نائب رئيس الجمهورية: تجربة ثرية للسودان في مكافحة الإرهاب وتحصين الشباب بلال عثمان: "اعلان الخرطوم" يتضمن المرتكزات الاساسية للتصدي لظاهرة الارهاب وسبل معالجتها فكريا وامنيا واجتماعيا طالبت دولة السودان بضرورة تكاتف الجهود الرامية لمواجهة ظاهرة الاعلام وتعميق التعاون والتنسيق بين الدول العربية للتصدي لتلك الآفة التي تستهدف النيل من استقرار الامة واستهداف شبابها ومقدراتها ، معتبره ان الارهاب الذي تمارسه قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني هو الاعتى في التاريخ المعاصر . وطالب الفريق اول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية خلال افتتاح الملتقى العربي حول ظاهرة الارهاب الذي انطلقت اعماله اليوم بالعاصمة السودانية الخرطوم ، بالتعاون مع الجامعة العربية تنفيذا لقرار مجلس وزراء الاعلام العرب و في اطار الخطة المرحلية للاستراتيجية الاعلامية العربية لمكافحة الارهاب ، طالب بضرورة العمل على بلورة استراتيجية تتسم بروح الجدية وتنتقل من حيز الاقوال الى الافعال من اجل التصدي لظاهرة الارهاب خاصة في عالم بات يسوده مشهد الدم في ارجائه المعمورة . وشدد نائب رئيس الجمهورية على اهمية دور الاعلام وتوجيه رسائل اعلامية هادفة وحشد الجهود نحو مواجهة شاملة لمعالجة لجذور الارهاب الذي بات يشكل ظاهرة بالغة التعقيد يتطلب حصارها تحديد مفهومها ودوافعها، مؤكدا في ذات الوقت ان الاعلام قد يكون معينا على الارهاب لا ضده . واستعرض تجربة السودان في التصدي للارهاب والتطرف موضحا ان بلاده لديها رؤية واضحة وعادلة للتصدي للارهاب من خلال الثراء الثقافي والحرص على انهاء الاختلافات والخلافات من خلال طاولة الحوار والتفاوض . وشدد في هذا الاطار على ان السودان قدم نموذجا يحتذى في البعد عن التطرف والغلو المذهبي وستتواصل حربه ضد الارهاب . وانتقد نائب الرئيس السوداني تقصير الاعلام العربي في التعاطي مع الاخر وكشف الحقائق ومواجهة الاتهامات التي تلصق تهمه الارهاب بالعرب والمسلمين لافتا الى ان رسائلنا الاعلامية باتت حوارا للنفس وليس للآخر. من جهته أكد الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط اهمية تعبئة المنظومة الاعلامية والفنون الابداعية بتنويعاتها المختلفة وشبكة التواصل الاجتماعي من اجل مواجهة فاعلة للارهاب ومحاربته فكريا قبل مواجته امنيا ومحاكمته قضائيا وقال ان الجامعة العربية لديها ترسانة كبيرة نن القوانين والاتفاقيات الخاصة بمكافحة الارهاب منها قرار وزراء الخارجية العرب في سبتمبر 2014 والذي يعتبر الارهاب والتطرف تهديدا للامن القومي العربي ، ومن هنا تأتي اهمية تشكيل القوة العربة المشتركة ، معربا عن امله في ان ترى هذه القوة النور قريبا لان المنطقة العربية في أمس الحاجة اليها. كما شدد ابو الغيط في كلمته امام الملتقى والتي القاها نائبه السفير احمد بن حلي على ضرورة تجفيف المنابع الفكرية للجماعات الارهابية وضرورة ايجاد حل للازمات والصراعات التي تشهدها العديد من الدول العربية ، كما طالب بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية والسلم الاهلي في الدول العربية مع ضرورة اصلاح المتظومة التعليمية التي تمثل المصدر الاول بعد الاسرة في تشكيل وعي الشباب وفي هذا السياق دعا ابو الغيط المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الى تبني عدد من التوصيات في هذا الشان للنهوض بالعملية التربوية وشدد ابو الغيط على ضرورة تصحيح الخطاب الديني من خلال تنقية التراث من الافكار المغلوطة التي يروج لها المتشددون والمتطرفون ، والتركيز عبر وسائل الاعلام على قيم الوسطية والاعتدال وبما يتلاءم مع روح الدين الاسلامي السمحة. كما ادان في الوقت ذاته ارهاب الدولة الذي تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد ابناء الشعب الفلسطيني . اعلان الخرطوم ومواجهة الارهاب من جهته اكد الدكتور احمد بلال عثمان وزير الاعلام السوداني ان الملتقى يركز في محاوره على ثلاث اوراق نقاشية مقدمة من خبراء ومفكرين ومثقفين واعلاميين عرب تتناول مرئياتهم حول الاجراءات والتدابير اللازمة لتصحيح الخطاب الديني ودور وسائل الاعلام في التصدي للارهاب ، لافتا الى انه سيصدر في ختام الملتقى غدا الجمعة ، " اعلان الخرطوم " الذي يتضمن المرتكزات الاساسية للتصدي لظاهرة الارهاب وسبل معالجتها فكريا وامنيا واجتماعيا . واشار في هذا الصدد الى التجربة الثرية للسودان في التصدي للارهاب من خلال الحوار وتحصين الشباب بالفكر الوسطي المستنير ، وفي هذا الاطار تم انشاء مجلس اعلى للتحصين الفكري برئاسة رئيس الجمهورية ويضم عددا مبيرا من العلماء من اجل التصدي لظاهرة الارهاب وتجنب حدوثها . دعاوى الطائفية وارهاب اسرائيل كما حذر الفقيه د. عصام احمدالبشير رئيس مجمع الفقه الاسلامي من تنامي الارهاب الذي تمارسه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني معتبرا انه الارهاب الاخطر، اضافة الى دعاوى الطائفية في العديد من البلدان التي تشهد صراعات وازمات كبيرة كما هو الحال في سوريا والعراق واليمن وغيرها ، لافتا في الوقت ذاته الى ان الارهاب ليس فقط ارهابا دينيا بل هناك ايضا ارهاب لا ديني يستهدف الامن الفكري للشعوب والامم ، وكلاهما وجهان لعملة واحدة يسعى لهدم حضارة الامة . ودعا الفقيه الاسلامي عصام البشير الى ضرورة التصدي للارهاب من هلال استيعاب كافة الاسباب المتصلة به ومنها : اسباب دينية واخطاء في ادراك وممارسة المفاهيم الشرعية المتعلقة بمسائل كالجهاد والنهي عن المنكر وغيرها وبالتالي لابد من العمل على اجلائها بالوعي الصحيح . كما حذر من اسباب اخرى منها سياسية تتعلق بالاستبداد والقهر والظلم وغياب الحرية والكرامة والعدل الاجتماعي مما يجعل المجتمعات بيئة حاضنة للتطرف والارهاب ، وكذلك العنف الاسري والبطالة والفقر والحرمان ، وغياب الايمان بالتعددية و عدم القبول بالاخر و الاقصاء . بالاضافة الى التحيز العالمي وانتقائية العدالة في المنظومة الدولية التي قامت بالاساس من اجل تحقيق الامن والسلم الدوليين . وحذر الفقية عصام البشير من الجنوح الاعلامي باتهام الاسلام بانه قاعدة للتطرف والعنف ، منوها في هذا الاطار بمطلب الجامعة العربية باستصدار قانون دولي يجرم الاساءة الى الرموز والاديان داعيا في هذا الاطار الى التقرب من الشباب وتقديم احابات وافية لهم تجنبهم الممارسات المتطرفة والمنحرفة . كما شدد على ضرورة صون الحكام العرب للحريات والحقوق المتكافئة بينهم وبين المحكومين واسهام الاعلام في تجذير الوسطية والتسامح. كما حذر الشباب من الاستمرار في استقاء المعلومات والمفاهيم الشرعية فقط عبر شبكة الانترنت وانما الاعتماد في ذلك على العلماء الاجلاء بالاساس ، موضحا ان السودان اعتمد الحوار مع الشباب سبيلا لمبادلة الحجة بالحجة . يناقش الملتقى على مدى يومين ومن خلال ثلاث جلسات عمل عددا من اوراق العمل حول دور الخطاب الديني في مكافحة الارهاب ، والجهود الوطنية في مكافحة الارهاب ، وورقة ثالثة حول الاستراتيجية الاعلامية العربية المشتركة لمكافحة ظاهرتي التطرف والارهاب . ومن المقرر ان يلقي الرئيس عمر حسن البشير كلمة في الجلسة الختامية للملتقى غدا الجمعة .
