أهدافها تحقيق ميزة استراتيجية على العدو وأسر جنود صهاينة لمبادلتهم بالأسرى تعمل المقاومة الفلسطينيةبغزة فى مرحلة الإعداد، لإثارة الرعب فى قلب الكيان الصهيونى الغاصب الذى يحتل فلسطين. الاحتلال الصهيونى كشف مؤخرا أنه أحبط عملية واسعة كانت تستهدف إحدى المغتصبات الصهيونية المقامة بالقرب من حدود قطاع غزة؛فقد تمكنت من كشف نفق أرضى للمقاومة بطول كيلومترين ونصف داخل الحدود التى يسيطر عليها الكيان الصهيونى. وتبين من فحصٍ لمسلك النفق أنه يتضمن العديد من الفتحات، ويصل إلى عمق المناطق الخاضعة للسيطرة الصهيونية، وهذا ما دفع الأوساط الأمنية لتقدير تنفيذ عملية واسعة من خلال هذا النفق، وتم حفره كى يستخدم فى أثناء حرب جديدة تندلع مع قطاع غزة. ونقلت صحيفة عبرية عن مصادر فى المنظومة الأمنية، أنهم لم يستطيعوا تحديد متى سيُستخدم النفق، ولكن على الرغم من ذلك يبدوأن النفق حفر فى الأعوام الأخيرة، موضحينأن النفق حفر لتحقيق أهداف استراتيجية، وأن حركة «حماس» احتفظت به على ما يبدو لجولة قتال عنيفة ضد العدو الصهيونى فى المستقبل. أنفاق استراتيجية: ونوهت الصحيفة إلىأن هناك العديد من الأنفاق التى حفرت فى قطاع غزة باتجاه الجانب الصهيونى فى الأعوام الأخيرة، ولم يكتشف الاحتلال سوى جزء منها، لافتةً إلىأن اكتشاف النفق يعيد إلى الأذهان من جديد عملية أسر الجندى الصهيونى «جلعاد شاليط» فى عام 2006م والتى تمت من خلال هذه الأنفاق. وفى تعليق وزير الحرب الصهيونى «موشيه يعالون» قال: إن اكتشاف النفق الخطير الذى يصل طوله إلى 2.5 كم من خان يونس جنوب قطاع غزة إلى «كيبوتس عين ثلاثة» دليل واضح علىأن «حماس» تواصل استعداداتها لمواجهة واسعة. وأوضح أنه أصدر أوامر إلى القوات العسكرية بتفقد جميع المناطق المحيطة بقطاع غزة والبحث الدقيق عن أنفاق مشابهة. حُفر بأيدٍ قسامية اكتشاف «نفق القسام» الذى يمتد حتى مغتصبة «العين الثالثة» الصهيونية يشكل دليلا جديدا على استعدادات «كتائب القسام» فوق وتحت الأرض لتحرير جميع الأسرى من داخل السجون الصهيونية. ف«كتائب القسام» تخوض حربا من نوع خاص مع الاحتلال, تتبلور بها التكتيكات من حيث العتاد والعدة, وتختلف من مرحلة لأخرى, كما أنها تطوّر دوما من إمكاناتها وقدراتها, بحيث تُفاجئ الاحتلال الصهيونى. وما «النفق» إلا دليل علىأن «كتائب القسام» قادرة على تحقيق المفاجآت وضرب العدو من حيث لا يتوقع, وهذا ما أثبتته الكتائب فى معركة «حجارة السجيل» الأخيرة. فقد كشفت «كتائب عز الدين القسام», الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس),أن النفق الذى اكتشفته قوات الاحتلال مؤخرا جنوب شرق قطاع غزة يعود لها، متعهدة بمواصلة العمل حتى تحرير كل الأسرى فى سجون الاحتلال. وقال «أبو عبيدة», الناطق الإعلامى باسم «كتائب القسام»: إن المقاومة فى معركة متواصلة مع الاحتلال ولن نتوقف إلا بتحقيق أهداف الشعب الفلسطينى. وقال أبو عبيدة: «إن كتائب القسام تخوض حربا من نوع خاص مع الاحتلال, تتبلور بها التكتيكات من حيث العتاد والعدة, وتختلف من مرحلة لأخرى, والكتائب تطوّر دوما من إمكاناتها وقدراتها, بحيث تُفاجئ الاحتلال». واعتبرأن قضية الأسرى ستبقى على رأس أولويات كتائب القسام, مؤكدًاأن «أسر الجنود هو الطريق الوحيد الذى أثبت نجاعته مع الاحتلال». وكانت «كتائب القسام» قد نفذت سلسلة عمليات نوعية خلال انتفاضة الأقصى باستخدام الأنفاق الأرضية وقتلت وأسرت خلالها عددا كبير من جنود الاحتلال كان أبرزها وأنجحها أسر الجندى الصهيونى «جلعاد شاليط» فى صيف 2006 والذى أُفرج عنه مقابل أكثر من ألف أسير فلسطينى من قدامى الأسرى وأصحاب المحكوميات العالية وعمداء الأسرى وقادتهم. وتعتقل سلطات الاحتلال فى سجونها نحو خمسة آلاف أسير فلسطينى، بينهم 440 أسيرا من قطاع غزة جلّهم من قدامى الأسرى وذوى الأحكام العالية. جهد أسطورى الدكتور «هشام المغارى» أستاذ الدراسات الأمنية والاستراتيجية بأكاديمية فلسطين للعلوم الأمنية والاستراتيجية، قدّم تفاصيل مذهلة عن «نفق القسام» الذى اكتشفه الاحتلال بمغتصبة العين الثالثة شرق خانيونس؛فقال: إن طول النفق امتد نحو (2500) متر، ويقدّر عرضه -حسب الفيديو الذى ظهر فى وسائل الإعلام-بنحو (1.2) مترا وارتفاعه نحو (2.2) مترا شاملا سمك الجدران الخرسانية، أىأن حجمه يبلغ نحو (6600) م3، بما يعنىأن كمية الرمال التى تم إخراجها منه تعادل نحو (365) شاحنة. وشدد على فريق المفاوضات الفلسطينى أنه يجبأن يعلم بأن الإفراج عن الأسرى لا يأتى إلا بمثل هذا الجهد الأسطورى، الذى لم يستعدّوا له ولا يقدرون عليه.