تواصل قوات الجيش والشرطة، إعلان حالة الاستنفار الأمني لأقصى درجاته بشمال سيناء، ولاسيما بمدينة العريش، قبل أيام قليلة من ذكرى انتصارات أكتوبر، بعدما حذرت جهات أمنية رفيعة المستوى من مخطط لعناصر تنظيم "بيت المقدس"، التي ما زالت تتمركز بعدة مناطق بالمدينة؛ لتنفيذ عملية إرهابية ضخمة لإفساد احتفالات المصريين بالنصر، حتى تحولت العريش في الساعات القليلة الماضية لثكنة عسكرية. وانتشرت القوات بأنحاء المدينة لتمشيطها بشكل كامل، وقالت مصادر أمنية بشمال سيناء ل"الوطن"، إن تواجد العدد الأكبر الآن من عناصر تنظيم "بيت المقدس" الإرهابي بالعريش، بعدما تمكنت قوات الجيش والشرطة من القضاء على ما يقرب من 80% من تلك العناصر برفح والشيخ زويد، فضلا عن رصد الأجهزة الأمنية، معلومات تؤكد اعتزام العناصر الإرهابية تنفيذ إحدى عملياتها بالعريش بالتزامن مع احتفالات أكتوبر، فرض حالة استنفار أمنية غير مسبوقة بالعريش. وكثفت قوات الجيش والشرطة من حملات التمشيط للمناطق التي يعتقد تمركز عناصر الإرهاب بها. وأكدت المصادر، ل"الوطن"، أن القوات شددت من حصارها لمنطقة المزارع على الطريق المؤدي للمطار بجنوب العريش، وأغلقت القوات أي منافذ لتلك المنطقة، بالتزامن مع حملات تمشيط موسعة لساعات طويلة، لضبط أي عناصر إرهابية تتخذ من تلك المزارع مأوى لها، خاصة أن تلك العناصر عادة ما تتخذ منطقة المزارع في غالب الأحيان كمكان للتجهيز والانطلاق لتنفيذ عملياتهم الإرهابية بالعريش. وأحرقت القوات، خلال حملاتها، العديد من العشش التي تقيم بها العناصر الإرهابية، بجانب قيام خبراء المفرقعات وسيارات كاسحة الألغام، بتمشيط الطريق المجاور للمزارع لتأمينه بشكل كامل من أي عبوات ناسفة. وكشفت المصادر، أن عمليات التمشيط شملت شرق مدينة العريش، وعدد من المناطق الصحراوية بالمدينة، وذلك مع تحليق مكثف لمروحيات الأباتشي، لرصد أى تحركات مريبة للعناصر الإرهابية، فضلا عن انتشار الأكمنة الأمنية على الطريق الدولي "العريش القنطرة شرق"، حتى لا يكون هناك أي فرصة لأي عناصر إرهابية للتسلل من أي محافظات أخرى لداخل سيناء، والانضمام لتنظيم "بيت المقدس" الإرهابي بالعريش، ومساعدته في تنفيذ أي عملية إرهابية. وفي نفس الإطار، واصلت قوات مكافحة الإرهاب تطهير رفح والشيخ زويد من الإرهاب، ضمن معركة "حق الشهيد"، وداهمت القوات بعض المنازل المشتبه في اختباء عناصر الإرهاب بداخلها، وتمكنت من القبض على خلية إرهابية بقرية طويل الأمير بجنوب رفح، تتكون من 5 أفرد شديدي الخطورة، من بينهم أحد القناصة المتورط في استهداف جنود الأكمنة الأمنية، وتم تحويلهم للجهات المعنية للتحقيق. وقال مصدر أمني بشمال سيناء، ل"الوطن"، إن خبراء المفرقعات تمكنوا من العثور على 4 عبوات ناسفة زرعتها عناصر الإرهاب لاستهداف الآليات العسكرية المشاركة في معركة "حق الشهيد" بعدما أصبحت تلك العناصر عاجزة عن مواجهة قوات الجيش، منها 3 عبوات على الطريق الدولي بين رفح والشيخ زويد وعبوة رابعة عثروا عليها بالطريق الداخلي المؤدي لقرية الوفاق، وعلى الفور تم تفجير تلك العبوات دون أي إصابات. وأكد المصدر، أنه أثناء تمشيط القوات بالشيخ زويد، عثرت على منصة لإطلاق الصواريخ، على مقربة من معسكر الزهور، حيث تبين أن تلك المنطقة كان يتواجد بها عناصر الإرهابية، كانت تستعد لقصف المعسكر بالصواريخ، إلا أنهم لاذوا بالفرار بمجرد ظهور القوات، وتحليق طائرة أباتشي أعلى المنطقة.
