظيفة فى بلد يوجد بها أطول نهر فى العالم وكان مزرعة القمح للامبراطورية الرومانية. أنتم أكرم خلق الله وهو فضلكم على كثير مما خلق تفضيلا فلماذا تقبلون هذا الهوان. أنتم بنص القرآن والكتب السماوية جمعاء وبنص الدستور الحالى أنتم مصدر السلطات وأنتم أصحاب السيادة الحقيقية (مادة 3: السيادة للشعب وحده، وهومصدر السلطات). فانظروا ماذا فعل بكم حكام البلاد وكيف جعلونا فرجة للعالمين: شعب يقتل بعضه البعض من أجل كسرة خبز!! رحماك يارب العالمين. أبعد كل هذا يتساءل أحد لماذا ندعو إلى إضراب عام يوم 6 إبريل ؟! إننا ندعوكم إلى الاضراب عن العمل فى هذا اليوم فلا عمل ولادراسة إلا اذا كان هناك اتفاق لتنظيم الإضراب والتظاهر فى محل العمل أو الدراسة. ويستثنى من ذلك صيدليات الطوارىء التى تعمل 24 ساعة وأقسام الطوارىء والعناية المركزة فى المستشفيات. كذلك يستثنى الخروج أيضا للمشاركة فى الوقفات المتفق عليها أمام النقابات أو أى مكان آخر. كذلك فإن الصلاة فى المساجد والكنائس مطلوبة فى هذا اليوم. كذلك وفى كل الاحوال اشترى احتياجاتك الضرورية يوم السبت حتى تقاطع عملية الشراء طوال يوم الأحد 6 إبريل. ودعا مجدى أحمد حسين الأمين العام لحزب العمل أهالى المنيل والروضة ومصرالقديمة ومن يرغب من أهالى القاهرة إلى صلاة الظهر يوم الأحد 6 إبريل فى مسجد الجمعية الشرعية بمصر القديمة فى الميدان المجاور لنفق الملك الصالح لعقد مؤتمر شعبى أمام المسجد عقب الصلاة للتدارس فى هموم الأمة وإصدار بيان بمطالب الشعب. وتحديد الخطوة التالية للتحرك الشعبى. ويمكن للإخوة المسيحيين حضور المؤتمر بعد انتهاء صلاة الظهر اى حوالى الساعة 12 ونصف . فهبتنا لله ولكل المصريين. حزب العمل أحد القوى المشاركة فى الدعوة للإضراب
مؤتمر الأزهر وفي الجامع الأزهر فقد تجمعت الجماهبر الغفيرة كالمعتاد إلا أن مرض بعض قادة الحزب مثل الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد ومحمد السخاوي أمين التنظيم، وبسبب انشغال باقي القيادات للتحضير للإضراب الشعبي العام بعد غد الأحد 6 أبريل، حال دون التقاء قادة الحزب بالجماهير وقد عقد المؤتمر هذا الأسبوع وتحدث فيه أحد شاب الحزب محمد محمود بعد أن وعد الجماهير باستئناف التقاء قادة الحزب بالجماهير بداية من الأسبوع القادم بمشيئة الله. وقد أكد محمد محمود في كلمته أن الجامع الأزهر منذ بداية مؤتمرات حزب العمل الأسبوعية به عام 2002 كان دائمًا ملتقى محببًا إلى القلب بين الجماهير وقادة الحزب للتعبير عن هموم الشعب المصري والأمة العربية ولمناقشة وسائل مقاومة الحلف الصهيوني الأمريكي ووسائل العمل الشعبي من أجل الوطن. النظام يخشى كلمة الحق.. وهذا هو الدليل وأوضح محمود أن قانون منع التظاهر في دور العبادة والذي تمت الموافقة عليه مؤخرًا يدل على أن هذا النظام قد ضاق بكل كلمة حق تنطلق في أي مكان وأنه يسعى بكل قوته لإجهاض التحركات الشعبية والجماهيرية بعد أن شعر بفاعليتها وتأثيرها عليه وخاصة مؤتمر الأزهر الأسبوعي الذي بات متنفسًا أسبوعيًا ينتظره كافة جماهير الأزهر والمصلين. وتعهد محمود باستمرار حزب العمل وكافة القوى السياسية والوطنية الشريفة في مسيرة مقاومة نظام الفساد والاستبداد بكل ما أوتوا من قوة مهما أصدروا من قوانين ومهما مارسوا كل وسائل القمع والبطش بحق الشعب الذي بات يغلي من ممارسات نظام مبارك التي ستجر مصر إلى كارثة محققة لا يعلم مداها إلا الله. ووجه محمد محمود كلمة إلى الجماهير قائلاً: أذكركم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"، فلا تسكتوا أبدًا عن المنكر والباطل مهما كانت العواقب وليغير كل واحد منكم المنكر باللسان والقلب، فنحن لا نستطيع التغيير باليد، ولكن احذروا أن ترضخوا لضغط النظام وإجرامه. وبعد انتهاء كلمة الناشط محمد محمود أحاطت به عشرات الجماهير لتعلن له عن تأييدها لأي خطوة يقوم بها حزب العمل الذي تعودوا منه على الانحياز لمطالبهم والتعبير عنها والجهر بكلمة الحق مهما كانت العواقب، وقد حاول الأمن إعتقال محمد محمود عند خروجه من المسجد ومعه مراسل جريدة الشعب إلا أن التفاف الجماهير حولهم حال دون ذلك.