أي تعديل دستور ياحكومة الانقلاب ولدينا دستور شرعي حفظ حقوق المواطنة على أرض السيادة وكرامة وهيبة وإنسانية المواطن المصري وتم وضعه من قِبل أساتذة ومشايخ القانون وأطياف الشعب المتحضر الواعي وتمت صياغته على أكمل وجه وأشاد به العالم وأستفتي عليه من قِبل الشعب وأعتُمِد من رئيس الجمهورية الشرعي وعُمِل به ؟ أي دستور هذا الذي أردتم وضعه في عشية أو ضحاها في غيبة الرئيس المصري والكوادر القانونية، وقد أقصيتم كل من نادى بالحرية والديمقراطية والمساواة وكممتم الأفواه وألجمتم الكوادر وأزللتم الجِباة وأغلقتم الفضائيات الدينية ؟
أي دستور هذا الذي عفا عليه الزمن وأردتم ''ترميم‘‘ بعض بنوده ليتناسب مع مواصفات وخدمات رجال الأعمال والأرستقراط ليعود بنا إلى سالف العصر والزمان ليحكُم المواطن البائس اليائس الفقير في مصر بالحديد والنار وليزداد الأثرياء ثراءً فاحشاً والفقراء فقراً مدقعاً، ولينف خلف عين الشمس كل من يطالب بشرع الله وسنة رسوله ؟
أي دستور هذا الذي تتحرشون من خلاله بقيم ومبادئ الدولة الإسلامية والدين الحنيف وتجهرون به على الأشهاد دون خِشية أو حياءِ أو حُمرة خجل، وأردتم به هدم مجتمع وبناء دولة علمانية ليبرالية تبيح المحظورات بفكر وأستيراتيجية الغرب .. وماذا بعد أن تنتهوا من وضع كافة بنوده في غيبة الشرعية .. وإني لأتساءل : هل غُيبتم لهذه الدرجة وهل صدقتم الكذبة التي كذبتموها علينا ؟
ألم تعلموا أن الشعب ينتفض لشرعيته والشارع السياسي محتقن لفعلتكم النكراء بالانقلاب على الشرعية، والأمن الداخلي والأوضاع تغلي فوق بركان من الحِمم، وكذلك الوضع الخارجي والحدود الدولية مهددة من العدو الصهيوني الذي يترقب ويتحين الفرصة السانحة لكسر مصر وضربها في مقتل بعد أن أستطاع الغرب اختراق صفوف المراكز الإستراتيجية والحيوية قبل اختراق مجالنا الجوي وأثمرت نتائجه بالأمس عن ضرب سيناء وقتل خمسة مصريين دون أن يتحرك أحد ؟
عفواً .. أوقفوا المهازل فلا دستور سنعمل به غير الدستور الشرعي وغداً سنعيد مرسي إلى قصره وستحاسبون على هذا الهِراء والبله والاستهزاء بشعب مصر الذي لن يعود إلى الوراء مهما قدم من الشهداء ولسوف يحاسب كل خائن وكل عميل وكل قاتل على جريمته ولن يفلت أحد من كتيبة الذئاب يوم لا ينفع الهروب من الحساب والعقاب. وأنتظروا إنّا منتظرون