عاد الفريق أحمد شفيق للظهور مجدداً بعد فترة اختفاء مريبة، كعادته دائماً... يفضح تفاصيل المخططات التي تحيكها الثورة المضادة والدولة العميقة بثورة يناير. وكشفت ، إحدى الصحف اليومية ، في عددها الصادر الخميس، عن دعم شفيق لحملة ترشح الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق للرئاسة، حيث قرر شفيق - وفقاً للخبر - وضع حملته الانتخابية في خدمة حملة عنان.
الغريب هنا ليس في دعم شفيق لعنان، فكلاهما ينتمي لنفس الجيل العسكري، ولكن المفاجأة هنا تكمن فيما يمكن اعتباره تراجعاً من شفيق عن تصريحات سابق له أكد فيها دعمه الكامل للفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، حال ترشحه لانتخابات الرئاسة.
كما أن دعم شفيق لعنان، يعد مؤشراً على أن الرهان على السيسي مرشحاً للرئاسة ربما لم يعد قائماً.
ومما يقوي من احتمالات وجود ثمة توجه داخل المؤسسة العسكرية لدعم عنان بدلاً من السيسي، ظهور شفيق مجدداً، وهو صاحب الشعبية الأعلى عند فلول نظام مبارك، ما يعني انتقال هذه الكتلة الكبيرة من شفيق إلى عنان، وهو الاحتمال الذي تدعمه الخلفية العسكرية للفريق عنان، الأمر الذي يجعله مرشحاً توافقياً بين دولة الفلول ومؤسسة العسكر.
ولعل الأيام القادمة ستكشف مدى صحة هذه الاحتمالات، لاسيما على ضوء التعاطي الإعلامي مع هذه الأنباء، ثم رصد كيفية تناولها لعنان، والذي تعرض الفترة الماضية للكثير من الانتقادات والهجوم على خلفية نشر جزء من مذكراته وطرح نفسه منافساً قوياً للسيسي.
فإذا ما توجه الإعلام نحو تلميع عنان، فإن هذا سيؤكد وجود توافق بين الفلول والعسكر على طرح عنان بديلاً عن السيسي، وإذا ما زاد الهجوم على الفريق، فإن هذا أيضاً سيدفع نحو التأكد من وجود ثمة خلافات حادة بين الانقلابيين، وأن الانقسام حول ترشح السيسي أو عنان ما يزال قائماً، وفي كلا الحالتين فإن السيسي يبدو أن طريقه نحو الاتحادية ليس مفروشاً بالورود كما كان يعتقد البعض.