بالرغم من متابعتي للأمير سلمان بن عبد العزيز بحكم عملي الصحافي -إلا أنني اسعد جدا عندما استمع له عندما يتحدث عن التاريخ ,وتاريخ المملكة العربية السعودية تحديدا آو يتحدث عن قضايا لها علاقة بالتاريخ الإنساني وبناء الدولة السعودية بجوانبها المختلفة .عندما تجلس أمام الأمير سلمان وهو يتحدث عن التاريخ تجده يبحر معك في زيارة للتاريخ القديم والقريب وكأنه في زيارة له ,يغوص فيه ويتعمق في احداثه بعمق المؤرخ وفكر العالم وحس الصحافي ,ويضعه ببساطة مثقف وفكر مؤرخ أمام الحضور لمجلسة بشكل لا لبس فيه ولا التواء .كثيرة المواقف التي أتذكرها للأمير سلمان عند حديثه عن التاريخ منذ أن قابلته أول مرة في السعودية قبل أكثر من عقدين في حفل بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن .لكنني سأقف أمام موقفين مهمين لرابطهما المشترك وهو التاريخ الأول : لقاء تليفزيوني مطول مع القناة الأولي السعودية كان يتحدث فيه عن مئوية الرياض ودخول والده المغفور له الملك عبد العزيز العاصمة التي تقع في وسط الجزيرة العربية عام 1902 وجلست أمام الشاشة الفضية استمع لرجل دولة تربى في مدرسة المؤسس الملك عبد العزيز وسط ظروف دقيقة في بنيان الدولة التي أسسها ويومها وكان معي زملاء أعزاء من بلاط الصحافة قلت: ماهذا السرد المنظم؟ فقال لي احدهم وهو صحافي عربي مخضرم ألآن : انك تستمع إلى أمير الصحافة الأمير سلمان بن عبد العزيز فهو رجل قارئ ودقيق وصديق المؤرخين والمفكرين ورجال الفكر والثقافة ومن هنا فهو أمير الصحافة .حديث الأمير سلمان في مئوية الرياض كان حديثا سخيا بالمعلومات التي أثرتني, وعندما اقرأ كتابا عن تاريخ السعودية وبناء الدولة ,يتجسد أمامي ماقاله الأمير سلمان .ومن هنا لم استغرب بعد كلام صديقي الصحافي المخضرم رئاسته وسط مشاغله كأمير للرياض -منذ نصف قرن - لدارة الملك عبد العزيز المؤسسة الثقافية التي نجحت في تقديم العديد من الدراسات وتنظيم الندوات التاريخية ,وأبرزها من وجهة نظري ما نظمته في السنوات الأخيرة-لما فيها من فائدة للاجيال- من ندوات علمية حول تأسيس المملكة ومنها ندوة الملك سعود ,وندوة الملك فيصل, وفي 10 مايو الماضي نظمت ندوتها عن الملك الرابع للسعودية الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله - برعاية خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز وافتتحها الأمير سلمان بن عبد العزيز وسط حضور مميز من المفكرين ورجال العلم والتاريخ .وفي هذه الندوة التي كانت ثرية بما قدمته كسابقاتها من الندوات المماثلة عن الملك خالد بن عبد العزيز تحدث الأمير سلمان وكنت حريصا على حضورها ,ووقفت طويلا عند كلماته التي كما عود من يحضرون مجالسة انه يذهب بكلماته وكأنه في زيارة ثانية للتاريخ وعاد بنا في الحديث عن أخيه الملك خالد رحمه الله كرمز من رموز امتنا العربية والإسلامية خدم أمته بصدق وإخلاص ,وقال: ان الملك خالد تربي في بينت والده الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وسار على نهجه ولقد شهدت المملكة في عهده نهضة حضارية على مختلف الأصعدة وانعكس ذلك على حياة المواطن السعودي.,واستعرض الأمير بعض من جوانب حياة الملك خالد وانه واصل ما سار عليه والده وأبناؤه من بعده سعود وفيصل وفهد رحمهم الله .الأمير سلمان بلغة بليغة في افتتاح الندوة العلمية قدم جرعة مهمة من تاريخ المملكة العربية منذ عهد والده الى اليوم وان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولى عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز والنائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز يسيرون جميعا في مواصلة عطاء مستمر على نهج والدهم المغفور له الملك عبد العزيز .وعندما تحدث الأمير سلمان عن شخصية الملك خالد قال لقد عرفت الملك خالد عن قرب ,فكان المواطن الصالح المتجه إلى ربه والقائد الحكيم المتواضع وتركزت أهدافه في خدمة الإسلام وكان يحلم بان يجد الأقصى محررا فهو بلاشك شخصية تاريخية تحتاج إلى تأمل وبحث أكثر .وفجأة بينما قرب الأمير سلمان على نهاية كلمته المكتوبة بعناية اتجه إلى الحضور و:انه يدلي بشهادته المهمة للخروج عن النص وقال الملك خالد رحمه الله رزقه الله بزوجة صالحة كانت خير عون له في شتي تفاصيل الحياةهذا الخروج عن النص كما أراده الأمير سلمان من وجهة نظري من أهم نقاط الخروج عن النص في الأحاديث الصحفية للمسؤلين وهو رجل متمرس ورجل دولة مكن طراز مميز وصاحب ذاكرة متميزة يعرفها المستمعون إليه عندما يزور التاريخ بإحداثه المهمة بذاكرة حديدية تذكر الإحداث بتوا ريخها الدقيقة وليس حسب حزب يقولون فالمعلومة عند سلمان عندما يتحدث معلومة موثقة وبتاريخ دقيق, ومن هنا عندما يتحدث يعطي في كل حديث لرجال الصحافة والتاريخ دروسا مهمة في كيفية نشر المعلومة أو سرد التاريخ فحقا هو أمير الثقافة والصحافة .هذا الخروج المحبب عن النص مهم في عالم الصحافة, فقد كان درسا مهما ليس لجيل الشباب الصحافي لكن لكل الأجيال الباحثة عن الحقيقة ,وحقا انه أمير الصحافة .