العبارات الثورية والرسم على الجدران فن تحريضى على الظلم ..وحقوقيون:قانون تجريم الكتابة هدفه محو 25 يناير من الذاكرة جامعة القاهرة ليس بها شبر خالٍ من العبارات المناهضة للحكم العسكرى والقصاص للشهداء والحرية للمعتقلين الكتابة على الجدران هى عادة مصرية قديمة قد استخدمها الفراعنة لتسجيل أعمالهم، وفى العصر الحديث وقبل ثورة 25 يناير كانت موجودة، ولكن فى أشياء أخرى لا تخص السياسة، وبعد انقلاب المجلس العسكرى على الرئيس المنتخب محمد مرسى شهدت هذه الظاهرة ازدهارا قويا، خاصة أنها طريقة سلمية يعبر فيها كل فصيل عن آراه الخاصة، وعلى رغم من ذلك تحاول سلطات الانقلاب الدموى فى مصر منع هذه الظاهرة بالحبس والغرامة لمن يقومون بعمل رسومات وكتابات مناهضة للظلم والحكم العسكرى الغاشم. ظاهرة الكتابة على الجدران وفى الواقع، تنتشر بشكل كبير ولافت ظاهرة الكتابة على الجدران، فقد أصبحت ثمة عامة، ولكن هذه المرة ضد الظلم. ولم تقتصر هذه الكتابات على أحياء أو مدن أو مناطق معينة، بل أصبحت من معالم تلك المدن أو المناطق، فلا تكاد تخلو مدينة أو حى أو جدار إلا وتجد عليها مثل هذه العبارات المناهضة للانقلاب العسكرى الدموى فى مصر،التى يرى فيها صاحبها أنها الطريقة الفعالة للحالة التى يمر بها. الكتابة لم تقتصر على الجدران، بل طالت حتى وصلت للأشجار اليابسة والمثمرة كذلك،فنرى رسومات وأشكالا كثيرة تعبر عن غضب هؤلاء الثوار من طغيان السلطة الحاكمة فى مصر. الجامعات ومن أكثر الأماكن التى انتشرت فيها الكتابات المناهضة للانقلاب الجامعات، وبين الطلبة الجامعيين وبالأخص جامعتى القاهرة والأزهر وإنه لتختلف الصورة كثيرا فى الجامعات المصرية الأخرى،فنجد فيها أيضا هذه الكتابات والرسومات الثورية. وتتنوع هذه الشعارات المكتوبة على جدران جامعة القاهرة التى يعبر فيها الطلاب عن مطالبهم الثورية وينددون فيها بالظلم والطغيان، وأنه لن تنكسر إرادتهم أمام الانقلاب العسكرى الدموى، وينادون فيها بالحرية لإخوتهم المعتقلين والقصاص للشهداء. ومن هذه الشعارات المكتوبة داخل أسوار جامعة القاهرة( رابعة جو القلب,يسقط يسقط حكم العسكر,الحرية للمعتقلين,لن نستسلم,يسقط حسين نصار). صمود فى وجه الطغيان وعلى الرغم من خروج قانون الضبطية القضائية الذى صدر من أجل تحجيم الطلاب إلا أنهم لا يزالون فى بطولة واستبسال يقفون فى وجه الطغيان يقدمون الكثير من الشهداء، بالإضافة إلى المصابين والمعتقلين والمفصولين من الجامعة بعد تحقيقات شكلية؛ وذلك من أجل مواقفهم الصريحة الرافضة للانقلاب والرسومات والكتابات التى يقومون بصنعها. دائما ما يعلن الطلاب المتظاهرون استمرارهم فى تنظيم الفعاليات الثورية السلمية وعدم التوقف عن الكتابة المناهضة للظلم حتى يسقط الانقلاب وتحترم إرادة الشعب. حركة شباب 18 وقد أطلقت حركة«شباب 18» حملة طالبت فيها بكتابة اسم الشهداء الذين سقطوا فى عهد عبدالفتاح السيسى منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسى فى يوليو الماضى على جدران الشوارع. وقاموا بكتابة «مات على إيد قوات السيسى الانقلابى»، بجوار اسم كل شهيد وتحديد مكان الوفاة.وبينت الحركة أن الحملة ستستمر وذلك تخليدًا لذكرى الشهداء وتنديدًا بحكم العسكر. عمداء خونة وفى صورة تدل على مدى تابعية عمداء ورؤساء الجامعات لأمن الدولة، قامت إدارة كلية الهندسة بجامعة القاهرة بتحويل 3 من الطلاب للشئون القانونية بالكلية؛ وذلك لقيامهم بالكتابة على الجدران بمبنى الإدارة، وهؤلاء الطلاب هم «أسامة أحمد ثابت، ومحمد سيد نصر، ومصطفى أحمد محمد». كما حولت الكلية 5 طلاب آخرين للشئون القانونية أيضا، لما قاموا به من وضع لافتة كبيرة الحجم أعلى مبنى «عمارة»بالكلية، وهم «هادى هشام عبد الحليم، وعصام جمال نادى، وإسلام أحمد محمد، وأحمد أشرف فاروق، وحازم أحمد محمد». الكتابة جريمة!! كما قامت ميليشيات الانقلاب الإرهابى بمدينة فاقوس بإلقاء القبض على شابين من شباب ضد الانقلاب، وهما محمود أمجد عبدالعزيز والناشط إسلام مصطفى بتهمة كتابة عبارات ضد الانقلاب على جدران الساحة الشعبية بفاقوس. وفى مطروح،ألقت شرطة الانقلاب القبض على أربعة طلاب ثانوى،فى أثناء كتابتهم عبارات رافضة للانقلاب العسكرى على الجدران. وتم تحويلهم إلى النيابة العامة للتحقيق.وهناك المئات من الحالات المشابهة. آراء الطلاب والحقوقيين فى الظاهرة يقول عمرو فؤاد -أحد مسئولى حركة طلاب ضد الانقلاب-إن هذه الكتابات هى صوت الحق فى وجه المنافقين وعبيد البيادة ولن تمنعنا قوات أمن الانقلاب من التعبير عن رأينا. ويؤكد كريم عبدالراضى –الناشط الحقوقى بالشبكة العربية لحقوق الإنسان-أن فن الجرافيتى والكتابة على الجدران هى أحد مكتسبات الثورة المصرية،حيث استغل النشطاء وفنانو الجرافيتى والحركات السياسية الجدران كهامش للتعبير عن الرأى وتوثيق أحداث الثورة بعيدا عن أكاذيب السلطات المصرية المتتالية، والتى تحاول أن تتنصل من التزاماتها أمام الشعب بطمس تاريخ الثورة ومصادرة حق التعبير الشعبى عن الرأى من خلال رسم الجرافيتى. وليس المطلوب آراءنا فى هذه الرسومات، لأنها فى النهاية مساحة للتعبير عن الآراء المختلفة سواء أيدناها أو اختلفنا معها، وإنما يبقى الجرافيتى والكتابات الثورية مكتسبا من مكتسبات الثورة يجب حمايته والحفاظ عليه. قوانين جائرة على الرغم من سلمية هذه الكتابات والرسومات التى يعبر فيها كل فصيل عن رأيه إلا أن الانقلاب العسكرى يحاول بشتى الطرق القضاء على هذه الظاهرة عن طريق سن القوانين الجائرة التى تعبر عن ديكتاتورية الانقلاب؛ و منها إعلان «عادل لبيب» وزير الانقلاب، الانتهاء من إعداد مشروع قانون لمنع كتابة العبارات المسيئة على جدران المنشآت العامة والخاصة وأن مواد القانون تنص على حبس كل من يكتب على الجدران4 سنوات وتغريمه 100 ألف جنيه ومصادرة الآلات المستخدمة فى ذلك.وصف الناشط الحقوقى كريم عبدالراضى القانون بأنه قانون مقيد للحريات يهدف إلى ملاحقة فنانى الجرافيتى ومصادرة حقهم فى استخدام هذا الهامش الجديد للتعبير عن آرائهم، فالسلطات فى الدولة المصرية وبعد 30 يونيو ترغب فى طمس تاريخ ثورة 25 يناير الذى دونه المواطنون على الجدران.