قالت صحيفة الفايننشيال تايمز، إن تحول ميزان القوى بين القيادة المصرية العسكرية، المهيمنة منذ عقود، والقيادة المدنية الوليدة، يشير إلى مدى سرعة ودراماتيكية قدرة الرئيس محمد مرسى على تغيير التصورات الشعبية لدى المصريين.وأضافت الصحيفة، أنه قبل أقل من شهر كان المصريون يسخرون من الرئيس الإخوانى ويصفونه بالأستبن، لكن فى غضون بضع ساعات، الأحد الماضى، ظهر كقوة فى البلاد.ويشير مراسل الصحيفة بروزو دراغاى، إلى أن قرارات مرسى لا تقف عند حد إحالة كبار قيادات المجلس العسكرى للتقاعد، ولكنه انتزع السلطة الدستورية والتشريعية، وهو ما يثير مخاوف النشطاء والعلمانيين من هذا الرجل الذى كانوا يصفونه بالأستبن، وبات يتمتع بسلطات غير مقيدة.ولا تزال قرارات مرسى المفاجئة بإحالة المشير طنطاوى ورئيس الأركان سامى عنان وغيرهما من قادة الجيش للتقاعد، يكتنفها الغموض بشأن حقيقة علمهم بها، غير أنه لا يزال كثير من المحللين يرون أن هناك مؤشرات لمفاوضات خلف الكواليس تمت بين الرئاسة وضباط ذوى الرتب المتوسطة الذين فضلوا البقاء على المصالح التجارية الواسعة مقابل الدعم السياسى للرئاسة.ويتحدث الكثيرون عن تقاسم وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسى الرؤية الأيديولوجية مع الإخوان المسلمين.ويؤكد الدكتور عماد جاد، رئيس قسم العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن السيسى مقرب جداً من عقلية الإخوان المسلمين، وبعد سيطرته على الجيش، تؤكد الصحيفة سعى مرسى للسيطرة على القضاء من خلال القضاة ذوى الرتب الأقل ليستخدمهم ضد هؤلاء الذين يتحدون سلطته فى المحاكم، حيث عين بالفعل المستشار أحمد مكى، المعروف بميوله الإسلامية، وزيراً للعدل، كما عين شقيقه محمود مكى نائباً له، كما تجرى مناورات لمواجهة سلطة المحكمة الدستورية العليا.