أهلا بكم وجولة جديدة مع سلسلة التعليم الخاصة بالاقتصاد ومصطلحاته ومفاهيمه المختلفة المتجددة باستمرار, ونحن اليوم بإذن الله على موعد مع مصطلح اقتصادي جديد وقد يكون مستحدثا بالفعل على أذهان وأسماع الكثيرين منا وهو مصطلح "الاقتصاد الزائف", ما هو وما معناه, هيا بنا سويا لنتعرف عليه بشكل مبسط ويسير ونبدأ الرحلة. ما هو الاقتصاد الزائف؟! إن الاقتصاد الزائف هو مصطلح اقتصادي يطلق على العملية التي فيها يتم حفظ المال في البداية, إلا أنه على المدى الطويل فإن عملية الحفظ هذه ستتطلب قدرا كبيرا من المصاريف, فضلا عن خسارة مبلغ مالي أكبر مما تم توفيره بالفعل. فعلى سبيل المثال, وكي نوضح أكثر ونجعل الأمر يسيرا تماما على أذهان القراء الأعزاء, لو قررت شركة ما شراء سيارات للسادة الموظفين العاملين فيها, وقررت مع ذلك شراء السيارات الأقل ثمنا وتكلفة وقتية في حينها, فإن هذا الأمر هو تجسيد واضح لما يطلق عليه الاقتصاد الزائف .. لماذا؟! لأنه ببساطة متناهية عندما تقوم الشركة المذكورة بشراء هذه السيارات الرخيصة ظاهريا, فإنه مع الوقت وبشكل أسرع من غيرها من سيارات قوية مكلفة ماليا في ثمنها, ستحتاج هذه السيارات الرخيصة بشكل طبيعي ومنطقي ومتوقع مسبقا لعمليات واسعة من الصيانة والتي قد تكون صيانة تحتاج لتكرار أيضا في أغلب الأحوال! وبالتالي فإنك ستصرف أموالا كثيرة على عمليات الصيانة هذه, وفي نفس الوقت ستظل مالكا لسيارة زهيدة الثمن ضعيفة الأداء, وبالتالي فأنت نموذج للاقتصاد الزائف. وللأسف الشديد فإن للاقتصاد الزائف توابع إيجابية غير قانونية ولا أخلاقية تمثل ربحا " مؤقتا " للمسئول قصير المدى عن العمل, ولكنها مع التعامل الطويل تمثل له خسارة فادحة, فمثلا, عندما يتولى مقاول بناء عمارة أو مبنى ما لصالح جهة أخرى, فإنه قد يوفر تماما من مواد البناء القوية اللازمة لتأسيس عمارة تصمد أمام قوى الطبيعة والزمن, وذلك بشكل احترافي يمكنه من تجاوز اختبارات السلامة التي سيخضع لها مع عمارته من قبل الجهة المالكة الفعلية للمشروع أو العمارة. ويتم قبول العمارة من الجهة المالكة. وتقع المسئولية هنا للأسف بعد ذلك على الجهة المالكة, والتي تضرر هي مستقبلا من سوء بناء العمارة, وتتحمل المسئولية عن سيء لم ترتكبه, وبذلك فإن الاقتصاد الزائف أضر المستخدم النهائي أكثر من المقاول الذي زاد من ربحه بلا ضرر, أو هذا ما يتصوره, ولكنه في النهاية قد أضر بمستقبله نفسه حيث لن يتعامل معه أحد مرة أخرى.