من منا لم يتمنى أن يقبض الله روحه أثناء ترديد اسمه العظيم في تسبيح واستغفار، من منا لم يتمنى أن يقبض الله روحه على وضوء وصلاة ومناجاة لله، من منا لم يتمنى أن يقبض الله روحه على صبر واحتساب وآخر كلماته أشهد أن لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله، من منا لم يتمنى أن يقبض الله روحه داخل مسجد عامر من بيوت الله في ساعة الصبح إذا تنفس، من منا لم يتمنى أن ينال الشهادة في سبيل الله. تلك هي أغلى وأسمى وأعلى المراتب وأجلها التي نالتها بالأمس القريب السيدة هبة أحمد عبد الفتاح (ابنة محافظة البحيرة) شهيدة مسجد الفتح برمسيس التي صعدت روحها الرقراقة الطاهرة الزكية بعد أن استنشقت دخان القنابل الكثيف الذي خيم على أجواء المسجد وباحته وظلت تصارع الموت ولم يستطع أحداً ممن حوصروا معها إنقاذها لانعدام الإمكانيات وبعد لحظات من الصراع فارقت الحياة .. لتبدأ رحلة جديدة لا فيها سيف ولا خوف ولا قناع ولا خداع .. رحلة إلى الملكوت الأعلى حيث بياض السحاب ودفئ الرحاب والنعيم والخلود في عُصمة الله وإلى جوار حبله المتين. لقد أرتقت الشهيدة هبة أحمد عبد الفتاح جميع الدرجات العُلى بعضها فوق بعض من وضوء وصلاة وتسبيح واستغفار لله وصبر وتوحيد ببيت الله حتى مرتبة الشهادة جميع النفحات والهبات الربانية تنزلت عليها ويالها من ألف محظوظة، والله إنها لميتة غاظت بها أعداء الإسلام، ولو علموا أن فعلتهم النكراء ستحصد عليها هذه ال ''هبة‘‘ جميع هذه الهبات وكل هذه الأوسمة الربانية لما أقدموا على قمع أبناء الشعب المصري ومحاربته بما أوتوا من عُدة وعتاد، ولكن هكذا ستظل منازل الجبناء، وكذلك حقاً منازل الشهداء. لاشك أنكِ ''ياشهيدة مسجد الفتح‘‘ سليلة بيت جودٍ صالحِ .. تربيتِ في ظلال القرآن الكريم، وحب الشهادة في سبيل الله .. ليتكِ أخبرتينا أيتها الشهيدة العفيفة ماذا قدمتِ في حياتكِ لتنالين كل هذه المِنح عند مماتُكِ، ولنتبع ما ألفيناكِ عليه لنحظى ولو بأقل منزلة مما حصدتيه في ختام مشواركِ الدنُيوي ؟ ليتكِ أخبرتينا عما كان بينكِ وبين رب