الكهرباء تكشف سبب انقطاع التيار ل أكثر من ساعتين على بعض المناطق (فيديو)    بايدن يتجاهل مرة أخرى دور الاتحاد السوفيتي في هزيمة ألمانيا النازية    إسرائيل تستهدف المشرعين الأمريكيين سرًا بحملة تأثير بشأن الحرب على غزة    إجراءات مشددة بالخط الثالث للمترو لخدمة مشجعي المنتخب المصري    "تعليم الشيوخ" تقر مقترح نقل عرض محتويات متحف وزارة التربية والتعليم (تفاصيل)    بالصور .. شاهد غرفة ملابس الفراعنة قبل مباراة بوركينا فاسو    الأرصاد: نسجل أعلى درجات حرارة على مدار العام.. وانخفاض مؤقت الأحد والاثنين    مفاجأة غير متوقعة.. موعد إجازة عيد الأضحى 2024 للحكومة والقطاع الخاص    خبير تربوى يوجه نصائح قبل امتحانات الثانوية العامة ويحذر من السوشيال ميديا    "هجبلك شقة".. ضبط سيدة استولت على 27 ألف جنيه من اُخري بسوهاج    مفاجأة جديدة في واقعة سفاح التجمع.. سر وجود نجله أثناء تنفيذ الجرائم    السبت، المجلس القومي يكرم الأعمال الدرامية الداعمة لحقوق الإنسان لعام 2024    الخارجية الأمريكية: يجب العمل على تنفيذ وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة    أسامة كمال بعد الهجوم على الإعلام المصري: إعلامنا يعمل بشكل مهنى    هانى تمام ب"لعلهم يفقهون": لا تجوز الأضحية من مال الزكاة على الإطلاق    10 ذو الحجة كم يوافق ميلادي 2024؟.. صيام العشر الأوائل يبدأ من الغد    أبو اليزيد سلامة: المشروع القرآني الصيفي لا يقتصر على الأزهريين    رئيس جامعة بنها يفتتح المؤتمر العلمي السنوي لأمراض الباطنة    التشيك: فتح تحقيق بعد مقتل 4 أشخاص وإصابة 27 جراء تصادم قطارين    الفريق أسامة عسكر يشهد تنفيذ البيان العملي لإجراءات التأمين التخصصي بالجيش الثالث    5 أبراج فلكية تعشق تربية الحيوانات الأليفة (تعرف عليهم)    للمرة الثانية... BMW تقدم تجدد الفئة الثالثة    القباج وجندي تناقشان آلية إنشاء صندوق «حماية وتأمين المصريين بالخارج»    إسعاف الفيوم توفر 81 سيارة بالمناطق السياحية خلال أيام عيد الأضحى    رئيس جامعة الأزهر يبحث مع وزير الشئون الدينية الصيني سبل التعاون العلمي    البنك الأهلي يطلق حملة ترويجية لاستقبال الحوالات الخارجية على بطاقة ميزة    اعتماد مخططات مدينتى أجا والجمالية بالدقهلية    أشرف زكي محذرًا الشباب: نقابة المهن التمثيلية لا تعترف ب ورش التمثيل    الفريق أول محمد زكى يلتقى منسق مجلس الأمن القومى الأمريكى    تكريم أبطال نادى ذوى الاحتياجات الخاصة بأسوان    نقيب معلمي الإسماعيلية يناقش مع البحيري الملفات التي تهم المدرسين    على من يكون الحج فريضة كما أمرنا الدين؟    رئيس هيئة الدواء يستقبل وزير الصحة الناميبى    «تنمية المشروعات»: تطوير البنية الأساسية ب105 ملايين جنيه بالإسكندرية    غرامة تصل إلى 10 ملايين جنيه في قانون الملكية الفكرية.. تعرف عليها    ياسمين رئيس بطلة الجزء الثاني ل مسلسل صوت وصورة بدلًا من حنان مطاوع    ماذا قال الشيخ الشعراوي عن العشر من ذي الحجة؟.. «اكتمل فيها الإسلام»    لاعب الإسماعيلي: هناك مفاوضات من سالزبورج للتعاقد معي وأحلم بالاحتراف    هيئة الدواء تستعرض تجربتها الرائدة في مجال النشرات الإلكترونية    سوسن بدر تكشف أحداث مسلسل «أم الدنيا» الحلقة 1 و 2    وزير الخارجية يلتقى منسق البيت الأبيض لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    "مكنتش مصدق".. إبراهيم سعيد يكشف حقيقة طرده من النادي الأهلي وما فعله الأمن (فيديو)    " ثقافة سوهاج" يناقش تعزيز الهوية في الجمهورية الجديدة    نمو الناتج الصناعي الإسباني بواقع 0.8% في أبريل    التحقيق مع عاطل هتك عرض طفل في الهرم    فحص 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجاني بمركز بني مزار في المنيا    للمساعدة في أداء المناسك.. نصائح هامة للحجاج لتناول وجبة غذائية صحية متكاملة    رئيس الوفد فى ذكرى دخول العائلة المقدسة: مصر مهبط الديانات    عضو بالبرلمان.. من هو وزير الزراعة في تشكيل الحكومة الجديد؟    إسبانيا تبدي رغبتها في الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    أبوالغيط يتسلم أوراق اعتماد مندوب الصومال الجديد لدى جامعة الدول العربية    رئيس وزراء الهند للسيسي: نتطلع للعمل معكم لتحقيق مستويات غير مسبوقة في العلاقات    توزيع درجات منهج الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2024.. إليك أسئلة مهمة    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتابع سير العمل بمشروعات مدينة أخميم الجديدة    هشام عبد الرسول: أتمنى تواجد منتخب مصر في مونديال 2026    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. أولى صفقات الزمالك وحسام حسن ينفي خلافه مع نجم الأهلي وكونتي مدربًا ل نابولي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حزب الله .. نصر الله
نشر في الشعب يوم 27 - 07 - 2006


أولا: الحرب الرمادية (الضبابية)
اندلعت الحرب في قلب العالم العربي ودرته – منطقة الشام التي كانت مسرح عمليات رئيسي في الحروب الصليبية المباشرة طوال قرون ثلاث (1095 – 1400م). اندلعت الحرب الحالية بشرارتين متتالين تمثلتا في عمليتين فدائيتين نوعيتين هما "الوهم المتبدد" الفلسطينية و"الوعد الصادق" اللبنانية (حزب الله). المتصارعون المباشرون من الجانب العربي هذه المرة هم تنظيمات وليسوا دولا بإمكانيات وهم "أضعف" القوي بالقياسات المادية، الفلسطينيون بقيادة "حماس" واللبنانيون بقيادة "حزب الله". ومجموع سكان لبنان والكيان الفلسطيني لا يتجاوز مجموع سكان أحياء السيدة زينب وباب الشعرية وحي شبرا في العاصمة المصرية – أي حوالي ستة ملايين نسمة إجمالا (حوالي 35% من سكان القاهرة) ، ضد كيان إسرائيلي متغطرس نجح كلية في تدجين (وإخصاء) أفيال الأمة العربية وثيرانها وإحالتهم إلي "متاحف" تاريخية تزخر بصور وتماثيل وهياكل عظمية كالماموث وفحول الجاموس، أو حبسهم خلف سياج وأسوار كقطعان الغنم والأبقار بغرض الحلب والسلب والنهب، وأحيانا .. أحيانا يستخدم بعضهم كوسيط أو سمسار للسادة الكبار أصحاب البيزنس والتجار.
كلمة الحرب هي كلمة مجازية فما يحدث ليس حربا (!!). أطنان من ذخائر متقدمة شديدة الانفجار تلقي يوميا علي الأراضي اللبنانية لتجتث الحرث والنسل والزرع وتفني العباد وحتى الجماد دون مقاومة أو ممانعة – مقابل عشرات أو مئات الكيلوجرامات التي تسبب رعبا وإزعاجا أكثر من كونها مؤثرا قتاليا بالمفهوم العسكري. نعم هناك في القاموس ما يسمي بحالة التفوق الكاسح (Superiority) ولكن ما نراه يتعدي ذلك. أنها نوع من حروب "الأتاري" أو حروب "الأكل بالشوكة والسكين" – علما بأن الترسانة العسكرية الإسرائيلية لم يتم استخدامها، فما نراه لا يتعدي أحاد الطائرات والمدرعات من ترسانة متخمة تصل إلي أكثر من 600 طائرة متنوعة وحوالي 3000 مدرعة. هل هي نوع من اليأس الذي يدفع إلي الانتحار ؟؟. هل هي مجرد مقدمة أو قمة لجبل جليدي غائب عن الأبصار ؟؟. هل هي افتعال لمعركة تنتهي بالخيار شمشون !!؟؟. وما هو الهدف أو الغاية من وراء هذه الحرب ؟؟. هل جاءت مخططة أم جاءت حدثا عفويا بالمصادفة ؟؟. أسئلة كثيرة تثار في العقل لا يستطيع حبنا وعاطفتنا القلبية لحماس وحزب الله أن يمنعها. أسئلة تجعل "الرمادية" والضبابية هما الأقرب لوصفها وتوقع أثارها.
نعت ما يحدث بالحرب يظلم ويضر "حزب الله" لأنه يعطى تصورا خاطئا أننا أمام "مباراة عادلة" طرفيها ندان متقاربان بالقياس العسكري المادى. حقيقة الوضع أننا أمام مجزرة وعملية إبادة شاملة من جانب إسرائيلي حاقد متغطرس دموي مدعوم بتجمع غريب وتوليف عجيب من محصلة وتراكمات "كراهية" صهيومسيحية عبر قرون ضد مقاوم إسلامي سلاحه عقيدته ودرعه إيمانه وقوته صموده – وحده تماما في الميدان إلا من خذلان وتواطؤ عربي وصمت مريب إسلامي. حال "لبنان" الآن أشبه بحال الجزر البريطانية التي كانت تحترق تحت أطنان القنابل النازية في بدايات الحرب العالمية الثانية. لم تتحطم إرادة بريطانيا بقيادة رئيس وزرائها "ونستون تشرشل" صاحب المقولة الأثيرة: من قلب الأحزان والتضحية يبزغ نور النصر للبشرية. "حسن نصر الله" في لبنان أكثر قوة وإرادة وإيمانا من "تشرشل" الذي نجح في دفع الولايات المتحدة للتدخل المباشر في الحرب (ساعده في ذلك معركة "بيرل هاربور") واستعانته بمئات الألوف من رجال المستعمرات البريطانية. فهل يعيد حلفاء "حزب الله" التاريخ أم يؤثرون التدجين والتفريخ (!!؟؟).
هل هي حرب بالمصادفة ؟؟؟. كان من الممكن أن تنتهي عملية "الوعد الصادق" بقتل وجرح بعض العسكر وترد إسرائيل بقصفات انتقامية لمساحات محدودة ولفترة زمنية، ولكن جاء أسر جنديين إسرائيليين "فرصة" ذهبية للكيان الصهيوني لاستخراج خطط معدة سلفا (Preplanned) لتنفيذ أجندتها الخاصة في بيئة دولية معادية تماما وكلية للعرب وللمسلمين قبل أن تكون منحازة وحتى النخاع للكيان الصهيوني. لماذا هذا العداء والكراهية ؟؟ - لماذا هذا الهوان ؟؟ - لماذا هذا التدني ؟؟. أين الخلل وموطن الداء وبيت العلة ؟؟. الخلل بالقطع ليس في الشعوب وطبائعها ولكن في حكامها وولاة أمرها. الخلل فيمن يسوس ويقود وليس فيمن ينساق وينقاد. ولكن الرعية ليست دائما ضحية لأنهم أيضا آثمون لقبولهم الانقياد والانجرار كقطان المواشي والأبقار.
أنقسم العالم العربي (كالعادة) إلي أقسام ثلاث، معارض ومؤيد والثالث متفرج (!!)، والكل متهالك وأعجز من أن يشارك. والغريب والأمر العجيب أن من تسبب في انهيار الأمة ونكباتها بمغامراته السياسية وألاعيبه المخابراتية طوال نيف وخمسين عاما هو من يتهم الشرفاء المقاتلين (حماس السنية في الجبهة الجنوبية وحزب الله الشيعي في الجبهة الشمالية) بأنهم حمقي "مغامرون"، ويزيد عليهم بتهمة "العمالة" للجمهورية الإيرانية الإسلامية، وهي الكيان الإسلامي الوحيد الصامد المقاوم لحملة القرن الواحد والعشرين الصهيوصليبية.
هذه الحرب (الأزمة) قد تكون (أو كان من الممكن أن تكون) "فرصة العمر" للأمة العربية لحل مشاكلها المزمنة، وكان يمكن أيضا أن تكون فرصة طيبة للقوي الأمريكية المناهضة للدلال الصهيوني "الماسخ" الذي يتعارض والمصالح الأمريكية. وكان يمكن لهذه الحرب أن تقلب "موازين القوي" العسكرية في المنطقة وتعيد رسم خرائطها وتحالفاتها.أما الأهم (بالنسبة للأجيال القادمة) فهو أن هذه الحرب ستكون مؤثرة بالإيجاب علي حركات الإصلاح السياسي في العالم العربي وإعلانا عن "نهاية" حقبة الموالي والمماليك والإنكشارية – حقبة الاستعمار الداخلي في ربوع المشرق العربي.
ثانيا: ما معني العملية النوعية (Quality) ؟؟.
أسر جندي في عملية "الوهم المتبدد" وجنديين أخريين في عملية "الوعد الصادق" ليسا الأمر الذي أثار الفزع الإسرائيلي. فالجودة النوعية (طبقا للتعريف الياباني الحديث) هي جودة "العملية الأدائية" (Process Quality) وليس جودة "المنتج النهائي" أو مخرجات العملية (Product Quality) – من حيث الكم أو الكيفية. ولم يكن أمرا غريبا أن يطل علينا بعض القيادات العربية ومنظريهم بنقد "متفلسف" مفاده أن العواقب لا تتناسب مع "عدد" ثلاث جنود إسرائيليين تم أسرهم أو اختطافهم، فتلك المقولات تعكس إمكانيات سلاطيننا وحكامنا التي تتناسب ومحدودية قدراتهم وتدني مؤهلاتهم وسوء مستشاريهم وفساد رأيهم (!). جودة المُخرج أو المنتج قد تكون مصادفة تخضع للاحتمالية ولظروف خارجية، أما جودة "العملية الأدائية" فهي انعكاس لجودة منظومة شاملة متكاملة (أدائية الفرد وتعاون المجموع وحسن التنظيم والإدارة وحسن استخدام الموارد المتاحة والتقنين التام للمهام في إطار تحقيق الهدف والوصول إلي الغاية)، وهو الأمر الذي أثار فزع الكيان الإسرائيلي (وكفيله الأمريكي) أن وجدوا كيانا عربيا منظما يفكر ويقرر ويخطط ويتعاون وينفذ. أما الأمر الثاني فهو أن معضلة عدم تناسب الأدائية مع الإمكانية قد تم حلها بحل سحري أسمه "العقيدة" – وهي هنا "الإسلامية" – سنية كانت أو شيعية. والإسلامية (كما تعلمون) تسبب هسسا وحساسية لإسرائيل وللغرب الصهيومسيحي وآخرين من دونهم نعلمهم من سماهم وأفعالهم.
ثالثا: الأجندة الشيعية:
المصطلح قديم بدأ ترويجه تحت مسمي أجندة "فارسية" أبان حكم الشاه (تفرقة عرقية) ثم تحول إلي أجندة شيعية (تفرقة عقائدية) بعد الثورة الإسلامية الإيرانية وأستفحل بعد سقوط العراق واحتلاله (المحور الشيعي أو الهلال الشيعي)، وبدأ يُلاك في الأفواه الآن في سياق أحداث الحرب الدائرة في لبنان (بين إسرائيل و"حزب الله" المدعوم من سوريا وإيران).
خلاصة توصيف الأجندة الشيعية التي دفعت حزب الله لافتعال القتال (!!) كما يقول المنظرون هي: تحويل الإنتباة عن مجازر الشيعة ضد السنة في العراق، وهروب "حزب الله" من الضغوط الدولية والإقليمية لتحجيمه ونزع سلاحه (تطبيقا للقرار 1559)، وهروب سوريا من مشاكلها الإقليمية مع الولايات المتحدة وضغوط ترسيم الحدود حول "مزارع شبعا"، وأخيرا وليس أخرا هو مناورة إيرانية لتخفيف الضغوط الدولية علي ملفها النووي.
لسنا بصدد الخوض في مستنقع المشاكل التاريخية بين السنة والشيعة أو الدفاع عن هذا أو عن ذاك، ونقر بوجودها وخطورتها وإن كان يقيننا أنها مشاكل سياسية واجتماعية وتتعلق بالمصالح وصراع النفوذ أكبر من كونها عقائدية. أما الغرض الرئيسي الذي نراه في تصاعد تلك المقولات الآن وإثارتها فهو محاولة رخيصة لسحب الغطاء الشرعي (الوطني والقومي والأخلاقي والعقائدي) عن "حزب الله" في صراعه ضد إسرائيل، وهو أمر (إن كانوا يعلمون أو يجهلون) يضع غطاء شرعيا أخلاقيا لإسرائيل بالتبعية يبرر مجازرها الدموية في لبنان أمام الضمير العالمي. ويبدو أن للإسرائيليين رأيا أخرا، فالمؤرخ الإسرائيلي "موزه تيمرمان" من جامعة القدس في حديثه للقناة الأولى الألمانية يقول أن حزب الله أراد من خلال العملية العسكرية التي قام بها ضد الجنود الإسرائيليين أن يساند حكومة حماس بغية التخفيف من الضغوطات التي تتعرض لها من خلال فتح جبهة ثانية. أما الكاتب الأمريكي "نير روسن" مؤلف كتاب "في بطن الطائر الأخضر- انتصار الشهداء في العراق" فيذكر معارك جيش المهدي الشيعي ضد القوات الأمريكية (وهي من بدايات أعمال المقاومة) كما يذكر الكاتب التحالف الشيعي السني في معارك الفالوجا الأولي وغيرها.
والحديث عن نكبة العراق أمر عسير طرحه ويطول شرحه ولكن خلاصته (في رأينا) أنها صراعات سياسية التحفت بالطائفية وليس العكس، والأصل فيها التقسيم الأمريكي الذي بدأ ماديا وعلي الأرض منذ العام 1991 (مناطق الحظر الجوي في العراق)، ودستور "بريمر" بعد الاحتلال، والمارينز العرب (جلاوي وعلاوي وغيرهم)، وصراعات مصالح المال والأعمال، ووجود أجندة إسرائيلية يظهرها تواجد الموساد العلني والصريح في الشمال الكردي ومخطط تصفية القيادات العلمية والدينية (جنبا إلي جنب)، والتواجد الأمريكي الدائم ... وغيرهم – وكل هذا يتم إغفاله ولا يتم التركيز إلا علي الأجندة الإيرانية (!!).
إثارة الخطاب الخاص بالأجندة الشيعية والتركيز عليه في الوقت الحالي هو تكرار لأسلوب استعماري غربي أجاد استخدام "الإسلامية" لخدمة أغراضه وأهدافه. رأينا ذلك في الحرب العربية الكبري (استخدام الشريف حسين وأولاده وأتباعه لضرب الخلافة العثمانية)، ورأيناه في استخدام آيات الله لضرب الشيوعيين المتغلغلين في النسيج الإيراني (في الأربعينات والخمسينات)، ورأيناه في أزمة تأميم البترول (مصدق) وإحلال الاحتكار الأمريكي محل البريطاني، ورأيناه في ضرب القومية والناصرية والاشتراكية الشيوعية في العالم العربي، ورأيناه في المغامرات المخابراتية لحسر المد السوفيتي في أفريقيا (الصومال وأنجولا) عن طريق نادي السفاري العربي وعضوية شاه إيران والمخابرات الفرنسية (!!)، ورأيناه في الإجهاز علي الإتحاد السوفيتي في أفغانستان، ورأيناه في استخدام الإسلام "المُدجن" لضرب الأصوليين والسلفيين والجهاديين، ونراه الآن في ضرب السنة بالشيعة والعكس، وسنراه غدا (لا قدر الله) بين السني الأهلاوي والسني الزملكاوي – وأهلي وزمالك هما فريقي كرة القدم الكبيران المتنافسان في الديار المصرية (!!).
كلمة ونداء أقرب للرجاء إلي المسلمين (سنة وشيعة)، لا تستقوا معلوماتكم ومعارفكم الدينية من الكتب المشبوهة والمراجع الموبوءة، فكثير منها قد تم خَطّه في إطار الصراع التاريخي بين العباسيين والفاطميين، وهناك الأسوأ الذي جاء في سياق الصراع بين الدولة الصفوية والإمبراطورية العثمانية. أسالوا مراجعكم وشيوخكم قبل أن تأثموا بحديثكم واتهاماتكم.
رابعا: المغامرون والقومجية (!!) :
تكرر نعت العمل الذي قام به "حزب الله" من قبل قيادات عربية بالمغامرة (علي مستوي التصريح الرسمي والمستويات الرئاسية والوزارية)، وجاء في تصريح لأحدهم أن التحالف العربي (في إطار جامعة الدول) يتنافي وقواعده أن يستبد طرف واحد بالقرار ويزج بالآخرين في هاوية بلا قرار دون أن يكون لهم رأي ولا قول (في إشارة إلي حزب الله). وجاء في تصريح لسياسي بأحدي الدول الخليجية الصغيرة أنهم لن ينساقوا خلف مغامرات القومجيين الجدد (وقومجية هي النطق التركي للقومية علي وزن عربجية وشكمجية وحربجية ..). أما الأظرف فهو تصريح وزير خارجية مملكة صغيرة ردا علي طلب وزير الخارجية السوري بأن تأتي قرارات جامعة الدول العربية ترجمة لغضب الشارع العربي وآلامه ومعبرة عن بعض أماله بقوله: لسنا هنا لنصدر قرارات تتأثر بالشارع العربي (!!) - ولا تعليق.
وهؤلاء إن كانوا يتحدثون عن حزب الله كمغامر في "أزمة" فهم السابقون المغامرون الأولون والأساسيون في "النكبة الكبري" التي تعيشها أمتنا الإسلامية والعربية. فهناك كمثال مغامرة (أو قل مؤامرة) القضاء علي المد الاشتراكي الشيوعي في العالم العربي وفي أفريقيا (نادي السفاري) وفي أفغانستان (تجييش الأفغان العرب) وهو الأمر الذي أخل بالتوازن الطبيعي بين القوي العالمية وساعد علي "استفراد" الولايات المتحدة (رغم عداءها المعلن للإسلام) بمقدرات العالم. لم يعي أولئك المغامرون مقولة الزعيم الهندي "جواهر لال نهرو": لو لم يكن هناك إتحاد سوفيتي لخلقناه. وهناك المغامرة (المؤامرة) التي استخدمت في القضاء علي المد القومي العربي وعدم محاولة بذل أي مجهود في أسلمته ووضعه في إطار المصالح المرسلة للمسلمين (تكوين إتحاد عربي علي غرار الإتحاد الأوربي كمثال). وهناك المغامرة (المؤامرة) التي استخدمت في القضاء علي "الناصرية" ووأد مكاسب "العدالة الاجتماعية" في مصر. وهناك مغامرة "كامب ديفيد" وما بعدها التي نزعت سلاح سيناء ووضعت قيودا علي الجيش المصري وعلي السياسات الخارجية وأضحت محصلتها، كما نراه الآن، احتلالا داخليا من فئة أولجاركية. وهناك مغامرة تأجيج الحرب الإيرانية – العراقية التي استنزفت الطرفين لصالح إسرائيل، وهناك مغامرة الإجهاز علي النظام العراقي (الأزمة التي أسيئ إدارتها) وتسببت في فوضي عارمة في المنطقة يكتوي بسعيرها الجميع (ونظرة علي مذكرات "نورمان شوارتسكوف" في كتابه "الأمر لا يحتاج إلي بطل" ومذكرات "تومي فرانكس" في كتابه "جندي أمريكي" توضح بجلاء أدوار المغامرين العرب في النكبة الحالية). ناهيكم وناهينا عن المغامرات العربية في حرب 1948، ونكسة 1967وفي الاتفاقيات الفلسطينية المختلفة، وفي أيلول الأسود 1970، وفي إساءة إدارة "حرب أكتوبر" 1973، وفي غيرها وغير غيرها (!!).
المغامرون العرب الذين يمثلون مثلثات القوي العربية الحالية هم من قادوا الأمة العربية والإسلامية إلي "نكبة" (Disaster) – من العسير علاجها وعودتها إلي أصلها إلا في المدى البعيد وبجهد جهيد، والمغامرة التي تسبب فيها "حزب الله" هي أزمة، يمكن حسن إدارتها وتحويلها بالكامل لصالح الأمة العربية (إن خلصت النوايا). فالأزمة بالتعريف هي فرصة للأحسن أو للأسوأ (An Opportunity to Better or to Worse).
خامسا: الأزمة ... إلي أين ؟؟؟؟
اليوم الاثنين 17 يوليو، وعكس كل التوقعات التي تذهب إلي استفحال الأزمة إقليميا (تشمل سوريا وإيران) فإننا نري الأمور تسير إلي تسوية (!!) – هذا إن لم تحدث مفاجآت وأخطاء في الحسابات - والأسباب تتلخص في الآتي:
1 - نجاح المعارك الصاروخية في كسر نظرية الأمن الحديدي للدولة العبرية وفي تغيير النظريات العسكرية الإسرائيلية القديمة بإمكانية إنهاء الحروب لصالحها بالسيطرة الجوية والمعارك التصادمية في زمن قصير وبخسائر قليلة – بمعني أن أي حرب مستقبلية مع سوريا (كمثال) ستكون أكثر من موجعة للكيان العبري – ولا نبالغ إن قلنا تهدد بقاءها (!).
2 - فشل إسرائيل في العلاج الجراحي الماهر لمشاكل المنطقة (رغم الفرصة التي أتاحتها لها الأمم المتحدة بإيعاز من بريطانيا وأمريكا بإفشال إصدار قرار وقف إطلاق النار) وهو الأمر الذي ينتقص من قيمتها أمام ربيبتها (أمريكا).
3 - الخوف من تعاظم الدور الإقليمي الإيراني علي حساب الدور الإسرائيلي من جهة وعلي حساب المثلث (المصري – السعودي - الأردني) من جهة أخري.
4 - تضارب المصالح والحسابات الفرنسية – الأمريكية والتي تم تسويتها (مؤقتا) بعد انقلاب موريتانيا (!).
5 - علي عكس التوقعات فاتساع الصراع سيؤدي إلي تحالفات بين حزب الله وحركة أمل وحتى تكتلات الطائفة السنية المهادنة ضد الطوائف المسيحية وعلي رأسهم المارونية.
6 - امتلاء الأجندة الأمريكية بمشاكل الصواريخ الكورية والملف النووي الإيراني وجحيم العراق (وليس مجرد مستنقع)، إضافة إلي مشاكل دارفور وأفغانستان والصومال وقلاقل نيجيريا وتعاظم المد اليساري في الجوار اللاتيني.
7 - الفوضى الناشئة من اتساع الصراع ستتيح تواجد قوى ومباشر لكتلة معاهدة "شنغهاي" الأوروأسيوية في المشرق العربي. وستمهد الساحة للقوي الراديكالية الإسلامية ( ثقافة القاعدة) إضافة لوجود تهديد صريح عالي الاحتمال لكل النظم العربية الصديقة للولايات المتحدة في المنطقة العربية من شعوبها وبمساعدة مباشرة أو غير مباشرة من قوي ناشئة جديدة (!!).
8 – مهما كانت التحفظات السورية والإيرانية فأنهما لن يقبلا بسقوط "حزب الله" لأن هذا معناه وببساطة بداية النهاية "للنظام السوري" وانهيار دعامة أساسية في العامود الفقري للمشروع الإيراني في المشرق العربي.
9 - وأخيرا وليس أخرا تصاعد احتمال "الخيار شمشون" أمام القوي العربية المشتركة في الصراع (!!!). هم لن يخسروا أكثر مما هم خاسرون (!!).
سادسا: إدارة الأزمة الحالية:
لا يمكن لكاتب مستقل أن يضع نقاطا محددة لإدارة أزمة مثل الحالية لأسباب كثيرة منها عدم معرفة الارتباطات والاتفاقيات الخافية في معظمها حتى عن مؤسسات الدول ذاتها، ومنها الارتياب في مصداقية المعلومات والمواقف المعلنة، ومنها سوء نوايا "الزعماء" العرب وهو ما يمكن استقراءه من السوابق التاريخية، ومنها سوء وتدني مؤهلات أرباب السياسة العربية بتوظيف أهل الثقة وتفضيلهم علي أهل العلم والخبرة، ومنها فقدان الإرادة العربية وتفشي "ثقافة الهزيمة" التي تجعل أولياء الأمر في حالة "تيه" ضبابية وفقدان الثقة بالنفس رغم الموارد الكبيرة والعقائد المتوافرة العظيمة التي تنتظر تفعيلها، ولكن يمكن ذكر النقاط العامة الآتية:
1 - بداية النجاح في إدارة الأزمة هو تشخيصها، وحسنا أن أجبرت الحرب الدائرة الزعماء العرب (كما جاء في تصريحات السيد "عمرو موسى") علي الإعلان عن الموت الصريح لعملية السلام العربية الإسرائيلية، وعلي الاتهام الصريح أيضا للمؤسسات الدولية (المفترض فيها العدالة والحياد) بازدواجية المعايير والتدليس علي زيف وانحياز الوسطاء المكلفين بالأمر وتسليم الملفات برمتها إلي الكيان الإسرائيلي لفرض رؤيته وتطبيق أجندته.
2 - من تباشير النجاح التي نراها هو سقوط "الوصاية" العربية التقليدية علي مقدرات الأمة ومشاكلها القومية ودخول المحور الشيعي (إيران – شيعة العراق – سوريا – حزب الله) فاعلا مؤثرا كمنافس لتنبني حلول تلك المشاكل المزمنة. ونقول تباشير نجاح من منطلق موقعنا كمواطنين ومفكرين نرحب بتنافس "المتنافسين" وعدم إنفراد قوة عربية واحدة (خاضعة للإرادة الأمريكية) علي الساحة تفعل ما تشاء وقتما تشاء وكيفما تشاء.
3 – لن تخسر لبنان أو غزة أكثر مما خسرا، فهناك مستوي معين تستوي قيمته مع أضعافه، ويجب الحفاظ علي انتفاضة حماس (وأخواتها) وعلي صمود وعناد "حزب الله"، فهما شوكتان في خصر الكيان الإسرائيلي ولغم يهدد بالانفجار في أي لحظة، ولا يجب التطرق إليهما إلا في إطار التسوية الشاملة (أو شبة الشاملة).
4 – الدعم المالي الغير محدود (التنافسي) للكيان الفلسطيني والدولة اللبنانية، وهو قليل بالمقارنة بمئات المليارات التي ذهبت لدعم صدام ضد إيران ثم في القضاء عليه (!!)، علي أن توضع الأرصدة في حسابات جامعة الدول العربية ولا يتم الإنفاق إلا في أساسيات الأساسيات انتظارا للتسوية النهائية والدائمة أو الواعدة تحت ضمانات ثقاة ، حتى لا تكون الإنشاءات والبنية الأساسية تحت رحمة الهجمات البربرية الإسرائيلية و"كعب أخيل" للعرب.
5 – تنفيذ ما ذهب إليه اجتماع الوزراء العرب الأخير في الإعلان الصريح عن "موت" عملية السلام، بدعم من قرار قمة رؤساء وملوك العرب أو بدونه، وإعادة الملف برمته إلي الأمم المتحدة لوضعها أمام مسئولياتها. ومن المؤكد أن الأمر سيختلف هذه المرة.
6 – القبول الطوعي باللاعب الإيراني في المنطقة، ففي يده أوراق كثيرة للضغط علي القوي الدولية، وأوراق للحل في الجحيم العراقي، وأوراق للطمأنة في مخاوف المنطقة الشرقية بالجزيرة العربية – من منطلق المصالح والمنافع المتبادلة. وهو الأمر الذي يعني احتواء المحور (الهلال) الشيعي والتعاون معه وإيجاد نقاط التعاون والالتقاء نحو حل مشاكل المنطقة (سوريا – فلسطين – لبنان – العراق). الصراع التنافسي مع اللاعب الإيراني (أو اللاعب التركي) في المنطقة لن يكون في صالح الأمة العربية والإسلامية، فهما متنافسان طبيعيان للكيان الصهيوني في المنطقة وإضعافهما يعني تقوية إسرائيل بالتبعية.
7 – إعادة النظر في منظومة التسليح العربية، والتركيز علي منظومة "الصواريخ" لفاعليتها وقلة تكلفتها (بالمقارنة بالقوات الجوية)، وفتح باب التعاون مع كوريا والصين وإيران والإتحاد السوفيتي والدول الصديقة بأمريكا اللاتينية، للاستفادة في بحوث تصنيع الصواريخ وأنظمة التوجيه وبناء هياكل الامتصاص الراداري. الغابات الصاروخية لا تكسب حروبا بمعني لا تحتل أرضا، ولكنها تكسر شوكة المعتدي وتردعه عن أي تهديد – وقد ثبت نجاحها رغم محدوديتها بالنسبة لدولة نظامية (بالمقارنة بتجربة صدام) – (يحمل صاروخ سكود القديم رأسا متفجرة بزنة 500 كجم لمسافة 350 كم تقريبا. تقل زنة الرأس لأقل من 50 كجم لمسافة حوالي 600 كم بخطأ في دقة إصابة نصف كم نظريا وتصل إلي 3 كم عن الهدف عمليا).
8 – هناك نوع من السخط في المؤسسات الأمريكية بسبب "الدلال" السخيف للكيان الإسرائيلي، ظهر ذلك (كمثال) في حرب تحرير الكويت (1991) حينما رفضت القيادات العسكرية الأمريكية تواجد ضباط إسرائيليين في غرفة العمليات الرئيسة واصفين إياه بالأمر السخيف أن يتم التفكير في استجلاب "حفنة" من الإسرائيليين جاهلين بالخطط الجارية. ويضاف علي ذلك سخط العسكر علي انصياع الإدارة السياسية الأمريكية لرغبة إسرائيل في الخروج عن جدول الأهداف والتركيز علي قواذف الصواريخ العراقية وهو الأمر الذي تسبب في إرباك الخطة الموضوعة. الأمر الذي يجب تفعيله والاستفادة منه وعن طريق وضع الإدارة الأمريكية (المؤثرة) علي التخيير بين مصالح إسرائيل ومصالحها مع الدول العربية المتعاونة مع إيران.
9 – تفعيل التعاون مع كتلة معاهدة "شنغهاي" الأوروأسيوية، والقرار الأهم هو السماح بتواجد تنافسي (في مجال البترول والبتروكيماويات) للشركات الأهلية والحكومية الشرقية (روسيا والصين) وعدم ترك الساحة مباحة للشركات الغربية وخاصة الأمريكية الاحتكارية.
10 – ما حدث في العراق وما يحدث في فلسطين ولبنان والسودان من خرائب ودمار وقتل وتقتيل واختراق واحتراق هو "نموذج" قابل للتكرار في أي بلد عربي أخر، وخاصة الدائرة المحيطة ببؤرة الصراعات الحالية وهو الأمر الذي يستوجب تفعيل الإصلاح السياسي وحسن اختيار أولياء الأمور وأرباب السياسة من الوطنيين المؤهلين ذوي الكفاءة والخبرة والإرادة والنزاهة – الذين يحسنون إدارة الصراعات الإقليمية والدولية، ويحسنون الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة بما فيها القوة البشرية، ويفعلون الطاقة النووية الكامنة في العقيدة الإسلامية.
إن لم نفعل سنكون مثل لبنان أو العراق الآن، أو مثل "تايلاند" التي تركها الأمريكان في أوائل السبعينات وفي أحشائها أكثر من مليونين عاهرة ومئات الآلاف من القوادين ومثلهم من اللقطاء (أولاد الزنا) بسبب المواخير الأمريكية التي أقرها الكونجرس للترويح عن جنوده المأزومين في فيتنام. لنا الخيار واتخاذ القرار.
وأخيرا .. ما يحدث حاليا هو "أزمة" للطرفين المباشرين – الجانب العربي (اللبناني والفلسطيني بالخصوص) والجانب الإسرائيلي، وأزمة أكبر للعالم العربي برمته، وسيفوز بالمباراة من يحولها للأحسن لصالحه وليس للأسوأ ضد مصالحه طبقا لإخلاصه وإرادته وكفاءته ومهارته.
ندعو الله بالنصر لنصر الله .. ولحماس ولحزب الله .

هشام الناصر

[email protected]
http://www.maktoobblog.com/alnasser_hesham


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.