كشفت صحيفة "القدس العربي" كواليس لقاء رئيس السلطة محمود عباس مع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي مؤخراً، مؤكدة أن زيارة عباس كانت لنقل رسالة من جون كيري حول العلاقات الأمريكية المصرية ولم تتطرق لأي من الملفات فلسطينية. وأكدت الصحيفة أن أجندة اللقاء المصري الفلسطيني حددها مدير المخابرات المصرية بعناية في لقاء تمهيدي رسم أجندة اللقاء، وأن قبول السيسي للقاء عباس جاء أثناء تواجده في عمان للقاء كيري، حيث وصلته رسالة مفادها أنه "سيستقبله هذه المرة". وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب السيسي كان على اتصال تشاوري مكثف مع شخصيات فلسطينية أخرى أهمها عميل الموساد الصهيونى محمد دحلان القيادى بحركة فتح والشريك الأساسي للانقلابيين في المنطقة. كما قالت "إنه وقبل لقاء عباس السيسي قيل لرئيس السلطة بوضوح إن ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس لن يطرح على طاولة السيسي". وذكرت المصادر أن مصر لن تبحث المصالحة بين الحركتين لأن السلطات المصرية بصدد تحويل كوادر في حماس للقضاء. ووفق الصحيفة، فقد قيل لعباس أيضاً بأن أولوية السيسي الآن إذا رغبت السلطة هي للمصالحة داخل حركة فتح، واقترح مدير المخابرات المصري على عباس التركيز على أن حركة فتح ينبغي أن تتجه مستقبلاً للمصالحة مع حماس وهي موحدة من الداخل وليست في ظل وضع الانقسام الحالي. وأكدت الصحيفة أن هذا الطلب كان يشير وبشكل واضح الإشارة تماماً إلى ضرورة المصالحة المتأجلة بين عباس وتيار دحلان عميل الموساد الصهيونى والمقرب جداً من السيسي، والذي تردد أنه قابله مباشرة بعد مغادرة خصمه عباس للقاهرة. وفي نفس الوقت، أبلغ عباس بأن المباحثات المتعلقة بالمفاوضات والعملية السياسية وأحوال المنطقة السياسية ينبغي أن تناقش مع وزير الخارجية نبيل فهمي وليس مع السيسي وطاقمه. واختتمت الصحيفة بالقول "إنه وعملياً تم خلع أي دسم أو قيمة سياسية مسبقًا من زيارة عباس الأخيرة لمصر وأن عباس خرج خالي الوفاض تقريبًا لأن الزيارة كانت من حيث المبدأ بروتوكولية وإعلامية ليس أكثر". وأضافت أن جهة فلسطينية تتمتع بدعم دولة عربية تدعم الانقلاب العسكري نصحت عملياً مكتب السيسي بتجاهل رغبة عباس في استئناف الاتصالات عبر مصر تحت عنوان المصالحة مع حماس وهو ما كان عمليًا".