قام وفد من قيادات وكوادروأعضاء حزب العمل المصري فجر الخميس بزيارة قطاع غزة لتأكيد تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومشاركتهم له في هبته الجماهيرية التي أعلن فيها أن الحل لن يكون بالثرثرة الدبلوماسية ،ولا باستجداء عطف المجتمع الدولي،ولا بانتظار قرار لن يأتي من مجلس الأمن لرفع الحصار عنه،وإنما النصر للإرادة الشعبية والجماهيرية التي فرضت نفسها على العالم أجمع ،من خلال التحركات الجماهيرية بالإضافة لعمليات المقاومة التي استطاعت كسر الحصار المفروض على القطاع . والتقى الوفد في زيارته بقيادات الحكومة الفلسطينية في غزة اسماعيل هنية ومحمود الزهار ،كما التقو بالدكتورأحمد بحر رئيس المجلس التشريعي الفلسطينى بالإنابة بالإضافة لبعض قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وأكدوا على تضامنهم مع الفلسطينيين ودعمهم للمقاومة وأشادوا بتمسك الفلسطينيين بالثوابت الوطنية. كتبت/ عزة حسين قافلة تضامنية وقد كان من المقرر أن تذهب الجمعة 25 يناير القافلة التي أعدتها اللجنة المصرية لفك الحصار عن غزة بالتنسيق مع حزب العمل للقيام بتظاهرة شعبية عند معبر رفح البري وذلك تنديداً بحصار غزة ودعوة لفتح المعبر أمام سكان القطاع المحاصرين منذ 8 أشهر ،وكان من المقرر التجمع هناك في الساعة الثانية ظهراً لتنفيذ التظاهرة، ولكن فوجيء العالم فجر الأربعاء بفتح المعبر بعد تدمير الجدار الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة ،وتدفق مئات الألاف من الفلسطينيين لأراضي مدينتي رفح والعريش للتزود باحتياجاتهم من الغذاء والوقودوالاحتياجات الطبية،وعليها قررت اللجنة تغيير خطتها والقيام بالدعم المادي والمعنوي من خلال المشاركة في إعداد وتجهيز القوافل الإغاثية من مختلف محافظات مصر ،بالإضافة لقيام وفد من بعض قيادات وكوادر وأعضاء حزب العمل بزيارة غزة ولقاء قيادات المقاومة والقيادات الشعبية هناك. وبالفعل توجه الخميس في السابعة صباحاً كل من محمد السخاوي أمين التنظيم بحزب العمل ،وضياء الصاوي أمين مساعد اتحاد شباب الحزب ،ومحمود السخاوي عضو هيئة مكتب اتحاد الشباب،ومحمد محمود أمين مساعد التنظيم بالجيزة ومحمد الدرديري ،وخالد عبد المنعم من القيادات الشابة بالحزب إلى مدينة العريش. التحام شعبي وقد لاحظ الوفد وجود عشرات الألاف من الإخوة الفلسطينيين يتهافتون على شراء مختلف البضائع التموينية وكذا احتياجاتهم الطبية ومختلف الاحتياجات الأخرى . وقال ضياء الصاوي إن من أروع المشاهد التي صادفوها هناك كان التحام الشعبين الفلسطيني والمصري وقيام أهالي العريش بفتح منازلهم أمام إخوانهم الفلسطينيين واستضافتهم بكرم بالغ وفرحة تعد تتويجأً لتضامنهم المستمر معهم ،بعدها توجه الوفد إلى مدينة رفح المصرية التي لم يختلف فيها الجو الإيخائي الرائع بين الشعبين عنه في العريش ثم قاموا بعبور الجدار الحدودي ومنه إلى مدينة رفح الفلسطينية التي ضمت عشرات الألاف من المصريين الذين ذهبوا للتضامن مع إخوانهم الفلسطينيين وأخذوا برفقتهم ماستطاعوا نقله من قوافل إغاثية ومساعدات . في بيت لاهيا بعد ذلك توجه الوفد إلى حي بيت لاهيا شمال قطاع غزة على حدودها مع الكيان الصهيوني وهناك استضافهم مشير المصري عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والمتحدث الإعلامي باسم حركة حماس بغزة ،والتقوا هناك بالعديد من العائلات الفلسطينية ذات الأصل المصري،وقبيل الفجر التقي شباب العمل بإخوانهم المرابطين التابعين لكتائب القسام المنوط بهم حراسة القطاع ليلاً وصد أي اجتياح محتمل وذودهم المرابطين بملابس قسامية وشاركوهم حراستهم الليلية ،في محاولة لدعمهم معنوياً، وظلوا معهم حتى صلاة الفجر ثم غادروهم للصلاة وإلى هنا انتهى اليوم الأول . وفي صباح اليوم التالي توجه الوفد لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الرئيسي ببيت لاهيا وهناك قوبلوا بحفاوة وترحاب عاليين من أهالي الحي الذين تنافسوا مع بعضهم في استضافتهم. وفي خطبة الجمعة التي دارت حول الأية الكريمة "ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً" أكد الخطيب على استمرار الشعب الفلسطيني في المقاومة وأنه سيحاصر من يحاصره. الوفد يلتقى بالحكومة الفلسطينية وعقب الصلاة لبى الوفد دعوة رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية بالحضور لمجلس الوزراء الفلسطيني بمدينة غزة،وهناك التقوا رئيس الوزراء هنية ووزير الخارجية محمود الزهار والد الشهيد حسام الزهار أحد ضحايا القصف الصهيوني في الفترة الأخيرة ، ووزيري الاقتصاد والصحة وعدد من قيادات الحكومة الفلسطينية،وعقدوا معهم لقاءاً موسعاً افتتحه اسماعيل هنية بكلمةً بشر فيها الحاضرين بقرب انهيار المشروع الصهيوني ،وقال هنية "في عام 67 وصل الوجود الصهيوني حتى ضفاف قناة السويس ثم انحسر إلى قطاع غزة ،وبفضل ضربات المقاومة خرج من القطاع ،رغم إعلان رئيس الوزراء الصهيوني وقتها أن"مغتصبة نتسارين هي تل أبيب ولن نتنازل عنها"، إلا أنه تم طردهم من القطاع بأكمله وهاهو يخرج أيضاً من جنوب لبنان ،وأضاف بعد أن كان الكيان الصهيوني يعلن في السابق عن مشروع إسرائيل الكبرى من النيل للفرات ،هاهو الآن يفكر في أن يحصر مشروعه "يهودية الدولة " خلف الجدار. وأكد هنية في كلمته على أن الأمة الإسلامية في مرحلة صعود ،وقال موجهاً خطابه للأمة الإسلامية "اطمئنوا على الشعب الفلسطيني ،فالمستقبل لمشروع المقاومة والتحرير"وأضاف "لن ننكسر ولن تنكسر شوكة الجهاد والمقاومة". وشدد هنية على عدم الاعتراف بالاتفاقيات التي وقعها عباس مع الكيان الصهيوني ،وقال " لن نعترف بأي اتفاقيات وقعها في خلسة نفر فلسطيني وتقبل بوجود أي مراقبين على معبر رفح البري " مؤكداً أن المعبر مصري فلسطيني،وأضاف ان هذا النفرهو ذاته من وقع في الماضي اتفاقيات أسقطت 48% من أراضي فلسطين التاريخية. وخلال كلمته وجه هنية الشكر لمجدي أحمد حسين الأمين العام لحزب العمل على حضوره الموفق للمؤتمر الوطني الفلسطيني بدمشق ،في وقت امتنعت فيه فصائل فلسطينية عن الحضور.كما شكر هنية أمين حزب العمل على كل الجهودوالفعاليات التي ينظمها هو وحزبه والقوى السياية الوطنية لدعم الشعب الفلسطيني وإنهاء حصاره. رسالة إلى مصر و طالب هنية وفد العمل بتوصيل رسالته إلى مصر التي أكد فيها أن الفلسطينيين لن يقبلوا بأي شيء من شأنه تراجع المقاومة مقابل إنهاء حصار غزة ،وقال لن نقبل بأي حلول مجتزئة ،فنحن لسنا بجوعى ولا نبحث عن مليء البطون" ،وأضاف معركتنا الطويلة مستمرة حتى إنهاء الاحتلال. وصرح هنية أن عبور الفلسطينيين إلى مصر لم يكن قراراً تنظيمياً أو قرار حكومة ولكنه كان غضبة جماهيرية .وأضاف إننا لا نريد قيام دولة في غزة ولكن هي أرض محررة . ونحن نريد تحرير الاقتصاد الفلسطيني من القبضة الصهيونية ،ونريد البديل وسيكون هو الاقتصاد المصري والعربي،مشيراً إلى أن حجم الإنفاق الفلسطيني في مدينتي رفح والعريش تجاوز ال 250 مليون دولار . ولفت هنية أن ما يحدث على الحود المصرية الفلسطينية ماهو إلا تأكيد على أنه لا يمكن ان تحول الحواجز التي صنعها الاحتلال من التقاء الأخوة وتواصله . وأكد أن الشعب الفلسطيني يتابع عن كثب كل ما يحدث في مصر من فاعليات وجهود من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ، وقال نكون سعداء وتنشرح صدورنا عند مشاهدة ما يحدث في مصر للتضامن مع الشعب الفلسطيني ونكون أكثر سعادة بالانتماء لهذه الأمة . وفي نهاية كلمته عاهد هنية الحاضرين على استمرار مسيرة الشهادة والجهاد حتى يحقق لنا الله إحدى الحسنيين. النصر آت وأعقب كلمة هنية كلمة وزيرالخارجية الفلسطيني محمود الزهار التي شكر فيها وفد حزب العمل على حضوره التضامني ،وعلى التعازي التي قدمها له الوفد في استشهاد ابنه حسام الزهار ،وعقب على تعازيهم قائلاً "نحن نحزن ،ولكن لا نعترض على إرادة الله ،نحن صابرون ،مضحون،محتسبون. وشدد على أن الله سوف يحقق النصر لدينه ،مستشهداً بالأية الكريمة "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إنه هو القوي العزيز "وأضاف إن هذا النصر قريب بالدين والسياسة وأن الجغرافية السياسية القادمة لن تكون إلا للإسلام ،وأردف موعد النصر آت آت آت. واختتم الزهار كلمته بأن الكل يصرخ لا للاحتلال لا للعدوان ولا للحصار،والكل جاهز لتحرير الأرض وسنرفع راية لا إله إلا الله فوق الأقصى . الاستمرار في المقاومة وتلى هذا كلمة لمحمد السخاوي أمين التنظيم بحزب العمل ورئيس الوفد ،أكد فيها أننا لن نقبل تجويع الشعب الفلسطيني ولن نقبل حصار إخواننا في قطاع غزة . وقال السخاوي نحن في حزب العمل نفهم القضية بهذه الطريقة ،أن الأمة الآن أصبحت معسكرين معسكر الحلف الصهيوني والأمريكي ومعسكر الأمة،معسكر الحكام والعملاء ومعسكر الجهاد والمقاومة. وأضاف هناك طريقين ،طريق مقاومة وطريق عمالة وموالاة للحلف الأمريكي الصهيوني ،ونحن سنستمر في المقاومة حتى ينهار هذا الوضع المشين . وأقسم السخاوي أن حذاء أي شهيد أشرف من هؤلاء الذين يحكموننا نيابة عن الحلف الأمريكي الصهيوني ،وأكد أن النظام المصري هو من يحاصر غزة بأوامر الكيان الصهيوني . واختتم كلمته بمعاهدة الحاضرين قائلاً "نعاهدكم ونعاهد الله قبلكم أننا لن نستكين قبل إسقاط هذا النظام (النظام المصري) الذي يحاصر أهلنا في غزة. زيارة للأقصى بعد ذلك لبى وفد العمل دعوة فتحي حماد رئيس مؤسسة الأقصى الإعلامية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني بزيارة المؤسسة التي تضم قناة الأقصى المحلية وفضائية الأقصى وراديو الأقصى والتي كان لها دور كبير في تغطية أحداث الحصار وإبراز معاناة سكان القطاع في وقت تخاذل فيه عدد كبير من وسائل الإعلام عن متابعة هذه الأحداث بالشكل اللائق. جدير بالذكر أن القناة تعمل على مولدات منذ انقطاع الكهرباء وبعد نفاذ الوقود كان بعض الفلسطينيين يذهبون للمؤسسة للتبرع بوقود سياراتهم لتشغيل مولدات المحطة بعد أن وجد الناس فيها متنفسهم الوطني. وفي صباح اليوم الثالث قام الوفد برفقة مشير المصري بزيارة المجلس التشريعي الفلسطيني ،والتقوا هناك بأحمد البحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة ،وخنساء فلسطين النائبة أم النضال فرحات وعدد من أعضاء المجلس،وخلال اللقاء أكد البحر على استمرار الشعب الفلسطيني في نضاله قائلاً" صابرون ،صامدون مجاهدون ،لن نركع إلا لله ،وغزة أرض محررة وسنحافظ عليها" وفي نهاية اللقاء أهدى البحر درع المجلس التشريعي الفلسطيني لمحمد السخاوي أمين التنظيم ممثلاً عن حزب العمل. بعدها توجه وفد العمل إلى الجامعة الإسلامية والتقى برئيس الجامعة الدكتور كمالين شعث بالإضافة الدكتور جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لفك الحصار عن غزة بالإضافة لعدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة . مؤتمر لحركة الجهاد وعلى هامش الزيارة شارك وفد العمل في المؤتمر الذي نظمته حركة الجهاد الإسلامي بعنوان "جميعاً في مواجهة الحصار" والذي بدأ فعالياته بكلمة للزهار أكد فيه أن أرض فلسطين ليست للبيع أو المساومة . تلاها كلمة الدكتور محمد هندي المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي بغزة شكر فيها الشعب المصري على تضامنه مع فلسطين وقال إننا نعول على نضال الشعب المصري ،وحزب العمل نموذج لنضال هذا الشعب . ووجه هندي اللوم لحركة فتح لتقاعسها عن حضور المؤتمر . بعد ذلك ألقى محمد السخاوي خطاباً ملتهباً ،هاجم فيه كل الحكام العرب المتخاذلين وأكد على وحدة الأمة العربية،وأن لها رسالة خالدة وهي رسالة الإسلام ،ودعا السخاوي كل الشباب العربي إلى تحطيم كل حدود التجزئة التي صنعها الاستعمار مؤكداً على حتمية وحدة الأمة والتفافها حول مشروع المقاومة وانتشاره. وعقب الكلمة التف حول أمين تنظيم حزب العمل مئات من شباب حركة الجهاد الذين أبدوا حفاوة غير مسبوقة بالرجل. العودة و فجر اليوم الأحد وصل وفد حزب العمل إلى القاهرة بعد رحلة تضامنية تواصلية أكدوا أنه لن يكون بإمكانهم نسيانها أبداً ، ولكن مما أفسد عليهم رحلتهم انتشار الحواجز الأمنية والتفتيش المستمر خشية عبور أي من الفلسطينيين خارج مدينتي رفح والعريش. كما أبدى أعضاء الوفد استيائهم من حظر الأمن وصول سلع غذائية وتموينية للعريش بعد نفاذ كل الموجود بها مما يعد تعنتاً غير مباشرمع سكان القطاع.