كانت أوروبا كلها محتقنة بأوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية غاية في السوء ، فتحالف الكنيسة مع الاقطاع مزق البدن الاوروبي إلى سادة واقنان ، وفشل نظام أرقاء الارض في احداث طفرة انتاجية تلبي الاحتياجات المتنامية ، وحدثت تمردات ضد حكم النبلاء في بعض المناطق والحل التنفيسي لهذا الوضع المحتقن كان التوجه شرقا للاستيلاء على خيراته ، مع توظيف اهتياج وثورة العامة ضد نظام فاسد في وجهة جديدة تطيل أمد هذا النظام وتحقق له جماهيرية يفقدها والشعار الانسب كان راية الصليب لاعادة مفاتيح القدس إلى بابا روما من أيدي (المسلمين) كما تقول وثائق حملة (القديس) لويس التاسع على مصر . المصريون هزموا المشروع الاستعماري الذي يتقنع وبراية الصليب ، وأسروا قائده الملك لويس التاسع في دار القاضي ابن لقمان بمدينة المنصورة المصرية التي حملت هذا الاسم بعد انتصارها بدلا من اسمها القديم (جزيرة الورد) وظل لويس يرسف في أغلاله عشر سنوات ويقوم على خدمته مصري اسمه (الطواشي صبيح) إلى ان افتدى نفسه وخرج منها مذموما مدحورا مع زوجته مارجريت وطفله الذي ولد في الاسر وأسموه (تريستان) أو وليد الاحزان .. وحقق المصريون هذا الانتصار بقيادة امرأة جميلة ذكية واعية اسمها الملكة شجرة الدر . وما أشبه الليلة بالبارحة ، فأزمة النظام الرأسمالي العالمي يتم البحث عن حلول تنفيسية لها بالاتجاه شرقا ولنفس الاسباب: الاستيلاء على خيراته ومحاربة الارهابيين المسلمين وتأمين مفاتيح القدس في يد بابا البيت الابيض ، رغم اللهجة التحذيرية الواضحة في أبيات قصيدة مازالت منقوشة في زنزانة لويس التاسع بدار ابن لقمان ، والتي تقول في خاتمتها : قل لهم ان أضمروا عودة لأخذ ثأر أو لقصد صريح دار ابن لقمان على عهدها والقيد باق والطواشي صبيح ! عن الوطن