مع انطلاق الموسم الدرامى الرمضانى؛ خلال الأيام الماضية انطلقت حملات موازية تهاجم جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بسبب التجاوزات التى جاءت ببعض الأعمال الرمضانية التى لا تتناسب مع الشهر الكريم. وللوقوف على حقيقة الدور المنوط من الرقابة القيام به فى مواجهة الإسفاف والابتذال الذى تزايد هذا العام بشكل لافت؛ أكدت مصادر مطلعة أن القوانين التى يخضع لها جهاز الرقابة على المصنفات عاجزة عن مواكبة التطور الذى يحدث فى الدراما والانفلات الذى أصبح بعض صناع الدراما يستفيدون منه ويرغبون فى استمراره طوال الوقت. وأشارت المصادر إلى ان الرقابة قامت بالدور المنوط بها حيث خاطبت جميع شركات الإنتاج والقنوات الفضائية ثلاث مرات للالتزام بعرض جميع حلقات الأعمال الرمضانية على الرقابة لأخذ التصاريح اللازمة إلا أن عددا من الشركات لم تلتزم، وبعضها لم يعرض السيناريوهات على جهاز الرقابة من الأساس وفى سبيل ذلك تقوم الرقابة بتطبيق القانون وتوقع العقوبات التى ينص عليها القانون ولكنها عقوبات غير رادعة تتمثل فى غرامات غير مؤثرة تقوم الشركات بدفعها ثم تقوم بتصوير الأعمال كما يحلو لها. وأصبح السؤال الذى يطرح نفسه بقوة فى مثل هذا الوقت هو: لماذا لا يلتزم النايل سات بضرورة ألا يعرض الأعمال الرمضانية إلا بعد استخراج التصاريح المطلوبة من الرقابة؟ ولماذا يتخاذل عن القيام بدوره المنوط به؟ وهل يعجب القائمين على النايل سات مثل تلك المسلسلات التافهة التى يتم عرضها على القنوات المختلفة؟ أليس من الأفضل أن يتعاون مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية فى الالتزام بالقانون حتى لا يكون الفضاء المصرى سداح مداح دون ضابط أو رابط؟! جدير بالذكر أن من أبرز الأعمال التى أثارت الجدل هذا العام كان مسلسل "أبو البنات" لمصطفى شعبان و"الأسطورة" لمحمد رمضان وغيرهما من الأعمال الجريئة التى لا تتناسب مع شهر رمضان المعظم، بينما علق مقرر لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور حسن مكاوى قائلا: "شهر رمضان تحول من كونه شهرا للعبادات والروحانيات، إلى شهر لتقديم أعمال على قدر كبير من الابتذال، وتقديم نماذج غير طبيعية، ولا مألوفة، لذلك ننادى بعودة الدراما الاجتماعية، والدينية والتاريخية، التى تتناسب مع طبيعة المجتمع، ويجب على الدراما طرح الواقع بطريقة راقية، بعيدا عن الفجاجة، والابتعاد عن تمثيل الفئات الشاذة عن المجتمع، بشكل يجعلها قدوة للشباب والأطفال، فالمعالجة الدرامية تعمل على تنميط أشكال معينة كالقاتل، والبلطجى، والنصاب، على أنهم أبطال.