أكد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية أن مصر دولة إقليمية عظيمة وستستعيد نفوذها وتأثيرها وريادتها الفكرية والعلمية والثقافية فى وقت قصير، وستعبر المرحلة الانتقالية الحالية بسرعة، مشدداً خلال لقائه مع السفيرة الأمريكية آن بترسون، وجين هارمن رئيسة مركز ولسن بواشنطن بمكتبه بدار الإفتاء صباح اليوم الأحد على أنه يجب على أمريكا والعالم أن يستوعب ما حدث فى مصر والعمل والتعاون مع شعبها فى إطار المحددات والمتغيرات الجديدة.ولفت إلى أن العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية لابد أن تبنى على أساس من الشراكة والتكامل والتعاون والحوار وليس التبعية والهيمنة والاستقواء، موضحا أنه لن يكون هناك سلام بين الشرق والغرب، إلا بحل عادل ودائم لمأساة فلسطين وشعبها، مطالبا باستمرار الضغط الشعبى والمجتمعى لحل هذه القضية.وشدد المفتي، على أن كل ما يثار عن الخلاف بين المسلمين والمسيحيين فى مصر أوهام، لأن العلاقة بين المسلمين والأقباط علاقة أبدية، ولم يحدث على مر التاريخ أن قامت حروب أهلية فى مصر، مثلما قامت فى أمريكا.ودعا جمعة، العالم أجمع وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى احترام نتائج الانتخابات الرئاسية، واحترام إرادة الشعب المصرى، مؤكدا على أن مصر دخلت مرحلة جديدة، مطالباً الولاياتالمتحدة بتقديم كل أشكال الدعم لمصر وشعبها العظيم، وهى فى أولى خطواتها نحو الديمقراطية، شريطة أن يتم ذلك دون إملاءات أو تدخلات خارجية فى أمورها الداخلية بأى شكل من الأشكال.أضاف المفتي، أنه علينا أن نرتقى بمؤسساتنا التعليمية لتصبح قادرة على المنافسة وإثبات الذات محليا وعالميا، من خلال تأهيل الموارد البشرية العالية الكفاءة، والعالية المهارة القادرة على التكيف مع كل هذا الزخم الهائل من المنافسة الذى فرضته العولمة والتغيير الهائل فى وسائل الاتصال.وحول دار الإفتاء ودورها فى المجتمع المصرى، أكد فضيلة المفتى على أن دار الإفتاء المصرية مؤسسة مستقلة بالرأى الشرعى منذ إنشائها عام 1895م ولم تحابِ أحدًا، سواء أكان نظامًا حاكمًا أو غيره، وهذا يرجع لعراقة ورسوخ هذه المؤسسة التى تولى الإفتاء فيها عبر تاريخها خيرة علماء الأمة، ولقد رسمت هذه المؤسسة لنفسها طريقًا واضحًا محددًا، فيما يتعلق بمصادرها وطرق البحث وشروطه، كما أنها صاحبة عقلية علمية عبر هذه الفترة وما قبلها، ولها جذور فى التاريخ ولها خبرة فى إدراك الواقع، لذا فهى لا يمكن أن يزايد على دورها الشرعى والوطنى أحد لاتباعها منهجًا وسطيًّا، ولأنها مؤسسة لديها قدرة على إدراك مصالح الناس ومقاصد الشرع، وأكبر دليل على قيام الدار بواجبها أنها أصدرت فى العامين الماضيين ما يقرب من مليون فتوى.ومن جانبها، أكدت السفيرة الأمريكية على أهمية الدور الذى تقوم به القيادات الدينية فى المرحلة القادمة، مشيدة بالدور الذى يقوم به فضيلة المفتى فى نشر ثقافة التسامح بين الأديان، ودوره الخيرى والتنموى فى خدمة المجتمع المدنى المصرى.