"ايوة قتلتها ولو عاد بي الزمن مرة أخرى لسوف اقتلها، علشان هى ضحت عليا هى وأبوها واستولوا على تحويشة عمري أنا وأصحابي لما دخلت معاهم جمعية وفي الآخر قالت إنها مش عاوزاني"، بهذه الكلمات بدأ المتهم بقتل خطيبته بدار السلام اعترافات أمام ضباط المباحث وهو يروي لهم تفاصيل جريمته البشعة. جمعية آمال فتاة في بداية العقد الثالث من العمر، الأسبوع الماضي أصبحت قصتها حديث معظم أهالي دار السلام بسبب الجريمة البشعة التي تعرضت لها من قبل خطيبها.. تعود قصتها منذ عامين مضت عندما كانت تعيش وسط أسرتها داخل منزل بسيط بعزبة خير الله فوالدها يعمل مبلط محارة والأم ربة منزل، تتمتع آمال بقدر عال من الجمال كل من شاهدها كان يتمنى أن يفوز بقلبها لدرجة أن شباب المنطقة كانوا يتبارون لإثارة اعجابها.. كانت حياتها تسير بشكل عادي مثل أي فتاة تنتظر فتى أحلامها حتى ظهر أحمد الذي يقطن في منطقة مجاورة لها بمجرد أن وقعت عيناه عليها نالت اعجابها وتعرف عليها وسرعان ما نشأت بينهما علاقة عاطفية. خلال أيام قليلة ذهب أحمد إلى والدها وتقدم لخطبتها.. تمت مراسم الخطوبة وسط مباركة الأهل والأصدقاء وكان أحمد يعشق آمال بجنون ولم يرفض لها طلب على الإطلاق.. وفي أحد الأيام أثناء جلوس أحمد مع خطيبته ووالدها اقنعته بأن يدخل معهم في جمعية لكي يوفر نفقات الزواج.. لم يتردد أحمد وطلب من أصدقائه أن يدخلوا معه في الجمعية وبالفعل وصل المبلغ إلى 7 آلاف جنيه، هنا بدأ الشيطان يلعب في رأس آمال ووالدها بأن يستوليا على المبلغ وتفسخ آمال خطوبتها من أحمد وعندما ذهب إليهم لأخذ مبلغ الجمعية فوجئ بخطيبته تخبره بأنها انفقت الأموال وترفض الزواج منه. هنا لم يصدق أحمد ما تسمعه آذانه واستشاط غضبا وتشاجر مع خطيبته وخرج من المنزل.. أخذ يفكر في طريقة للانتقام من خطيبته ووالدها حتى اتفق مع صديقيه على ضرورة التخلص منها.. واستغل عدم تواجد والدها في المنزل وذهب إليها وبمجرد أن فتحت له الباب قام بدفعها ودخلوا إلى المنزل واعتدوا عليه بأسلحة بيضاء حتى سقطت على الأرض وسط بركة من الدماء ثم فروا هاربين معتقدين بأنهم بعيدين عن أعين رجال المباحث. "بنتي مقتولة" تعود أحداث القضية عندما تلقى المقدم أحمد إبراهيم رئيس مباحث دار السلام بلاغًا من محمد عبد المنعم 65 سنة مبلط، ومقيم بعزبة خير الله بدائرة القسم يفيد بأنه لدى عودته إلى منزله اكتشف مقتل نجلته آمال 30 سنة وعثوره على جثتها مصابة بجرح قطعي أسفل الفك وجرح قطعي بالظهر وجرح قطعي بالفخذ الايسر وجرح قطعي بالرقبة، وبإخطار اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء محمود خلاف نائب المدير، واللواء عبد العزيز خضر مدير إدارة البحث الجنائي، واللواء هشام لطفي رئيس مباحث قطاع الجنوب، والعميد عبد العزيز سليم مفتش المباحث، والمقدم أحمد إبراهيم رئيس مباحث دار السلام لسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه. ودلت التحريات إلى أن هناك سيدة شاهدت خطيب آمال وشخصين آخرين وهو خارجين من المنزل وبدت عليهم علامات الشك والريبة، معلومة خطية من بدايتها وبدأ رجال المباحث جمع أكبر قدر من المعلومات حتى توصلوا إلى أن وراء ارتكاب الواقعة كل من أحمد 30 سنة عربجي ومقيم عزبة خير الله دائرة القسم، ويسري 28 سنة ومقيم دائرة القسم، ومحمد 32 سنة عربجي ومقيم دائرة القسم. وعقب تقنين الإجراءات وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة تمكن المقدم أحمد إبراهيم والنقيبان أحمد مصلح ويوسف المراغي معاونا المباحث من ضبط المتهمين وبمواجهتهم أمام العميد سيد حسن يوسف مأمور قسم شرطة دار السلام، قال الأول بأنه خطيب المجني عليها وأنه دخل معها وصديقيه في جمعية لتوفير الأموال وعندما وصل المبلغ إلى 7 آلاف جنيه رفض والدها دفع المبلغ وأخبره بأن نجلته لا تريد الزواج منه، فاستشاط المتهم غيظا واتفق مع المتهمين على الانتقام من خطيبته وذهب إلى شقتها وبمجرد أن فتحت لها اعتدى عليها بالضرب وقاموا بتمزيق جسدها بالمطاوي حتى فارقت الحياة ثم فروا هاربين حتى تم ضبطهم. تم تحرير المحضر اللازم وأمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق وتشريح جثة المجني عليها لمعرفة أسباب الوفاة واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.
