قالت منظمة العفو الدولية الجمعة في دراسة حالة لرجل يمني قضي عامين ونصف عام في سجن انفرادي إن إدارة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لسجون سرية للمشتبه في أنهم إرهابيون تشكل استهزاءً بالقانون الدولي. وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان إن حالة خالد المقطري تلقي ضوءا جديدا علي وحشية وعدم مشروعية برنامج وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لعمليات الاحتجاز السرية والاختفاء القسري . وقالت المنظمة إن المقطري عاني من صور متعددة من التعذيب وسوء المعاملة خلال رحلة شاقة بدأت باعتقاله في العراق عام 2004 وحملته مرورا بسجن أبو غريب في بغداد إلي معتقلات أمريكية سرية في أفغانستان والي مكان آخر غير معلوم قد يكون في شرق أوروبا. ووقع الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يتعرض لانتقادات بشأن معاملة الأشخاص المشتبه بأنهم إرهابيون أمرا تنفيذيا في (يوليو) عام 2007 يتطلب التزام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بمنع المعاملة الوحشية وغير الإنسانية أو المهينة كما هو منصوص عليه في اتفاقات جنيف ضد التعذيب. ولكن جماعات للدفاع عن حقوق الإنسان أدانت بوش لأنه رفض تحديد ممارسات التحقيق المسموح بها وتلك غير المسموح بها. وكان بوش قد استخدم حق النقض لإحباط تشريع اقره الكونغرس يحظر علي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية استخدام طريقة من التعذيب تحاكي الإغراق في الماء. وقالت المنظمة في إشارة إلي تأكيدات بوش علي مشروعية برنامج المحتجز الإرهابي عالي القيمة التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكيةالولاياتالمتحدة تفسر التزاماتها الدولية بطريقة تفقدها معناها . وقالت المنظمة إنه بالإضافة إلي الضرب والغمر في الماء البارد والتخويف بالكلاب والتعليق في وضع مقلوب بسلسلة تعرض المقطري إلي كثير من صور التعذيب دون لمس أثناء المراحل المختلفة لحبسه. وتضمنت صور التعذيب هذه الحبس لفترات مطولة في زنزانة انفرادية وحرمانه من الإحساس واللجوء إلي أوضاع مجهدة والحرمان من النوم والإجبار علي العري والتعرض لدرجات متطرفة من الحرارة والبرودة أو الضوء المبهر والموسيقي الصاخبة والتقييد بالأصفاد لفترات مطولة ومنع الأدوية. وأكد بوش للمرة الأولي في (سبتمبر) عام 2006 أن الولاياتالمتحدة أدارت سجونا سرية للأشخاص المشتبه في أنهم إرهابيون. ودافعت واشنطن عن الممارسات وقالت إن اقل من 100 محتجز بينهم أشخاص يشتبه في أنهم أعضاء بارزون في تنظيم القاعدة كانوا محتجزين في مثل هذه السجون وقدموا معلومات حيوية خلال الاستجواب مما ساعد في تفادي هجمات. وقال بوش في ذاك الوقت إن السجون خاوية بعد نقل 14 من المحتجزين البارزين إلي معتقل غوانتانامو في كوبا. لكن منظمة العفو الدولية تقول إن البرنامج لم يغلق وان هناك محتجزا عالي القيمة هو عبد الهادي العراقي نقل من مركز احتجاز لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلي غوانتانامو العام الماضي. وقالت منظمة العفو إن السجون السرية غير مشروعة بموجب صفتها في حد ذاته. وأضافت المنظمة عمليات الاحتجاز السرية التي نفذتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية حتى ذاك الوقت كانت ترقي أيضا إلي درجة الاختفاء القسري وهو مثل التعذيب جريمة بموجب القانون الدولي . وكان المقطري (31 عاما) أفرج عنه دون اتهامات من مركز احتجاز أمريكي عام 2006 وعاد إلي اليمن حيث احتجز حتى (مايو) عام 2007. وقالت منظمة العفو انه ما زال يعاني بدنيا ومعنويا و كان يسعل باستمرار مخاطا ودما بينما كان المحققون يستجوبونه. وحثت المنظمة الولاياتالمتحدة علي التحقيق في مزاعمه وقبول تحمل المسؤولية وتعويضه.