أستاذ العلوم السياسية: النخبة المثقفة تحولت من "المحنطة" إلى "المنحطة".. ومصر تستعبد من دول هزيلة لا تملك سوى المال أحمد الخولى: قضية الاستقلال على رأس اهتمامات حزب العمل محمد الشبراوى: السيسى يقود مصر للخراب الاقتصادى ويهدد مستقبلها السياسى تحت عنوان "مصر بين تكريس التبعية ومحاولات الاستقلال"، نظمت حركة العدالة والاستقلال ندوة بمقر حزب العمل بجاردن سيتى، حاضر فيها د.سيف عبدالفتاح أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة القاهرة ورئيس المركز القومى للبحوث السياسية والإستراتيجية، بحضور محمد الشبراوى منسق عام الحركة، ود.احمد الخولى الأمين العام المساعد وامين التنظيم بحزب العمل، ود.عاصم الفولى عضو الأمانة العامة بالحزب، وضياء الصاوى أمين التنظيم المساعد بالحزب وطارق حسين أمين اتحاد الشباب والشيخ هاشم إسلام عضو لجنوى الفتوى بالازهر وعضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، ولفيف من الكتاب والمثقفين والسياسيين والشباب، وقدم للندوة أحمد عبدالعزيز امين الاعلام بحزب العمل وعضو حركة "صحفيون ضد الانقلاب". ورحب الدكتور أحمد الخولى بالحضور وفى مقدمتهم الدكتور سيف عبدالفتاح مشيرا الى انا قاعات حزب العمل ليست بالجديدة عليه، كما ان موضوع الندوة يأتى على رأس اهتمامات الحزب وفى قلب القضايا التى يوليها كل وقته. وأشار الخولى الى ان المفكر الاسلامى الراحل عادل حسين يعتبر منظر الفكرى لحزب العمل، كان من اوائل المتهمين بقضية الاستقلال الوطنى، وأصدر فى ذلك عدة كتبا عن الاستقلال الوطنى والاستقلال الاقتصادى. وفى كلمته، أكد الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أن الدولة تريد مراجعة في العلوم السياسية لإلغاء التبعية، موضحًا أننا كنا نتحدث عن استعباد وتبعية للولايات المتحدةالأمريكية خلال الثلاث عقود الماضية والآن نحن نستعبد من دول هزيلة لا تملك إلا المال، متسائلًا: كيف وقف هؤلاء في مواجهة ثورة 25 وكيف وقفوا خلف "الانقلاب العسكري" وساعدوه؟ 3 يوليو وأد التحرر كما حذر عبد الفتاح من خطورة الانقلاب العسكري الذي تم في 3 يوليو مؤكدا أنه جاء لوأد مشروع التحرر من التبعية الذي بدأ أولي خطواته الرئيس مرسي المختطف، لافتا إلى أن الانقلابيين يريدون جيش له دولة في حين أن مرسي كان يريد دولة لها جيش والفرق بين الاثنين أن يعتزل الجيش السياسة ويتفرغ لحماية الحدود. وأشار عبد الفتاح إلى أنه لن تستطيع الدولة دفع التبعية للخارج إلا برفض التبعية لأشخاص في الداخل، موضحًا أن "صناعة العبيد" لا تحمي الحرية وليس من المنطقي أن يدفع شعب مستعبد بالداخل تبعية الخارج والانقلاب يعني الاستبداد الذي لا يمكن أن يقوم بتأسيس أي مسار ديمقراطي حر. وشدد على أن رفض تبعية الداخل من استبداد وفساد هو الخطوة الأولي لرفض تبعية الخارج مصداقا لقوله تعالي عن فرعون الذي يمثل التبعية الداخلية "فاستخف قومه فأطاعوه" وهذا الاستخفاف أدى للتبعية وتبعية الخارج هي عنوان تبعية الداخل والاثنان يغذي بعضهما بعضا. وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن التخلص من التبعية يقوم على ركنين الإرادة والعدة فالإرادة بدون عدة وغطاء بديل للتبعية يعتبر عنترية واصفًا بأن العلوم السياسية في مصر تحولت إلى العلوم السيسية. كما ناشد عبد الفتاح الشعب المصري بمواجهة الانقلاب الذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من مشروع التبعية وتكون هذه المواجهة في إطار لحمة هذا الشعب دون الالتفات لما يروجوه من شعارات "إحنا شعب وأنتم شعب". وأضاف عبدالفتاح أن التبعية للخارج أمر بالغ الخطورة وهي تبدأ من داخلنا لغياب الإرادة لذلك حورب الرئيس محمد مرسي حربا ضارية انتهت باختطافه تنفيذا لأجندة أجنبية رأت في مرسي خطرا على مصالح الغرب وإسرائيل، لأنه تحدث عن ضرورة الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتصنيع السلاح بأيدي المصريين وتبنى مشروعا للنهضة الشاملة بعيدا عن الهيمنة الأمريكية والصهيونية. وقال: "يجب ألا نقاوم التبعية التي هي حالة من العبودية لغير الله بالقطعة بل لابد من وضع استراتيجيات تشمل كل المجالات فلا نركز على بناء الجيش القوي فإذا سقط الجيش سقط مشروع الاستقلال إنما ينبغي التركيز علي كل مجالات القوة الصناعة والزراعة والعلوم والفكر وغيرها". وأشار إلى انه على مدار مشروعات النهضة التي مرت علي مصر فإن أحدا من الحكام لايستطيع مواجهة تبعية الخارج منفردا فلابد من الاستقواء بالشعب فمشروع محمد علي فشل لأنه لم يستند إلى شعبه رغم أنه حقق انتصارات جزئية ومشروع عبد الناصر كان مشروعا لمقاومة التبعية ولكنه فشل بسبب فساد الحكم واستبداده وكانت نكسة 1967كاشفة لهذا الخلل. درس 25 يناير وأوضح المستشار السابق للرئيس مرسى أن ثورة 25 يناير درس مهم في مقاومة التبعية التي سار عليها حسني مبارك الذي أراد لمصر أن تكون قزما وعندما اختار الشعب رئيسه في انتخابات حرة تآمرت عليه الدولة العميقة التي تهيمن علي مفاصل مصر علي مدي ثلاثين عاما وتربت علي الاستبداد والفساد والتبعية للخارج فتم الانقلاب عليه وعزله واختطافه حفاظا علي مصالح تلك الدولة العميقة المتحالفة مع الغرب وإسرائيل. وأشار عبدالفتاح إلى أن حشود 30 يونيو التي استخدمت غطاء للانقلاب تحت زعم أن عزل الرئيس المنتخب جاء برغبة شعبية كانت كرنفالا مصنوعا من قبل من خططوا للانقلاب لتبرير الانقضاض علي الشرعية ففي هذا اليوم لم يصب متظاهر واحد بأي خدش علي عكس ثورة يناير التي قدمت الشهداء والمصابين . وشدد علي أن الانقلاب العسكري الذي وقع في مصر هو مشروع تبعية لأنه قائم علي الاستبداد والقمع وهو ما يعني التبعية لأمريكا وإسرائيل تلقائيا ولن يؤسس لأي مسار ديموقراطي فقد تم تعيين رئيس طرطور وقد يأتي رئيس آخر بالانتخابات ولكنه سيظل رئيسا طرطورا لأن من يدير البلد هو المؤسسة العسكرية وبالتالي يصبح التصدي للانقلاب ومقاومته هو مقاومة لمشروع التبعية للداخل والخارج معا. معركة ضد التبعية وأكد استاذ العلوم السياسية أن مظاهرات رفض الانقلاب هي معركة ضد التبعية الداخلية التي يمثلها استبداد الانقلابيين وقمعهم والذي يستهدفون منه عودة نظام مبارك بسياساته وأدواته حتي ولو لم يكن بنفس شخوص هذا النظام البائد الذي أطاحت به ثورة يناير مؤكدا أن معركة المظاهرات السلمية الرافضة للانقلاب هي معركة من أجل الإنسانية كلها وإلا صارت الانقلابات سنة يسير عليها الفاسدون في أنحاء العالم . واستشهد بما قاله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنه حين يرفض الانقلاب العسكري في مصر فإنه يحمي تركيا نفسها لأن نجاح الانقلاب في مصر سيترتب عليه انقلابات في باقي الدول ومنها تركيا التي عانت من هيمنة العسكر عقودا طويلة من الزمان علي الوضع السياسي وترتب عليه فساد وانهيار اقتصادي وتقزيم لدور تركيا. واستنكر عبدالفتاح موقف النخبة المثقفة في مصر والتي تحولت من "نخبة محنطة" إلى "نخبة منحطة" لأنها لم ترفض سياسات الانقلابيين التي أدت لسفك الدماء وعودة الدولة البوليسية والاعتقالات العشوائية وضرب المتظاهرين وتكميم الأفواه وهم من صدعوا رؤوس المصريين عن الحريات وحقوق الإنسان طوال عهد الرئيس محمد مرسي لافتا إلي أن المنظور الأمني عاد مرة أخرى في التعامل مع ملف سيناء وأن التخلص من التبعية الداخلية تتطلب الإرادة الشعبية والإدارة الناجحة للصراع مع من يمثلون رموز تلك التبعية. كما طالب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بضرورة وجود رقابة دولية من الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع المدني على استفتاء الدستور القادم، لضمان نزاهته، مؤكدا على ضرورة ذهاب مؤيدي الرئيس محمد مرسي إلى صناديق الاقتراع بالآلاف كما يخرجون في مظاهراتهم، حتى يسقطوا مشروع الدستور بعد تصويتهم بلا. الذهاب للصناديق وأضاف: "لو تركنا الدستور وقاطعناه كما يدعو البعض سنسمح لسلطة الانقلاب بتمرير الدستور"، مشيرا إلى أن "الذهاب إلى الصناديق ليس، معناه الاعتراف بالسلط الحالية؛ لأننا سنذهب في حالة احتجاجية لنعترض على الدستور". كما أوضح، أن البعض يقول إن الرئيس مرسي لن يتكلم في التحقيقات معه، لأنه لا يعترف بها، وهذا خطأ بل يجب أن يتكلم ويحكى كل ما حدث، لأنه يمكن أن يصدر حكم قضائي ضده. ودعا عبد الفتاح أنصار مرسي إلى عمل حملة بعنوان أين رئيسي، للمطالبة بمعرفة مكانه، وأن يتقدم آلاف المحامين للنائب العام، لمعرفة أين يوجد الرئيس المخطتف. كما أكد عبد الفتاح أن الحركة الطلابية الحالية بمثابة ميلاد جديد للحركة الطلابية، ومنحة ثورية في مواجهة المحنة الانقلابية. وأن الحركة الطلابية تزعج الانقلاب وستقوم بدور مهم في دحض الانقلاب. سبب الاستقالة وفى حديثه، كشف د.سيف عبدالفتاح، عن سبب استقالته من منصبه كمستشار سياسي للرئيس محمد مرسي قائلا: إن العام الذى حكم فيه مرسي بعد 30 عام من الفساد والاستبداد، مرت كلمح البصر، ولذلك لم تتركنا الدولة العميقة في الحكم أكثر من ذلك، فلو استمرت كانت الأمور ستبدأ بالتحرك ثم التحرر، ثم بعد ذلك القدرة الاستراتيجية التي تسعي لبناء مؤسسات الدولة، وهم لا يريدون ذلك". وأكد أن الرئيس الذي يوضع في هذه المحنة يجب أن يستند إلى شعبه كله، وليس مؤيدوه فقط؛ ولكن مرسي لم يفعل ذلك، فقبل أحداث الاتحادية بساعات أرسلت له رسالة تلفونية كان نصها "لا تخرج للحديث إلى مؤيديك أمام القصر، يا ريس أخطب في التلفزيون، لأن هناك أناسا آخرين في التحرير، مهما كان رأيك فيهم، لكن يجب أن تتحدث للجميع، لأن هناك من يسعي لتفرقة الناس من حولك، لكن استشارتي لم يأخذ بها". وأوضح "استقلت من الرئاسة؛ لأنه من بعد خطاب الرئيس أمام الاتحادية جاءت أحداث الاتحادية، وبعدها موت الطفل إسلام في دمنهور وهو يدافع عن مقر الحرية والعدالة، وكان يمكن أن نتفادى ذلك كله". وأضاف "طريقة أخذ القرار في القصر لم تكن تعجبني، لأنني اقترحت أن ينشأ مؤسسات داخل القصر، ونتخلص من عقم الدولة القديمة، وبعض الموجدين في القصر كانوا لا يدينون بالولاء للرئيس، فخطاب شيمون بريز، على سبيل المثال، الذى استغله الإعلام ضده خرج نكاية في الرئيس ولم يكن يعلم عنه شيء، حتى الحرس الجمهوري كان حرس مبارك، ولم يغير وكل موظفي القصر كانوا كذلك". ورأى أن ذهاب مؤيدي مرسي إلى الاتحادية ومهاجمة من كان هناك خطأ كبير؛ لأن مرسي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكان من حقه أن يأمر الحرس الجمهوري باتخاذ اللازم، أو يحوله للمحاكمة العسكرية لتقصيره في عمله، لكنه لم يفعل. من جانبه، قال محمد الشبراوي منسق حركة العدالة والاستقلال أن نصر أكتوبر أضاعته النخبة الحاكمة بتوقيعها اتفاقية كامب ديفيد التي قيدت حركة مصر وسيادتها علي سيناء وجعلت سيناء خاضعة للكتالوج الأمريكي الذي يحرص علي حماية إسرائيل واصفا تلك النخبة بأنها كانت تعاني من الهزيمة النفسية والتبعية للخارج . انقلاب الخراب وأكد الشبراوى أن منهج الإدارة لدي السيسي قائد الانقلاب يقود مصر للخراب الاقتصادي ويهدد أمن مصر القومي ومستقبلها السياسي، وأن التخلص من الانقلاب وتداعياته وعودة الرئيس مرسي سيعيد لمصر دورها الحضاري والريادي الذي قامت به عبر التاريخ، وأن أعداء الأمة نجحوا من خلال النظم المستبدة الفاسدة في تقزيم مصر وعزلها وهذا أثر سلبا على وضع العالمين العربي والإسلامي. وقال الصحفي أحمد عبد العزيز عضو أمانة الإعلام بحزب العمل إن معركة المصريين السلمية مع الانقلاب ستستمر حتي يعود الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي ويعود الدستور الذي استفتي عليه الشعب المصري مشيرا إلي أن الانقلابيين يخطئون حين يمارسون القمع والاعتقال ضد الصحفيين والإعلاميين في محاولة لتكميم الأفواه المعارضة للانقلاب العسكري، لأن صوت الحق لن يخبو والباطل لابد له أن يزول. جانب من كلمة د.سيف عبدالفتاح جانب من كلمة د.أحمد الخولى جانب من كلمة د.محمد الشبراوى وجانب من الحضور