الجزيرة نتكشفت وثائق مسربة أن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) في مدينة غوانتيكو بولاية فيرجينيا الأميركية استخدم في تدريب وتثقيف عملائه المنخرطين في مجال مكافحة الإرهاب كتيبات إرشاد، تحتوي أفكارا ومضامين معادية للإسلام وتشكك في المسلمين الأميركيين.وتفيد كتيبات التدريب الخاصة بأف بي آي بأن معظم المسلمين الأميركيين هم يتعاطفون -على الأرجح- مع المجموعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة، وأنهم أكثر قابلية لأن يكونوا عنيفين.كما شككت الكتيبات في المؤسسات الإسلامية الخيرية، ورأت فيها وسائل يمكن من خلالها تمويل الخلايا والجماعات الإرهابية، إضافة إلى أنها نعتت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه زعيم طائفة، وهو ما أثار حفيظة ناشطين حقوقيين بدعوى أن هذا التعبير يحط من كرامة المسلمين ويمتهن عقائدهم.وكان أحد محاور الكتيب (دليل الإرشاد) المعنون بحرب فقط قد أورد أن مبادئ الإسلام تنص على أن المسلمين يؤمنون بأن الحرب هي القاعدة، وأن السلام هو حالة مؤقتة، وأنه لا يمكن أن يكون هناك سلم بين بقية الأديان الأخرى والإسلام الذي قالوا إنه يتطلع إلى هزيمة خصومه واستيعابهم في فلكه.ووصف الصحفي سبنسر آكمان -الذي أثار الموضوع في موقع وايرد.كوم- سلوك مكتب التحقيقات ووسائله التعليمية وطرائق تدريباته بالمشبوهة دستوريا.كما سخرت إحدى المجموعات العاملة في مجال الحقوق المدنية من تزويد عناصر القوى الأمنية بمثل تلك المعلومات المكتوبة من قبل من تمت تسميتهم بالإسلاموفوبيين، وقالت إنها تشبه أن يُطلب من مجموعات الكي كي كي (مجموعات كراهية عرقية) إرشاد وتثقيف العملاء في التسامح العرقي.ومن ناحيته، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي أنه أوقف العمل باستخدام الكتيبات في الدروس التدريبية والمحاضرات التثقيفية.وقال مسؤول في سلطات تنفيذ القانون لوكالة أسوشيتد برس -طالبا عدم ذكر اسمه- إن تلك الكتيبات استخدمت في محاضرات على مدى ثلاثة أيام فقط، في نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي.أف.بي.آي أكد أنه أوقف استخدام كتيبات التدريب المسيئة إلى المسلمين (رويترز-أرشيف)مخاطروليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مواد من هذا القبيل، ففي 2009 تم الكشف عن وثائق أظهرت أن أف بي آي قد قام باستخدام وسائط تدريبية استقى بعض مضامينها من كتاب حقيقة محمد: مؤسس أقل الأديان تسامحا في العالم لمؤلفه روبرت سبنسر.وأوصت تلك الوسائط العملاء المتدربين بالعودة إلى هذا الكتاب واستخدامه كمرجع مفيد.وبالإضافة إلى كون سبنسر واحدا من مجموعة المناهضين لبناء مسجد غراوند زيرو، في المنطقة التي حدثت فيها هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بمدينة نيويورك، فإن كتاباته المناهضة للإسلام قد تكررت مرارا في تصريحات أطلقها اليميني أندريه بريفيك، منفذ التفجيرات الإرهابية في جزيرة أوتويا النرويجية في يوليو/تموز الماضي التي أودت بحياة 77 شخصا.وقد أبدى نشطاء مسلمون وحقوقيون خشيتهم من أن أساليب مكتب التحقيقات الفدرالي في تدريب عملائه قد تزيد تنميط المجتمعات الإسلامية في الولاياتالمتحدة، بشكل يؤدي إلى ارتفاع وتيرة الاستعداء عليهم والتحرش بهم.ورأى بعضهم أن عملاء أف بي آي يصرفون أوقاتهم ويستهدفون الأشخاص الذين توحي مظاهرهم وهيئاتهم بأنهم متدينون، معتقدين أنهم من أصحاب السلوك العنفي، وفي هذه الحالة فإن ضحاياهم هم من الناس الأبرياء، وذلك بدل القبض على الإرهابيين الحقيقيين.