قال القيادى بحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور أحمد أبو بركة، أن مليونية الجمعة الماضية كانت بمثابة صفحة جديدة من صفحات الثورة المصرية أظهرت مدى إحساس هذا الشعب وعمق رؤيته بحقيقة أهداف ثورته، فقد كانت الملايين الحاشد والتي احتشدت على نحو غير مسبوق لم يكن له وجود حتى في كافة فعاليات الثورة كلها، وقد حضرت جموع المصريين على اختلاف ألوانهم ومشاربهم السياسية والأيدلوجية لكي يعيدو اللحمة والتوحد والتمسك بأهداف الثورة ونبذ الخلافات وإعلاء الإرادة الشعبية والانصياع لهذه الإرادة وهو ما يعني رفض كل شيء يحاول القفز أو الالتفاف عليها سواء تمثل ذلك فى المبادىء فوق الدستورية أو الدعوة للدستور أولا أو للمجلس الرئاسي المدني فلا مشروعية فوق مشروعية الشعب، ولا قوة فوق قوته.وعن انسحاب 34 تيار وحزب سياسي من مظاهرة الجمعة الماضية اعتراضًا على رفع شعارات اسلامية ومطالب لم يكن متفق عليها، قال أنه لا يعلم من هى هذه الكيانات التى لا وجود لها فى الشارع أصلا، حيث أن الميدان كان به ملايين حاشدة وانسحابهم لم يؤثر بأى شكل من الأشكال على المظاهرة، خاصة أنه لو انسحب 34 شخص من الميدان لحدث تأثير ما، حسب قوله.وردًا على أنه تم رفع شعارات إسلامية وأخرى ترفض المواد فوق الدستورية على عكس ما تم الأتفاق عليه، ذكر أن الشعارات الإسلامية لا تتناقض مع التوافق لأنها تدور حول المادة الثانية من الدستور وهذا محل اجماع من الجميع فلايوجد أحد يختلف مع ذلك، أما بالنسبة للمواد الحاكمة للدستور فلا يمكن أن توجد هذه المواد أصلا، حيث أن الدساتير لا تعرف أى مواد حاكمة لها لكنها هى تحاول فرض وصاية على الشعب المصري.وأوضح أنه من الوارد أن يتم تكرار تنظيم مثل هذه المليونية إذا ما أقتضت الظروف ذلك وحسب رؤيتهم حتى إن تطلب ذلك حشد ضعف هذا العدد مرة أو عشر مرات فهم قادرون على ذلك.ونفى أبو بركة أن يكون قد تم رفع علم دولة السعودية فى الميدان أثناء التظاهرة فى ميدان التحرير قائلا أن ذلك هذا غير صحيح ونحن لا نقبل ذلك أبدا، فنحن ندعو لرفع الشعارات الكلية التى تعبر عن الشعب والتى هى محل اجماع عام، ومناصاتنا كانت مفتوحة للجميع، خاصة أنه لم تكن لنا مطالب جزئية بل طالبنا باحترام إرادة الشعب وقواعد الديمقراطية والأحتكام لصندوق الانتخاب،وأكد أن مليونية الجمعة الماضية ستتسب فى زيادة العمق والوعي والفهم الصحيح للقوى السياسية وأوزانها الحقيقية وكذلك مستوى الرشد والموضوعية فى التعاطى مع القضايا الثورية، أما عن تصريحات الليبراليين فأكد أنهم لا يلقون لها بالا ولا يقيمون لها وزنًا لأنهم منشغلون جدًا بالشارع وقضايا الشعب، على حد قوله.وتوقع أن يستجيب المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمطالبهم، مطالبا بضرورة التفرقة بين الحكم فى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك والحكم بعد الثورة، فلا يجوز أن نطلب كل شىء من المجلس العسكرى كما كانوا يطلبون من مبارك أو يجعلوا منه الها كما جعلوا مبارك، وهذا غير مقبول بعد الثورة وعصر تلك السياسة أنتهى، فهناك سلطات قضائية مستقلة وحكومة عصام شرف يقع على كاهلها الكثير من المسئوليات، وبالتالى علينا أن نطلب من كل سلطة مختصة ما نريده، ومن يشعر بأن عليه وصاية من قبل المجل العسكرى فعليه أن يستقيل فورًا دون تردد وإذا ما أستمر فأنه يستحق المحاكمة